أكثر من سبعة عقود يخرج من منزله صباحاً ويعود ليلاً لحل النزاعات والخلافات، وأكثر من عشرين عاماً تحت قبة البرلمان يطرح هموم الناس، ويقدم الخدمات الإنسانية والاجتماعية، ويساهم بتأسيس الجمعيات الخيرية، وينشر الوعي المجتمعي القائم على الإيثار.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 تشرين الأول 2015، "عبد الله الأطرش"؛ الذي تحدث عن سيرته الذاتية، ويقول: «ولدت عام 1933 في منزل يعبق بالنضال ضد أعداء الوطن، فقد كان والدي "عبد الغفار الأطرش" أحد المجاهدين ضد الاحتلال الفرنسي وعمل وزيراً للدفاع في "سورية" عام 1940، وأنا على ثقافته الوطنية تربيت، حيث نهلت العلوم الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدرسة "اليسوعية" و"المقاصد" في "السويداء"، ثم سافرت إلى "القاهرة" لدراسة الحقوق ونلت الشهادة عام 1964، ولأن العوامل الاجتماعية والاقتصادية آنذاك تحمل في مضامينها آثاراً متعددة، وأنا أنظر إلى الماضي النضالي والتراثي، كان عليّ التأمل بذلك التاريخ طويلاً، وفكرت كيف أستطيع الاستمرار والاستكمال بهذا النهج والخط الذي رسموه الآباء والأجداد، وهذا تطلب مني الدخول في شجون الناس وشؤونهم في سرائهم وضرائهم وحل مشكلاتهم ونزاعاتهم، بإيجاد القواسم المشتركة القادرة على المشاركة الحقيقية والوجدانية التي تؤلف بين القلوب وتمنح الدعم لتوحيد الكلمة والصف والموقف».

منذ ما يزيد على سبعين عاماً و"عبد الله الأطرش" يقدم خدمات للمجتمع على مختلف الصعد؛ وخاصة الاجتماعية في حل النزاعات والخلافات وقضايا الدم وعقد الرايات، إذ قلما تجده نهاراً في منزله والناس يقصدونه ليلاً نهاراً فتراه جاهزاً للخدمة، إضافة إلى أنه شخص اجتماعي لا يبخل بحضوره بأي مناسبة يدعى إليها، يشارك أفراد المجتمع كافة، وهذا ما حقق له الحضور الواسع، وحين انتخب لمجلس الشعب كانت الأصوات تصله من كل حدب وصوب لمساعيه الخيرة الطيبة، وما زال -وهو الذي تجاوز الثمانين- يقوم بأداء الخدمات الإنسانية والاجتماعية المطلوبة ساعة الطلب

ويتابع "عبد الله الأطرش": «هذا لم يترك لي مجالاً للعمل، لأن التقاضي بين الناس يتحتم أن يكون المرء حيادياً في الوكالة، بل فرض عليَّ أن أسعى لخلق المناخ التوافقي ذاهباً نحو الأعمال الزراعية الحرة لكسب العيش اليومي والاستمرار بمواكبة المعيشة، كان توجهي نحو عملين؛ الأول العمل الجماعي الداعي في تلك الفترة لحمل بندقية العلم والمعرفة في يد والدفاع عن القيم الوطنية والاجتماعية والإنسانية، والثاني الزراعة باستخدام الطرائق الحديثة في العمليات الزراعية؛ حيث كنت أول من أدخل المكنة الزراعية التي لم تكن متوفرة وموجودة وأولها كانت الحصادات الزراعية إلى "السويداء"، وبعد معاناة في المجال الخدمي، وفقداني للحقوق المدنية لمدة تزيد على عقد ونيف، تلازم خلال ذلك النضال الاجتماعي وبلورة الشخصية المتكاملة الوارثة تراثاً وطنياً في تعزيز العلاقة مع كافة أفراد المجتمع وعلى مساحة المحافظة وخارجها، الأمر الذي شجعني لخوض معركة انتخابية لنيل عضوية مجلس الشعب في البرلمان السوري بصفة مستقلة لأنني غير موظف حكومي ولا أنتسب لأي حزب سياسي، وكان ذلك لخمس دورات متتالية أي نحو اثنين وعشرين عاماً تحت قبة مجلس الشعب».

عبد الله الأطرش

الشيخ "حمزة حمزة" إمام قرية "رساس" في "السويداء" يقول: «منذ ما يزيد على سبعين عاماً و"عبد الله الأطرش" يقدم خدمات للمجتمع على مختلف الصعد؛ وخاصة الاجتماعية في حل النزاعات والخلافات وقضايا الدم وعقد الرايات، إذ قلما تجده نهاراً في منزله والناس يقصدونه ليلاً نهاراً فتراه جاهزاً للخدمة، إضافة إلى أنه شخص اجتماعي لا يبخل بحضوره بأي مناسبة يدعى إليها، يشارك أفراد المجتمع كافة، وهذا ما حقق له الحضور الواسع، وحين انتخب لمجلس الشعب كانت الأصوات تصله من كل حدب وصوب لمساعيه الخيرة الطيبة، وما زال -وهو الذي تجاوز الثمانين- يقوم بأداء الخدمات الإنسانية والاجتماعية المطلوبة ساعة الطلب».

الشيخ حمزة حمزة
عبد الله الأطرش بجانب بعض مآثره