قبل شهرين من استشهاده، لم يفارق لسانه حديث الشهادة والموت، فقد كان في قلب الحدث وكان يتمنى أن يموت شهيداً فداءً لأرضه ووطنه.

حتى جاء صباح يوم 26/4/2011م ليكتب وبحروف من نور اسمه شهيد الواجب وشهيد الوطن.

"صفوان" ابننا وفقيدنا جميعنا، أعرفه منذ طفولته مهذب وصاحب مبدأ في الحياة وأخلاق رفيعة، من بيئة فقيرة وكادحة بنى نفسه بنفسه وقدم المساعدة لإخوته وأهله، بكت الحجارة يوم استشهاده هنيئاً له استشهاده رفع رؤوسنا ونحن نكبر بهؤلاء الشباب، فقد كتب بدمه اسمه بين قافلة شهداء الوطن

"صفوان حسان" من مواليد قرية "الرحى" في محافظة "السويداء" عام 1975م، مساعد أول في قوى الأمن الداخلي، استشهد نتيجة الأحداث الأخيرة التي شهدتها سورية في مدينة "درعا" أثناء تأديته لواجبه الوطني، لينضم لقافلة شهداء سورية رحمهم الله.

والدة الشهيد وشقيقته الكبرى

موقع eSuweda زار عائلة الشهيد في قرية "الرحى" وقدم تعازيه الحارة لأهله وذويه وأضاء على حياة الشهيد من خلال اللقاءات التالية:

السيدة "عائدة حسان" الأخت الكبرى للشهيد "صفوان" قالت: «رحل أخي وصديقي "صفوان"، ولكن روحه شاءت هذا الرحيل.

زوجة الشهيد وأبنائه "ليث" و"تاج"

كان يتمنى الشهادة وقد نالها، هنيئاً له بها وهنيئاً لشهداء سورية جنان الخلد، كيف سأتحدث عنه؟ وبماذا أصفه؟

بالشجاعة والإقدام وقد كان أهلاً لهما، أم بالمروءة والطيبة والأخلاق.. وهذا ما يشهد به جميع من عرفه، عرفناه حنوناً وصاحب قلب كبير، ولم يكن تمنعه ساعات دوامه الطويلة من الاطمئنان عن أحوالنا وباستمرار.

السيد "زيد حسان" والد الشهيد

أولادي تأثروا به كثيراً وتأثروا بسلوكه الإنساني وأخلاقه الرفيعة، فقد كان الصديق المرشد والناصح للجميع».

السيدة "رسمية أبو صعب" والدة الشهيد، والتي كانت تبكي فقيدها بصمت واستطاعت وبكلمة الحمد لله أن تواجه مرضها وتقاوم حزنها الشديد على ابنها، تحدثت قائلة:

«آخر مرة رأيته فيها كان قبل استشهاده بأحد عشر يوماً، كانت زيارته قصيرة وكان والده مريضاً، بكى كثيراً لأنه لن يستطيع البقاء بجانبنا والاهتمام بنا، وقال لي: "الوطن يناديني يا أمي.. ادعي لي دائماً بقلبك"، تلك كانت المرة الأخيرة.

أحمد الله دائماً لأنه منحه موتاً شريفاً، وأتمنى أن يكون دمه نور على الشعب.. ونار على الأعداء».

ترك الشهيد لزوجته وأبنائه تسجيلات صوتية، يوصي زوجته بوالديه وبأبنائه "ليث" ابن الأربع أعوام، و"تاج" ابنة العامان، ويوصي أبناءه بأن يكونوا مثالاً للتفوق وبأن يعشقوا تراب الوطن كما عشقها هو، عن هذا الأمر تحدثت السيدة "رنا أبو غاوي" زوجة الشهيد قائلة: «لا أذكر صفوان يوماً إلا وأذكر مع صورته تلك الابتسامة الجميلة التي لم تفارقه يوماً، كان بمنتهى الاحترام والأخلاق، طيب القلب ويحب الخير ويقابل الإساءة بالطيب، أب حنون وزوج مثالي.

كان يضع ثقته بي دائماً ويعلم أنه يحملني أعباء إضافية ومسؤوليات كبيرة بغيابه المستمر والطويل عن المنزل، ولكني كنت على يقين أن همومي ستزول عندما أراه وأرى ضحكته وأرى فرح أطفالي برؤيته، فراقه كان صعباً وحملني حملاً ثقيلاً، ترك لي تسجيلات صوتية يوصيني فيها بأن أكون قوية دائماً وأهتم بعائلته وبأبنائي، وأربيهم على الأخلاق وأسلحهم بالعلم، وطلب مني أن أضع غصناً من شجرة الزيتون المباركة على قبره في حال وفاته، تركت هذه التسجيلات أثراً في نفسي، وأكدت لي أنه كان يسعى ليكون شهيداً وليسقي بدمه الطاهر أرض الوطن المقدسة، وهذا كان عزائي الوحيد، هنيئاً له هذا الرحيل المشرف وهنيئاً لشهداء وطننا الحبيب، وأعده بأن يظل مدفنه مليئاً بأغصان الزيتون».

والد الشهيد السيد "زيد حسان" تحدث قائلاً:

«قرية "الرحى" تسمى أم الشهداء، فقد قدمت العديد من أبنائها فداءً لهذا الوطن الغالي، جميعنا مؤمنون بقدسية وطننا وقدسية ترابه، والدماء التي أريقت على أرضه هي فداء عزته وشموخه، الحمد لله أن ابني هو شهيد هذا الوطن، ويستحق هذه الشهادة، عاش طوال حياته مهذباً وصادقاً وأميناً وشجاعاً، وعشق وطنه سورية كثيراً وتطوع في صفوف قوى الأمن الداخلي ليكون الجندي المدافع إذا دعت الحاجة، واليوم هو شهيد الواجب وأفخر بهذا الأمر.

استطعت وبفضل الله ووقوف أهل قريتي إلى جانبي التسلح بالصبر والإيمان بقضاء الله وقدره، رحمه الله ورحم شهداء الوطن».

السيدة "أنيسة أبو راس" من أهالي قرية "الرحى" ومن جيران عائلة الشهيد، تحدثت لموقعنا قائلة: «"صفوان" ابننا وفقيدنا جميعنا، أعرفه منذ طفولته مهذب وصاحب مبدأ في الحياة وأخلاق رفيعة، من بيئة فقيرة وكادحة بنى نفسه بنفسه وقدم المساعدة لإخوته وأهله، بكت الحجارة يوم استشهاده هنيئاً له استشهاده رفع رؤوسنا ونحن نكبر بهؤلاء الشباب، فقد كتب بدمه اسمه بين قافلة شهداء الوطن».