حدّث أمه طويلاً عن الشهادة وأخبرها أنه يتمنى أن يموت شهيداً، وها هو اليوم شهيد الجبل وشهيد سورية، الذي روى بدمه الطاهر ترابها المقدس، "برهان أبو أسعد" ثالث شهداء محافظة "السويداء" في الأحداث الأخيرة في منطقة "جسر الشغور" في محافظة "إدلب"، من مواليد قرية "لاهثة" عام 1987م، متطوع في قوى الشرطة، ودع قريته ووطنه شهيداً مكللاً بالغار ليسكن جنان الخلد التي وعد الله بها المدافعين عن أرضهم، المقدمين الدم والروح ليبقى الوطن شامخاً.

وفي زيارة موقعنا لأسرة الشهيد المقيمة في قرية "لاهثة" يوم الأربعاء 8/6/2011 لتقديم التعازي، التقى عائلة الشهيد الذين حدثونا عن مناقبه من خلال اللقاءات التالية:

في الفترة الأخيرة زار أهله مرتين، وأخبر أمه أنه يتمنى الموت شهيداً وبالفعل تحقق له ما أراد. هو "برهان" وقد برهن للجميع أنه بطل ومقدام، هو قدوة لشباب هذا الوطن وهو فقيدنا جميعنا. عرفته ومنذ صغره خلوقاً مهذباً وصاحب رأي سديد، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

السيدة "حسيبة أبو أسعد" والدة الشهيد قالت: «لطالما تمنى "برهان" الشهادة، وهنيئاً له بها فقد سبقنا جميعنا، أفخر به كثيراً وأفخر بشهامته وبطولته وبنصره الذي حققه بدخول الجنة، وجميعنا أنا وأبنائي التسعة، وهم من بقي بعد فقدان "برهان"، فداء لهذا الوطن.

والدة الشهيد وأخواته

أتمنى أن يعم السلام سورية مجدداً، وتكون دماء ابني ودماء جميع شهداء الوطن عربون محبة وعشق لهذه الأرض الطاهرة المقدسة».

"ريم أبو أسعد" شقيقة الشهيد تحدثت قائلة: «في السابق كان همنا العدو الخارجي وتحرير الجولان وفلسطين، اليوم عدونا يقطن بيننا ويقتل شبابنا، نأسف كثيراً لهذا الأمر ونعلن استعدادنا للتضحية والدفاع عن أرضنا مهما بلغ الثمن، هذه الأرض الكريمة التي حضنتنا وتحضننا كالأم الحنون تستحق الدماء الزكية وتستحق الفداء.

..............

كل شخص يناضل لتحقيق حلمه، وأخي "برهان" حلم بالشهادة وها هي تتوّجه عريساً مسكنه الجنة بإذن الله».

"ربا أبو أسعد" شقيقة الشهيد، أضافت: «نحن خمس فتيات أخوات الشهيد، لم نذكر يوماً أنه أزعجنا ولو بكلمة، كان دائماً صاحب الوجه البشوش والكلمة الطيبة، كان الأخ والصديق، هو الغالي على قلوب الجميع وقد لا تساعدني الكلمات في وصفه، رحمه الله ورحم شهداء سورية، لم نزوجه بعد ولكنه زف عريس المجد إلى الجنة، هنيئاً له».

والد الشهيد مع أهالي قريته

السيد "سعيد أبو أسعد" خال الشهيد قال: «نحن في سورية نتغنى بقوميتنا وبعروبتنا، وهناك مقولة كان يرددها أجدادنا ونحن سنرددها اليوم تقول: "نصون العرض ولو كان للعدا/ مين مثلنا عالبلا صبار" أبشروا.. الشهيد تلو الشهيد فداء لهذه الأرض وفداء لسورية الأسد.

نفخر بأننا ثبتنا اسم شهيدنا في لوحة الأبطال الذين قضوا في سبيل العزة القومية ورفعة وكرامة سورية الحبيبة.

هذه الأرض هي أمنا، وهذا الجبل كان ومازال ملاذ الأحرار».

السيدة "هدى أبو أسعد" خالة الشهيد، قالت: «رحم الله شهداء سورية، وأناشد السيد الرئيس بالضرب بيد من حديد على يد هذه العصابات الغادرة التي دخلت أرضنا للقتل وللتخريب، لنتخلص منها.

وأقول لكل أم فقدت ابنها، هنيئاً لك يا أم الشهيد هنيئاً لك أنك ولدت بطلاً، وهنيئاً لنا بشهيدنا وبابننا، فنحن جميعاً أسرته وأهله».

السيدة "جادة الحلبي" من جيران عائلة الشهيد، تحدثت: «في الفترة الأخيرة زار أهله مرتين، وأخبر أمه أنه يتمنى الموت شهيداً وبالفعل تحقق له ما أراد.

هو "برهان" وقد برهن للجميع أنه بطل ومقدام، هو قدوة لشباب هذا الوطن وهو فقيدنا جميعنا.

عرفته ومنذ صغره خلوقاً مهذباً وصاحب رأي سديد، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه».

السيد "رشيد أبو أسعد" والد الشهيد، قال: «لا أريد أن أنكر بأن خبر وفاته كان قاسياً وصعباً، ولكنني أفخر بأن ابني بطل وحقق الشهادة التي تمنيتها طوال خدمة استمرت 30 عاماً في جيش الوطن، فأنا مساعد أول متقاعد وخضت حرب تشرين التحريرية إلا أني لم أنعم بالشهادة التي حصل عليها "برهان"، رحمه الله رفع رؤوسنا عالياً، فقد صان أرضه وعرضه وعاش في قلب الأحداث الأخيرة التي تعرض لها بلدنا، ووجد أن روحه رخيصة أمام وطنه، فقدمها كي يظل الوطن شامخا».

هكذا هي سورية، تزف شهداءها بالزغاريد وتقدم المزيد والمزيد فهي أم الجميع وحاضنة الأبطال، رحم الله شهداء الوطن وليهنؤوا فهم كما وصفهم القائد الخالد "حافظ الأسد": "أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر".