"يوسف العيسمي" أو أبو مسلم الخراساني كما لقبه الملك "فيصل بن الحسين" لما يتمتع به من حنكة وذكاء، أحد الفرسان الذين دخلوا "دمشق" قبل وصول الجيش العربي في عام 1918، وهو أحد أعضاء المجلس النيابي ضمن حكومة الأمير "سليم الأطرش" حيث أقسم يمين الولاء للثورة أمام المجاهد "رشيد طليع" عام 1922.

يتحدث الباحث الأستاذ "محمد جابر" لموقع eSuweda عن المجاهد الراحل بالقول: «"العيسمي" أحد القادة السياسيين والعسكريين في الجبل، فقد شارك بالمقاومة ضد الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي، ففي 17 تموز عام 1925، حينما قام القائد العام للثورة السورية المغفور له "سلطان باشا الأطرش" بجولته التعبوية في المنطقة الجنوبية من الجبل منطلقا من بلدته "القريا" إلى قرى "بكا، أم الرمان، الغارية، عنز، المشقوق، أمتان"، حيث قام العيسمي بإثارة النخوة بين الجموع إذ أمر برفع بيرق قريته "أمتان" محاطاً بالمحاربين في عرس ثوري يضج بالصخب والحداء وأطلق العيارات النارية، وركزوه في ساحة قريته إعرابا عن الاستعداد للثورة ما أثار إعجاب "سلطان الأطرش"، وذلك في 19 تموز عام 1925.

كان "يوسف العيسمي" مع "صياح وزيد وعلي الأطرش" عضوا في حزب الشعب الذي يرأسه الدكتور "عبد الرحمن الشهبندر"، والذي يهدف إلى تحرير البلاد ووحدتها وانتخب عام 1926، في المجلس الوطني الذي عقد في قرية "شقا" في اللجنة الممثلة لناحية "ملح"، وكان الشيخ "يوسف الهجري" رئيس ذلك المجلس وكان المجاهد "رشيد طليع" أمين سره، كما ترأس "يوسف العيسمي" الوفد الذاهب من الجبل إلى العاصمة الأردنية "عمان" بغية تأمين ملجأ لهم داخل الأراضي الأردنية بعد أن اتخذ قرار من قيادة الثورة السورية في 4 حزيران بإبعاد العائلات والمواشي وإخلاء قرى الجبل وإجلائها إلى وعرتي "الصفاة واللجاة"، وفي عام 1926 حضر "العيسمي" مؤتمر "الدباكية" الواقعة شرقي قرية "ملح" الذي انعقد برئاسة "سلطان باشا الأطرش" وألفوا لجنة عليا لرئاسة الثورة، كما كان عضوا في اللجنة العليا للمنكوبين التي يرأسها الأمير "عادل أرسلان"، وفي عام 1927 حضر المؤتمر الوطني الذي انعقد في وادي السرحان والذي حضره مجاهدون من الأردن وفلسطين، وفي 27 أيلول من عام 1929 انتخب عضوا في اللجنة المالية إلى جانب "عبد الكريم عامر وكنج شلغين ونايف أبو لطيف وحسين مرشد رضوان وحسن العطواني"، وفي صيف عام 1933 عاد من وادي السرحان إلى الأردن برفقة القائد العام للثورة وفريق المجاهدون بعد قبولهم لاجئين سياسيين وكان مقر إقامته في مدينة "السلط" الأردنية، وكان له مراسلات مع كبار المشاهير والوطنيين منهم الأمير "شكيب أرسلان" و"حنا أبي راشد"، وفي عام 1937 عاد إلى أرض الوطن برفقة "سلطان الأطرش" واستقبلهم الشعب السوري استقبالاً عظيماً من "درعا" إلى "دمشق"

وفي معركة "الكفر" في 21 تموز من نفس العام كان في مقدمة المهاجمين أثناء الهبوط الصاعق من أعلى التلة من جهة الشرق على رماة الرشاشات الفرنسيين المتمركزين في أرض المعركة، وفي 31 تموز اشترك في مواجهة حملة الجنرال "ميشو" على "السويداء"، وخاض معركة "بصر الحرير" وفقد شقيقه المجاهد "سليمان العيسمي" فيها، واشترك في معركة "تل الخروف" وروى المجاهد "إبراهيم بهاء الدين العيسمي" عن تلك المعركة، أنه حين تكاثفت النيران لم يعد "يوسف العيسمي" يحتمل الانتظار فقام وانتزع البيرق وهو ممتطيا جواده وكر على جيش العدو وتبعه أهالي قريته فاخمدوا النيران في ذلك الموقع وأوقعوا الخسائر بالعدو، وفي الثاني والثالث من آب من نفس العام اشترك في معركة "المزرعة" وأبلى البلاء الحسن.

الكاتب محمد جابر

وفي 17 أيلول في عام 1925 اشترك في معركة "المسيفرة" وروى المجاهد "محمود خليفة العيسمي" أن "يوسف العيسمي" كر على موقع العدو مرات عديدة ونحن معه وأوقعنا بها خسائر كبيرة وأثناء الانسحاب عاد إلى موقع كان قد سمع فيه أنين جريح فحمله أمامه على جواده وأوصله إلى قرية "أم ولد" في "درعا"، وفي أواخر أيلول من نفس العام اشترك في المعارك التي دارت أثناء مواجهة حملة الجنرال "غملان" على "السويداء"، في عملية فك الحصار عن الفرنسيين الذين حاصرهم الثوار بالقلعة وهي معركة "السويداء" الأولى، وفي أوائل تشرين الأول عام 1925 اشترك في مواجهة حملة "غملان" الثانية على "السويداء" في معارك "عرى، المجمير، رساس، كناكر المزرعة الثانية" ولكن لا يوجد تفاصيل موثقة عن دوره في أي منها عند أهل بلدته، لكنهم يؤكدون اشتراكه ودوره الفعال في تلك الوقائع، وفي عام 1926 اشترك في معارك "اللجاة" وكان من المجموعة المرابطة في قرية "الطف" الواقعة غربي قرية "خلخلة" بحوالي 20 كم والتي هاجمت سكة الحديد واستولت على قطار للفرنسيين وقامت بأحراقه، وفي 23 آب سنة 1926 اشترك في معركة "قيصما" وكان النصر فيها حليفا للثوار وقد أسرو في تلك المعركة ضابطا فرنسيا اسمه "سيكر" وبقي الثوار طوال مدة الأسر يطعمونه ما يأكلون، وفي 3 كانون الأول عام 1927 اشترك في معركتي "تل اللوز وأبو زريق"، وفي 25 نيسان من نفس العام اشترك في معركة "أجنبيه" الواقعة جنوبي قرية "العانات"».

وعن تاريخه السياسي يتحدث الأستاذ "كمال العيسمي" أحد أقارب المجاهد الراحل بالقول: «كان "يوسف العيسمي" مع "صياح وزيد وعلي الأطرش" عضوا في حزب الشعب الذي يرأسه الدكتور "عبد الرحمن الشهبندر"، والذي يهدف إلى تحرير البلاد ووحدتها وانتخب عام 1926، في المجلس الوطني الذي عقد في قرية "شقا" في اللجنة الممثلة لناحية "ملح"، وكان الشيخ "يوسف الهجري" رئيس ذلك المجلس وكان المجاهد "رشيد طليع" أمين سره، كما ترأس "يوسف العيسمي" الوفد الذاهب من الجبل إلى العاصمة الأردنية "عمان" بغية تأمين ملجأ لهم داخل الأراضي الأردنية بعد أن اتخذ قرار من قيادة الثورة السورية في 4 حزيران بإبعاد العائلات والمواشي وإخلاء قرى الجبل وإجلائها إلى وعرتي "الصفاة واللجاة"، وفي عام 1926 حضر "العيسمي" مؤتمر "الدباكية" الواقعة شرقي قرية "ملح" الذي انعقد برئاسة "سلطان باشا الأطرش" وألفوا لجنة عليا لرئاسة الثورة، كما كان عضوا في اللجنة العليا للمنكوبين التي يرأسها الأمير "عادل أرسلان"، وفي عام 1927 حضر المؤتمر الوطني الذي انعقد في وادي السرحان والذي حضره مجاهدون من الأردن وفلسطين، وفي 27 أيلول من عام 1929 انتخب عضوا في اللجنة المالية إلى جانب "عبد الكريم عامر وكنج شلغين ونايف أبو لطيف وحسين مرشد رضوان وحسن العطواني"، وفي صيف عام 1933 عاد من وادي السرحان إلى الأردن برفقة القائد العام للثورة وفريق المجاهدون بعد قبولهم لاجئين سياسيين وكان مقر إقامته في مدينة "السلط" الأردنية، وكان له مراسلات مع كبار المشاهير والوطنيين منهم الأمير "شكيب أرسلان" و"حنا أبي راشد"، وفي عام 1937 عاد إلى أرض الوطن برفقة "سلطان الأطرش" واستقبلهم الشعب السوري استقبالاً عظيماً من "درعا" إلى "دمشق"».

الأستاذ كمال العيسمي

بقي أن نذكر أن "العيسمي" الذي وصفه الكاتب الكبير "خير الدين الزر كلي" حينما زار وادي السرحان عام 1927، بالقول" أبو حمد يوسف العيسمي" من أكابر جبل العرب ومن شجعانهم ومن شعرائهم وأهل الرأي فيهم"، من مواليد قرية "أمتان" التابعة لقضاء مدينة "صلخد" عام 1885، وتوفي في نفس القرية عام 1974 ودفن فيها" وقال عنه قائد الثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش": "أبو حمد" علم انطوى وسيف اغمد وله فضل كبير في الثورة.