تسعة عقود وهو يقف أمام مضافته يستقبل ضيوفاً عاهدوا الوطن على مقارعة الاستعمارين العثماني والفرنسي، مصراً على تمكين اللحمة الواحدة بين فئات المجتمع بما يتمتع به من حكمة، غير مشاركاته بمعارك "الثورة السورية" الكبرى لتحقيق الجلاء.

حول سيرته وشخصيته مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 حزيران 2020 التقت "صايل شرف" حفيد المجاهد الراحل "محمد شرف" الذي بين قائلاً: «لم تكن ولادة جدنا "محمد شرف" في زمن الرفاه والتنمية، بل صرخ صرخته الأولى طالباً الحياة في زمن مليء بالأحداث والوقائع التي عاشها أهلنا وفق حديثه لنا، إذ تميز المجتمع آنذاك برفضه قيود الاستعمار العثماني، الذي فرض أنظمة استبدادية عديدة على الناس، الأمر الذي جعله وأقاربه ينتقلون من مدينة "شهبا" للسكن في قرية "تيما"، ويعملون على تحسين نسيجها العمراني والإقامة بها.

لم تكن ولادة جدنا "محمد شرف" في زمن الرفاه والتنمية، بل صرخ صرخته الأولى طالباً الحياة في زمن مليء بالأحداث والوقائع التي عاشها أهلنا وفق حديثه لنا، إذ تميز المجتمع آنذاك برفضه قيود الاستعمار العثماني، الذي فرض أنظمة استبدادية عديدة على الناس، الأمر الذي جعله وأقاربه ينتقلون من مدينة "شهبا" للسكن في قرية "تيما"، ويعملون على تحسين نسيجها العمراني والإقامة بها. اختار طريق المقاومة منذ شبابه، وفي الأربعين من عمره تصدى برجولة وشجاعة لحملة "سامي باشا الفاروقي" في مطلع تشرين أول عام 1910، وكانت تلك المواجهات من أشرس المعارك في منطقة تسمى "تل المفعلاني" المجاورة لقرية "قنوات"؛ حيث خسر "الفاروقي" أكثر من خمسمئة قتيل عثماني، ولهذا كان أول المؤيدين "للثورة العربية الكبرى" حينما تلقى رسائل الأمير "فيصل" للمشاركة بها، تميز بالشجاعة وخاض مع ضيفه "سليم الأطرش" معركة من أشرس المعارك ضد الكتيبة العثمانية في قرية "الرضيمة الشرقية" وقتل من العثمانيين العديد واستشهد ضيفه ومن معه يومها، وأصيب جدنا "محمد شرف"، كما تميز بالحكمة والفطنة فاستطاع جمع شمل المتباعدين بين القبائل والعشائر، وكان واحداً ممن عقدوا الصلح والمصالحة بينهم في منزله

اختار طريق المقاومة منذ شبابه، وفي الأربعين من عمره تصدى برجولة وشجاعة لحملة "سامي باشا الفاروقي" في مطلع تشرين أول عام 1910، وكانت تلك المواجهات من أشرس المعارك في منطقة تسمى "تل المفعلاني" المجاورة لقرية "قنوات"؛ حيث خسر "الفاروقي" أكثر من خمسمئة قتيل عثماني، ولهذا كان أول المؤيدين "للثورة العربية الكبرى" حينما تلقى رسائل الأمير "فيصل" للمشاركة بها، تميز بالشجاعة وخاض مع ضيفه "سليم الأطرش" معركة من أشرس المعارك ضد الكتيبة العثمانية في قرية "الرضيمة الشرقية" وقتل من العثمانيين العديد واستشهد ضيفه ومن معه يومها، وأصيب جدنا "محمد شرف"، كما تميز بالحكمة والفطنة فاستطاع جمع شمل المتباعدين بين القبائل والعشائر، وكان واحداً ممن عقدوا الصلح والمصالحة بينهم في منزله».

الحفيد صايل شرف

المؤرخ "إبراهيم جودية" أوضح بالقول: «عرف المجاهد "محمد شرف" بأنه قامة وطنية مشبعة بالتحدي والمقاومة والعقل الراجح، والابتعاد عن المتخاذلين والمستسلمين أثناء الحكم العثماني البغيض، والانتداب الفرنسي، ولديه وقفات وطنية عديدة، فعندما دخل "غورو" إلى "دمشق" تحركت بيارق الجبل، ووصلت إلى "بصر الحرير"، لكن الملك "فيصل" ترك العاصمة ووصل "درعا"، وكان المجاهد "محمد شرف" بين هذه الجموع التي رفضت بشكل قاطع الاحتلال الفرنسي، وعندما فرض الأمر الواقع وفق اتفاقية "أبو فخر دوكيه" أصبح "محمد شرف" ضمن المجلس النيابي، وكان أشد المعارضين لسياسة القائد الفرنسي "كاربيه" مع الثوار "حمد عامر"، "حسين مرشد رضوان"، و"قفطان عزام"، وأطلق عليهم يومها اسم "حزب المعارضة" ضد "كاربيه" وسياسته، ونتج عنها اضطهادات كثيرة تعرضوا لها.

وعندما انتقل "سلطان باشا الأطرش" إلى بلدة "قنوات" بعد معركة "الكفر" الشهيرة كان بيرق قرية "تيما" في مقدمة البيارق التي وصلت إلى "قنوات"، وهو من شجع على هذه السرعة والاستجابة الثورية بصحبة أقاربه المجاهدين "أسعد ومؤيد شرف" وغيرهم، وفي معركة "العادلية" ومحاولة تحرير "دمشق" في الثالث والعشرين من آب عام 1925 كان "محمد شرف" من قادة هذه المعركة، ووصل مع الثوار إلى منطقة "العادلية"، حيث تصدى الطيران الفرنسي لهذا الزحف، وكانت الخسائر فادحة، وأصيب "شرف" في تلك المعركة، كما شارك هذا المجاهد في كل معارك "الغوطة"، و"القلمون"، و"النبك" واعتمد عليه القائد العام للثورة في كثير من الأمور الإدارية لفض النزاعات بين الفئات الثورية المتخاصمة مع بعضها وخاصة في "غوطة دمشق"، فهو بحق كما وصف بأنه المجاهد الواعي والمقاوم الصامد، ولهذا شهدت جنازته تظاهرة شعبية وطنية حضرها كبار الشخصيات الثورية التي شاركت في صنع الاستقلال والجلاء عن الاستعمار الفرنسيين».

المجاهد محمد شرف

الجدير بالذكر أن المجاهد "محمد شرف" ولد عام 1870 ورحل في الثالث عشر من آذار عام 1959.

من أمام مضافته التاريخية