حمل المجاهد الدكتور "توفيق عز الدين" إرثاً وطنياً غنياً، وتوّج نضاله بالعلم والمعرفة الطبية، فكان طبيباً ضابطاً، ومن الصفوف الأولى بين الأطباء محلياً ووطنياً، واستحق أن يصدر طابعاً رسمياً باسمه.

حول سيرته الاجتماعية مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 12 آذار 2020 التقت المحامي "وسيم عز الدين" أمين عام محافظة "السويداء" وبيّن قائلاً: «ولد الراحل الدكتور "توفيق عز الدين" في مدينة "دمشق" عام 1912 والده المجاهد "محمد باشا عز الدين" أول من حمل إجازة في الحقوق في "جبل العرب" وهو خريج كلية العلوم العسكرية في "اسطنبول" وجده "خليل عز الدين" ممثل "جبل العرب" في مجلس "المبعوثان" في "اسطنبول"، تلقى الحروف الأولى من التعليم في "صحراء النبك - وادي سرحان في السعودية" عندما لجأ مع والده المجاهد وبقية الثوار إلى الصحراء، ثم عاد ليتابع دراسته الإبتدائية والإعدادية في مدرسة "عنبر بدمشق" فكان من المتفوقين وتابع دراسته الثانوية في "القدس" في روضة "المعارف الإسلامية" التابعة لمفتي "فلسطين" الحاج "أمين الحسيني" وقد تفوق في دراسته ما أهله للحصول على منحة متابعة دراسة الطب في الجامعة الأمريكية في "بيروت" لينال شهادة الطب بتفوق مع مرتبة الشرف الأولى عام 1935، عاد للعمل في "فلسطين" ليكون قريباً من الثوار، ثم التحق بثورة "رشيد علي الكيلاني" في "العراق" كطبيب ومناضل وكان مقره في مدينة "القرنة"، أصيب بعدة جروح أثناء المعارك الوطنية التي خاضها هو والثوار، عاد إلى "سورية" قبل الاستقلال ليعمل طبيباً في الجيش الذي كان تابعاً آنذاك للجيش الفرنسي برتبة ملازم أول ونظم مع مجموعة من الضباط في "جبل العرب" حركة انقلابية في التاسع والعشرين من شهر أيار عام 1945، حيث قام بحجز القادة الفرنسيين في منزله في هذا اليوم، وتمكن قادة الحركة من احتلال القلعة والثكنات العسكرية وقاموا برفع العلم الوطني فوقها وتحويل الجيش إلى جيش عربي سوري وإعلان استقلال المحافظة قبل الجلاء التام عن "سورية" بسنة كاملة».

يعتبر المرحوم الدكتور "توفيق عز الدين" سليل بيت الجهاد الوطني والده "محمد باشا عز الدين" أحد أهم الأبطال الميامين في معارك الثورة السورية الكبرى، وهو استمر بعد أن نال شظف العيش في "وادي السرحان" وكان والدي معهم المجاهد "صياح الحمود الأطرش"، وبعودته بات واحداً من المجاهدين الأفذاذ فهو في الذاكرة بشقي العمل الوطني والإنساني، العمل الوطني الذي خطّ نهجاً وطنياً هاماً في تاريخ "سورية"، إذ لا ينكر أحد أنه كان قائد انقلاب عام 1945 على الفرنسيين وضابطاً من ضباط الوطن المدافعين عن حياضه، وبالجانب الإنساني بإيجاز وأنا كطبيب ما سمعته من جهات نقابية بأن الراحل يعتبر أول طبيب في "جبل العرب"، ومن الأطباء الأوائل في "سورية" كما كان يقول نقيب الأطباء في نهاية ستينيات القرن الماضي

وتابع المحامي الأستاذ "وسيم عز الدين" بالقول: «درس الراحل الدكتور "توفيق عز الدين" أعلى الاختصاصات في "إنكلترا" وشغل عدة مناصب في "السويداء وحلب ودمشق" وفي قيادة الصحة العسكرية في "سورية" وشارك أثناء حرب "فلسطين" بين عامي 1947 و1948 بقيادة مشفى القتال الحربي في "الجولان وشمال فلسطين"، أحيل على التقاعد منتصف خمسينيات القرن الماضي وعاد إلى مدينته "السويداء" حيث عمل فيها طبيباً مجانياً حتى وفاته عام 1980، أنجب ولدين هما "أكرم" وهو صيدلاني توفي منتصف السبعينيات القرن الماضي، و"حياة" وهي أيضاً صيدلانية، وتجدر الإشارة طبعاً - وهي معلومة ممن عاصره علمياً من أبناء جيله - إلى أن الدكتور "توفيق عز الدين" يعتبر من أوائل الأطباء في محافظة "السويداء" وأحد الأطباء الخمسة الأوائل في "سورية" وقد قامت نقابة الأطباء في "سورية" بإصدار طابع باسمه تكريماً له ولإنجازه الوطني والاجتماعي والإنساني».

المحامي وسيم ممدوح عز الدين

الدكتور "عبدي الأطرش" أحد معاصريه في الطب والمجتمع تحدث قائلاً: «يعتبر المرحوم الدكتور "توفيق عز الدين" سليل بيت الجهاد الوطني والده "محمد باشا عز الدين" أحد أهم الأبطال الميامين في معارك الثورة السورية الكبرى، وهو استمر بعد أن نال شظف العيش في "وادي السرحان" وكان والدي معهم المجاهد "صياح الحمود الأطرش"، وبعودته بات واحداً من المجاهدين الأفذاذ فهو في الذاكرة بشقي العمل الوطني والإنساني، العمل الوطني الذي خطّ نهجاً وطنياً هاماً في تاريخ "سورية"، إذ لا ينكر أحد أنه كان قائد انقلاب عام 1945 على الفرنسيين وضابطاً من ضباط الوطن المدافعين عن حياضه، وبالجانب الإنساني بإيجاز وأنا كطبيب ما سمعته من جهات نقابية بأن الراحل يعتبر أول طبيب في "جبل العرب"، ومن الأطباء الأوائل في "سورية" كما كان يقول نقيب الأطباء في نهاية ستينيات القرن الماضي».

من والثائق التاريخية ود. توفيق بين المجاهدين
طابع باسمه