في مدينة "شـهبا" كانت ولادة الدكتور "عادل الحرفوش" عام 1947، وفي أسرة فلاحيّة حفلت مسيرتها بالجدّ والنشاط بدايته، زرع به والده المجاهد "سلامي الحرفوش" ثقافة تركز على أن قيمة الإنسان تكمن في العمل وأن الطموح والتحدّي هما بذرة النجاح لكل عمل خلاق، هذا ما حمله إلى البلاد الأوروبية ليكون أول عربي يدخل أمكنة تاريخية كأستاذ جامعي وينال أهم الجوائز العلمية كأحد أهم المخترعين في القرن العشرين.

حول اهتمام الدكتور "الحرفوش" بالجانب الاجتماعي إضافة لأبحاثه العلمية بيّن الأديب "منير بو زين الدين"، مدير المركز الثقافي في مدينة "شهبا"، لموقع eSwueda قائلاً: «يهتم الدكتور "عادل الحرفوش" اهتماماً خاصاً بالشأن العلمي المجتمعي، ويخصّ بذلك الطلبة الذين يُتقنون عملهم. فهو يقدم منذ اثني عشر عاماً، وفاء لذكرى وفاة والده المرحوم الشيخ المجاهد "سلامي الحرفوش"، جائزة مالية سنوية باسم "هدية وفاءٍ وتقديرٍ خاصّة" لكل من الطلبة الأوائل في الشهادة الثانوية العامة، ثلاثة من الفرع العلمي وثلاثة من الفرع الأدبي من ثانويات مدينة "شهبا" ومنطقتها "تسع ثانويات"».

ما أريد أن أؤكده من خلال تجربتي الشخصية هو أن الإنسان مخلوق عملاق لا ترهقه مصاعب الدهر ولا تفلُّ من عزيمته أصعب التحدّيات، ولا يوجد في عالم المجتهدين أي مستحيل

لم يكتف بتقديم جائزته في مدينته "شهبا" ومناطقها بل وصل إلى مدينة "جرمانا" حيث أوضح الدكتور "ناهي الشيباني" قائلاً:

الاستاذ منير بو زين الدين

«يعمل الدكتور "الحرفوش" على نشر العلم والمعرفة بين صفوف الأجيال الشابة ناقلاً وصية والده بتشجيع المتفوقين، فهو يقدم الجائزة المالية السنوية التي يقدمها في مدينته "شهبا" نفسها لكل من الطلبة الأوائل في الشهادة الثانوية العامة، اثنان من الفرع العلمي واثنان من الفرع الأدبي من ثانويات مدينة "جرمانا" والبالغة ثلاث ثانويات، كذلك عندما عرض عليه المشاركة في مركز التحكيم القضائي بهدف مساعدة الناس والتخفيف من أعباء وتكاليف المحاكم القضائية بادر ليكون أحد المؤسسين في هذا المركز، فهو بحق حريص على تقديم الخدمات لمجتمعه على حساب وقته وراحته».

وتحدث الدكتور "عادل الحرفوش" لموقعنا عن مسيرته قائلاً: «تلقيت بداية علومي في مدينة "شهبا" إلى أن التحقت بكلية العلوم في جامعة دمشق، وكان ذلك في أعقاب حرب حزيران، حيث تبدّت جميع مظاهر عقدة الذنب في المجتمع العربي ومؤسساته، وأيقنت كغيري من أقراني أننا مستهدفون، أفراداً ومجتمعات، وليس لنا من سبيل في هذه الحياة سوى استثمار عقولنا للدفاع عن أنفسنا والوصول إلى ما نطمح إليه، وفي مدينة "ستراسبورغ"، شرقي "فرنسا"، رسا مركبي برحلة مُعمّدة بالجدِّ والتحدّي. وبدعم من أسرتي خضت غمار البحث العلمي فحصلت على شهادة الدراسات المعمقة عام 1976، وتابعت لأحصل على دكتوراه الحلقة الثالثة ومن ثم شهادة دكتوراه دولة في العلوم الفيزيائية بمرتبة "مشرّف جداً"، وفي "ستراسبورغ"، خلال ممارستي البحث العلمي في معهد "لويس باستور"، انتخبت رئيساً لفرع اتحاد الطلبة السوريين لمدة ثلاثة أعوام، وبسبب نشاطي العلمي والجدّية في العمل، حزت ثقة أستاذي الذي رشحني لأكون أول عربي يدخل إلى الكلية العسكرية التي تخرج فيها "كليبر"، ذلك الضابط الفرنسي الغازي الذي نال جزاءه في مصر على يد البطل "سليمان الحلبي".

الدكتور ناهي الشيباني

في تلك الكلية العسكرية درّست ضباطاً مهندسين خلال عامين كاملين. وبفضل ما جمعته من تعويضات في أداء هذه المهمة، كنت أذهب في العطل الصيفية إلى "إنكلترا" لتدعيم سويتي في اللغة الإنكليزية».

وفي الختام لخّص لنا الدكتور "عادل الحرفوش" قناعته فقال: «ما أريد أن أؤكده من خلال تجربتي الشخصية هو أن الإنسان مخلوق عملاق لا ترهقه مصاعب الدهر ولا تفلُّ من عزيمته أصعب التحدّيات، ولا يوجد في عالم المجتهدين أي مستحيل».

الدكتور عادل الحرفوش

يذكر أن الدكتور"عادل الحرفوش" يهتم بالشأن العلمي العام وله مساهمات بحثية ودراسات متميزة في المجال البيئي بشكل خاص، إضافة لذلك فهو ترجمان محلف من اللغة الفرنسية إلى العربية ويحاضر باللغتين الإنكليزية والفرنسية، كما في اللغة الأم، مبرمج بعدة لغات حاسوبية، حاز شهادة "إنجازات القرن الحادي والعشرين" عام 2001 وشهادة "كبار علماء العالم للعام 2010" المقدمتين من المركز الدولي لفهرَسَة الأَعلام "جامعة كامبردج" في إنكلترا، وفي عام 2008 حصل على كامل حقوق عضوية "المنتدى الدولي للباحثين والمخترعين". وفي العام 2009 حاز "الميدالية الذهبية العلمية"، مقدمة من "الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين".

ويشغل الدكتور "عادل الحرفوش" منصب رئيس تحرير مجلة عالم الذرة.