نال الدكتور "منصور حديفة" شهادتي دكتوراه في اللغة الفرنسية، ووساماً من رتبة "فارس"، وأغنى المكتبة العربية بترجماته وأبحاثه ودراساته العلمية، عدا المناصب الإدارية التي تسلّمها داخل "سورية" وخارجها.

حول أعماله وحياته، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 أيلول 2018، التقت الدكتور "منصور حديفة" رئيس فرع جامعة "دمشق" في "السويداء"، الذي بيّن قائلاً: «ولدت في قرية نفضت عنها غبار التعب والإرهاق بعد أن نالت البلاد الاستقلال من الاستعمار الفرنسي بنصف عقد؛ أي في عام 1951 كانت ولادتي، في قرية "الكفر" التي قدمت وما زالت تقدم الكوادر العلمية والثقافية والاجتماعية، فقد تربيت بكنف أسرة فلاحية محبة للعلم والمعرفة، عاشقة للأرض ورائحة العطاء، ومع أن والدي لا يجيد القراءة والكتابة، إلا أنه يحمل استراتيجية العلم والتعليم، وأذكر حين كنت طالباً أنني حاولت العمل معه في الأرض، فقال لي: (اذهب وادرس فقط، إذا لم تتعلّم ستموت جوعاً). وبالفعل بعد أن نلت الشهادة الابتدائية في قريتي ذهبت إلى مدينة "السويداء" لأنال الإعدادية والثانوية، وهنا أدين لأحد المدرّسين الذي جعلني أحب اللغة الفرنسية، فقد كان علي سحب القرعة لمعرفة اللغة التي سأدرسها، وبالفعل كانت نتيجتها اللغة الفرنسية، وبعد شهر من الدوام المدرسي كانت رغبتي باللغة الإنكليزية كبيرة، تقدمت بعدة توصيات لنقلي، وحين تمّ ذلك قال لي المدرّس "سعيد عزي": (اذهب واحمل حقيبتك وانقلع إلى شعبة الإنكليزي)، وعندما جهزت نفسي للذهاب واجهني مدرّس مادة الفرنسي "حسن جربوع" مستفسراً، فسردوا له حكايتي، فقال إن هذا الطالب من أفضل الطلاب لديّ، فتولدت السعادة في نفسي، وقررت متابعة اللغة الفرنسية، وحين دخلت الجامعة، كنت من المتفوقين بالأدب الفرنسي، لأكون معيداً فيها، وأدرس الدكتوراه في "فرنسا" موفداً، ونلت درجة دكتوراه دولة في اللسانيات والصوتيات بتقدير شرف، ودكتوراه ثانية حلقة ثالثة في اللسانيات بتقدير جيد جداً».

أحببت الترجمة، وبعد كتابي "الكلمات المسافرة"، أصدرت كتابَي "سورية في قواميس اللغة الفرنسية"، و"اللغة العربية في اللغة الفرنسية"، وكتاب "تعليم اللغة العربية لأبناء الجالية العربية في أوروبا الغربية"، و"دور الصوتيات والتصويت في تعلّم اللغات"، و"ظاهرة السبات اللغوي"، ولي مشاركة في تأليف كتب مقرر اللغة الفرنسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية والمعاهد المتوسطة في "سورية". كذلك قمت بترجمة عدد من الأبحاث حول القضية الفلسطينية في مجلة "مدارات غربية" التي تصدر في "باريس"، وترجمت عدداً من الأبحاث عن "اليمن"، وعدداً من الأبحاث لمصلحة الموسوعة العربية، وأخيراً قلدت الوسام الأكاديمي الذي قدمته الجمهورية الفرنسية بدرجة "فارس"، وكذلك ترجمت كتاب "أمراؤنا الأعزاء جداً هل هم أصدقاؤنا حقاً" من تأليف "كريستيفان شيسنو، وجورج مالبرينو" حول الواقع الحالي

وتابع عن مدّة الاغتراب والدراسة: «في "فرنسا" عملت على الاستفادة من الأبحاث العلمية، وبدأت أتطلع إلى معرفة الكنوز الخفية في اللغة الفرنسية؛ لأكتشف مجموعة من المفردات التي دخلت على الفرنسية من الدول المجاورة لها، وباتت مفرداتها جزءاً من اللغة، وقمت بجمعها في كتاب مترجم بعنوان: "الكلمات المسافرة"، صدر عن المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم. وبعد عودتي من "فرنسا" بدأ عملي في الهيئة التدريسية في جامعة "دمشق" كلية الآداب، قسم اللغة الفرنسية، ثم شغلت مديراً لمعهد اللغة الفرنسية بجامعة "دمشق" ما بين عامي 1989-1993، وبعدها رئيساً لقسم اللغة الفرنسية بجامعة "دمشق"، وعضو قيادة فرع الجامعة لنقابة المعلمين لغاية عام 2001، ومديراً للمركز الثقافي العربي بـ"باريس" لغاية عام 2006، وعميداً لكلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية في جامعة "دمشق" بـ"السويداء"، وتم تعييني منذ عام 2014 إلى تاريخه رئيساً لفرع الجامعة بـ"السويداء"، كذلك عملت ممثلاً لـ"سورية" في لجنة العالم العربي في منظمة الجامعات الناطقة كلياً أو جزئياً، كما أنني عضو مؤسس في جمعية "الصداقة السورية الفرنسية"، وكنت أستاذاً زائراً في الجامعات الفرنسية، ورئيس شرف لمهرجان "فامك" للفيلم العربي في "فرنسا"، ومحكم أبحاث في الجامعات السورية والأردنية».

الدكتور بسام الطويل

وعن أعماله ومؤلفاته، قال: «أحببت الترجمة، وبعد كتابي "الكلمات المسافرة"، أصدرت كتابَي "سورية في قواميس اللغة الفرنسية"، و"اللغة العربية في اللغة الفرنسية"، وكتاب "تعليم اللغة العربية لأبناء الجالية العربية في أوروبا الغربية"، و"دور الصوتيات والتصويت في تعلّم اللغات"، و"ظاهرة السبات اللغوي"، ولي مشاركة في تأليف كتب مقرر اللغة الفرنسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية والمعاهد المتوسطة في "سورية". كذلك قمت بترجمة عدد من الأبحاث حول القضية الفلسطينية في مجلة "مدارات غربية" التي تصدر في "باريس"، وترجمت عدداً من الأبحاث عن "اليمن"، وعدداً من الأبحاث لمصلحة الموسوعة العربية، وأخيراً قلدت الوسام الأكاديمي الذي قدمته الجمهورية الفرنسية بدرجة "فارس"، وكذلك ترجمت كتاب "أمراؤنا الأعزاء جداً هل هم أصدقاؤنا حقاً" من تأليف "كريستيفان شيسنو، وجورج مالبرينو" حول الواقع الحالي».

وحول الأداء الإداري حدثنا الدكتور "بسام الطويل" الأستاذ المساعد في كلية التربية الثانية في "السويداء"، قائلاً: «يتميز الدكتور "منصور حديفة" بصفات إدارية متعددة، إضافة إلى أنه قامة علمية كبيرة؛ فقد عمل على تطوير الكليات والمناهج والبنية التحتية والكوادر، وبفضله نلاحظ زيادة عدد الطلبة الذي تجاوز خمسة عشر ألف طالب جامعي في جامعة "السويداء" الثانية؛ وذلك من خلال إحداثه كليات جديدة، مثل: الاقتصاد، والرياضيات، والعلوم، والهندسة الميكانيكية، عدا رفع مستويات الطلاب، والأهم العلاقات الاجتماعية والربط والتواصل بين المجتمع المحلي والمنظمات والجامعات والهيئات الاجتماعية، وعمل على تلازم العلمي والعملي، وربط الجانب العملي بالمجتمع، ناهيك عن المعسكرات والمهرجانات، والتواضع والقيم التي يتحلى بها. ولديه منهج إداري، مثل احترام القوانين والأنظمة والعمل بروحها، المحبة بين أعضاء المؤسسة التعليمية شرط أساسي لنجاح العمل لديه. أما من ناحية الطلاب، فالطالب لديه معيار الحكم، ويحمل صفة الإدمان بعشقه للغة الفرنسية التي درسها ويدرّسها بشغف كبير».

الدكتور منصور حديفة
من ترجماته