عرف بشيخ المجاهدين والبطل القائد، انتصر بإيمانه وشجاعته على العثمانيين في معركة "قرّاصة"*، ورسم خطاً تاريخياً نضالياً حينما سد فوهة المدفع العثماني بعمامته، وله العديد من القصائد الخالدة في الذاكرة الشعبية.

الباحث "زيد سلمان النجم" صاحب كتاب "أبو علي قسام الحناوي شيخ مجاهد وبطل قائد"، تحدث لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 3 شباط 2014، عن البنية الشخصية للشيخ "قسام الحناوي"، قائلاً: «لشخصيته أبعاد عدة: الدينية والفقهية والتاريخية والاجتماعية، فقد اشتهر بالشجاعة والإقدام، وسداد الرأي، والحزم عند اللَّزوم، والعفة عند المقدرة، لم تكن شجاعته وإقدامه يتفوقان على ورعه وزهده وتقواه، وما عرف عنه أنه زاهد بالدنيا لا ينفق المال إلا الذي يتعب به، والأراضي التي حصل عليها بجهاده قام بتوزيعها على الفلاحين والمحتاجين واكتفى بما يؤمن له ضرورات الحياة، وعرف بعلمه وثقافته الدينية والفقهية، مكتسباً الثقافة التاريخية والاجتماعية من سلفه الماجد، بل ربما من أهم ما تميز به القدرة على التفاوض وترؤسه لوفود الجبل، خاصة أن التفاوض في عصره تطلب الرؤية والفطنة والمعرفة بالقوانين العشائرية والحكومية وكذلك العادات والتقاليد الموروثة، حتى تمكن من أن ينتزع الكلمة الفصل ليكون هو صاحبها، كذلك في مجال الأدب فهو شاعر تميز شعره بالصور والدلالات الموثقة لأحداث ووقائع ماضية، ليس بطريقة وصفية بل بامتلاك ناصية الشعر في بنائه الفني وبعده الروحي والثقافي».

قام المرحوم الشيخ "قسام الحناوي" بقيادة المعارك التي جرت مع العثمانيين، وحقق انتصاراً كبيراً عليهم في معارك عدة، أهمها: معركة "ساري العسكري" عام 1852، و"امسيكي" عام 1857، و"قراصة" 1879، وتوفي الشيخ الجليل "قسام الحناوي" عام 1884 قبل أن يكمل السبعين من عمره تاركاً إرثاً غنياً من الأمجاد والبطولات والمآثر، وحين يبحث المؤرخ في بواطن التاريخ وخاصة في مرحلة "إبراهيم باشا المصري" من عام 1831 ولغاية 1840، لا بد له أن يضع في صفحات التاريخ ما قام به المجاهد الشيخ "قسام الحناوي"

وعن مواقفه البطولية أشار الباحث "النجم" بالقول: «قام المرحوم الشيخ "قسام الحناوي" بقيادة المعارك التي جرت مع العثمانيين، وحقق انتصاراً كبيراً عليهم في معارك عدة، أهمها: معركة "ساري العسكري" عام 1852، و"امسيكي" عام 1857، و"قراصة" 1879، وتوفي الشيخ الجليل "قسام الحناوي" عام 1884 قبل أن يكمل السبعين من عمره تاركاً إرثاً غنياً من الأمجاد والبطولات والمآثر، وحين يبحث المؤرخ في بواطن التاريخ وخاصة في مرحلة "إبراهيم باشا المصري" من عام 1831 ولغاية 1840، لا بد له أن يضع في صفحات التاريخ ما قام به المجاهد الشيخ "قسام الحناوي"».

سماحة الشيخ حمود الحناوي

وحول حياة ونشأة المجاهد الشيخ "قسام الحناوي" تابع الباحث "النجم" قائلاً: «إن الأبطال موجودون في كل زمان ومكان وهم الذين يصنعون تاريخ الأمم، ولد شيخنا الجليل "قسام الحناوي" الملقب بـ"أبي علي" في قرية "عتيل" عام 1815، وفي عام 1832 توفي والده الشيخ "شبلي" تاركاً وراءه "قسام، وعمار"، و"قرنفلي"، لينتقل الأولاد من قرية "عتيل" إلى "صلخد" ليسكنوا بالقرب من قريبهم "أحمد صلاح"، وتزوج الشيخ "قسام الحناوي" من "إكبارية" ابنة عمه "أحمد صلاح"، وأنجب منها "علي وسلمان وخطار"، ومن "صلخد" انتقل إلى "القريا" وتبعه عمه "أحمد" وأقاربه، وعندما لمع نجم الشيخ "إسماعيل الأطرش الثاني" تزوج من شقيقته "قرنفلي" وأنجبا كلاً من: "شبلي، ويحيى، وهلال، وسعيد"، وفي عام 1840 توفي الشيخ "إبراهيم الهجري" رحمه الله، وتكونت مشيخة العقل من بعده من المشايخ: "حسين الهجري، وقسام الحناوي، وأحمد جربوع"».

سماحة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين "حمود الحناوي" بيّن رأيه في العمل الموثق لحياة الشيخ "قسام الحناوي" قائلاً: «كتاب "قسام الحناوي شيخ مجاهد وبطل قائد" يثري مكتبتنا التراثية، حيث يطل على القارئ من خلال صفحاته مستعرضاً الأحداث والوقائع، علنا نتعلم ونأخذ دروساً وعبراً في التاريخ، لنحذر من مغبة الفتن، ولنحسن القراءة والتفسير، ولنستبعد من نفوسنا جميعاً، جبلاً وسهلاً وحضراً وبداوةً ومدناً وريفاً المخاطر التي تسبب بها المستعمرون، وأصحاب الدسائس، وإثارة النعرات، ولنستقرئ ما جرته علينا تلك الأحقاد المبنية على التفرقة والتكفير، ومن ثمّ قراءة تراثنا تدفعنا إلى بناء علاقة قائمة على المحبة والاحترام، وبجعل مناضلينا نبراساً نهدي به يدفعنا إلى صون الوطن ووحدته الوطنية، إذ لا بد للمثقف من الدور الواعي المتسلح بأدب الحياة يستقيها من تدابير السلف الفاضل، فلكل شعب من شعوب الأرض قادة، وأعلام مذاويد».

الباحث زيد النجم

وتابع سماحة الشيخ "الحناوي" قائلاً: «نعم نحن أحفاد الشيخ الجليل "أبي علي قسام الحناوي" بالتواصل إليه جدنا الثالث، ولمكانته دأبنا بالبحث ومازلنا من خلال الوثائق التي عثرنا عليها، وما رواه الثقاة، ربما وفقنا بالعثور على بعض من الأعمال الجليلة ذات الأهمية، فمعظم أشعاره وأخباره جمعتها وثائق ومخطوطات كتبت بخط الفنان "مهنا حمد الحناوي" في الثلاثينيات من القرن الماضي، وكذلك وثائق تركها المرحوم الشيخ "شبلي الحناوي"، وتسجيلات من الأستاذ "سعيد الحناوي". ويعد التاريخ أمانة بيد المؤرخين والموثقين خاصة لأعلام شكلوا علامة واضحة في صفحات المجد بتاريخنا المعاصر».

وعن القيمة الأدبية لأدب الشيخ "قسام الحناوي" أشار الشاعر والأديب "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب قائلاً: «من المعلوم في الذاكرة التاريخية لـ"جبل العرب" أن المرحوم الشيخ "قسام الحناوي" كان يحمل مقومات الشخصية القيادية والأدبية فهو إضافة إلى ورعه وتقاه وزهده، فقد جمع الأدب وشعره يحمل الكثير من الدلالة الإبداعية في عصر يكاد يخلو من التعلم الأكاديمي، إلا أنه استطاع أن يتخذ من واقعه صورة ومن فعله وحدة متكاملة لبناء قصيدة تحمل الأبعاد الفنية، وهو المجاهد الذي قاد معارك عدة في الجبل، وأهمها كانت معركة "قراصة" التي تفوق فيها على جيش العثمانيين وانتصر عليهم بعقيدته وإصراره على النصر المؤزر حينما عمد إلى نشر ثقافة البطولة بسد فوهة المدفع بعمامته، وهو ثائر ومقاوم، ومن رجالات النضال التاريخي في التاريخ المعاصر الذين لما يمحوا من الذاكرة، وسيبقون في صفحات المجد صورة ناصعة في سجل الخالدين».

الأديب فرحان الخطيب

  • "قراصة": قرية تقع بالقرب من طريق "السويداء - أزرع"، وتبعد عن "السويداء" 22كم إلى الغرب الشمالي.