يعرفه أهالي محافظة "السويداء" بأنه مبتكر السيارة التي تعمل على الكهرباء، يعمل على أبحاث متطورة في نظم الاتصالات الحديثة المتكاملة ومنظومات الذكاء الاصطناعي.

يدير معهده الخاص لمنظومات الذكاء الاصطناعي وتعليم تكنولوجيا المعلومات، الذي تخرج فيه حتى العام 2008 أكثر من 35 ألف طالب وطالبة، ويرفض بشكل مطلق كلمة اختراع لأنه يعتبر أن آخر اختراع توصل إليه الإنسان كان التلفاز، وكل ما أتى بعده كان نتاج مراكز أبحاث وشركات كبيرة، بفضل جهود جماعية متضافرة، ويكتفي بكلمة ابتكار لكل ما هو جديد أو تم تطويره.

لقد فتح الأستاذ "مثنى" أمامنا آفاقاً جديدة في المعرفة، ووفر على عدد كبير منا أقساطاً مالية كبيرة كانت مترتبة علينا، وقياساً على المعرفة التي اكتسبناها في تعلم الكمبيوتر ونظم المعلومات فإن هذا الرجل يستحق كل التقدير، ففتح أمامي بعداً تقنياً في سوق العمل الذي أمارسه حالياً في المواقع الإلكترونية ومحركات البحث، وأكسبني خبرة كبيرة في هذا المجال

يقول المهندس "مثنى هاني أبو صالح" المنحدر من قرية "العانات" الواقعة على الحدود الأردنية، والمولود في مدينة "السويداء" عام 1954 لموقع eSuweda عن بداياته مع العلم المتطور، والظروف التي ساعدته على الابتكار: «أذكر جيداً أنني كنت مهتماً بأجهزة القياس الموجودة في كتاب الفيزياء للصف العاشر فابتكرت الأجهزة كلها مثل جهاز الفولت والأمبير، واستمرت الحكاية إلى أن ذهبت إلى جمهورية مصر العربية والتحقت بجامعة "القاهرة"، وحصلت على إجازة في الهندسة الكهربائية قسم الالكترونيات ونظم الاتصالات، وذلك في العام 1979، وبنفس الوقت كنت أدرس الأدب الإنكليزي في جامعة "دمشق" وحصلت على الإجازة فيها عام 1980، وهكذا بدأت حياتي العملية مبكرة».

مع وزير الاتصالات في إحدى المعارض

كانت السيارة الكهربائية باعتقاده هي أبسط ما أنتج، وكان ذلك عام 1989 بسبب انقطاع البطاريات آنذاك، وهي تحتاج إلى مواصفات خاصة وإمكانات كبيرة للتسويق، أما أهم ما ابتكر فيقول عن ذلك: «إن أهم ابتكاراتي هو نظام اتصالات متكامل لحاسبات (IBM) و(MSX) في العام 1989، ثم الإذاعة الرقمية الصوتية عام 1992، وسجلت في حماية الملكية الفكرية وشاهدها العديد من الأساتذة والاخصائيين في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية التي أنتسب إليها منذ العام (1990) وجامعة دمشق، وبعد ست سنوات شيدت هذه الإذاعة الرقمية الصوتية في مدينة "دوسلدورف" الألمانية ومقاطعة "ويلز" في بريطانيا.

وكانت بداياتي مع الروبوت عندما صممت روبوت "منصور" في العام 1988 الذي كان ينطق بالعربية ويستقبل أوامر صوتية، ويقوم بمهام متنوعة، (على سبيل المثال تقديم القهوة للضيوف واستقبالهم)، وكان في حينها يتوضع بمركز جيد مقارنة بالصناعة العالمية للروبوتات، وفيه العديد من الابتكارات الجزئية والحلول التقنية ومزود لبرامج ذكاء اصطناعي، واستمرت أعمالي في تصميم الروبوتات فأنجزت "الراقص" عام 1997 و"الانترنت روبوت" عام 1999 والعديد من الروبوتات متوسطة وفائقة الذكاء حيث أنفقت 450 ألف دولار من مالي الخاص وبعت أغلب ممتلكاتي، وما زلت إلى الآن لا أمتلك بيتاً، وكان آخر ما قدمته القرية الذكية التفاعلية السورية، وهي تضم حزمة من الأفكار والتطبيقات المنفذة من قبلي لمنظومات الذكاء الاصطناعي، مثل مسرح الروبوتات والمدرسة الذكية والمطعم الذكي وروبوتات كرة القدم التفاعلية المجهزة للتفاعل جميعها على الشبكة العالمية، بالإضافة إلى أنها مصممة للعمل على الهواتف المحمولة من الجيل الثالث لتكون هذه القرية وزوارها من الأطفال مع كافة المنظومات الذكية بمثابة استديو تلفزيوني لمحطة تلفزة شبكية تفاعلية لمنظومة الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تخلق مفاهيم إبداعية جديدة لجيل كامل من الأطفال والناشئة والمراهقين، وتضعهم بموقع الريادة والتفوق في مجال تكنولوجيا المعلومات ومفاهيمها وإفرازاتها، كما وتضعهم في دائرة الإبداع والإلهام العلمي والفكري».

الروبوت منصور يقبع أمام غرف المعهد الخاص بأبو صالح

الدكتور "أمين بدرية" مدير صحة "السويداء" قال لموقعنا عما يعرفه عن ابتكارات "أبو صالح": «تربطني مع المهندس "مثنى" علاقات قديمة، وقد رأيت بأم عيني ما يحاول التوصل إليه، وأذكر جيداً الربوت الذي صممه في الثمانينات عندما كان هذا الابتكار جديداً في العالم، أما فيما يتعلق بالقرية الذكية فهو أمر غاية في الأهمية إذا رأى النور، وخصوصاً بالنسبة لأبنائنا، ومن خلالها تكتشف بما يطمح إليه هذا الرجل، وإلحاحه على التربية المتعلقة بالأطفال والناشئة، وما يمكن أن يقدمه لهم من معارف، ويقيني أن "أبو صالح" ما زال قدوة في بلده لكل الباحثين والمفكرين والمبتكرين، لأنه ما زال باق في بلده على الأقل ولم يفكر في الهجرة كباقي المخترعين».

السيد "جودت غانم" الطالب في كلية الآداب - قسم الإعلام، والذي تعلم في معهد "أبو صالح" قال عن تجربته القصيرة التي اكتسبها هناك: «لقد فتح الأستاذ "مثنى" أمامنا آفاقاً جديدة في المعرفة، ووفر على عدد كبير منا أقساطاً مالية كبيرة كانت مترتبة علينا، وقياساً على المعرفة التي اكتسبناها في تعلم الكمبيوتر ونظم المعلومات فإن هذا الرجل يستحق كل التقدير، ففتح أمامي بعداً تقنياً في سوق العمل الذي أمارسه حالياً في المواقع الإلكترونية ومحركات البحث، وأكسبني خبرة كبيرة في هذا المجال».

نموذج مصغر للقرية الذكية

السيرة المهنية في سطور:

• مهندس اتصالات في الشركة السورية للشبكات 1980 – 1981.

• مهندس نظم في الشركة الاستشارية العالمية للاتصالات (mci ).

• مدير معهد كمبيوتر منذ العام 1986 وإلى الآن.

• عضو مؤسس في جمعية المخترعين السوريين، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للجودة عام 2006.

• الفائز الأول في معرض الإبداع العلمي السوري 1992 والفائز الأول في نفس المعرض 1993.

• الميدالية الذهبية، وأفضل اختراع من المنظمة الدولية لحماية الملكيات الفكرية في "جنيف" عن ابتكاره للقرية الذكية.

• محطة إرسال تلفزيونية صوت وصورة لنقل سباقات الهجن والخيول العربية الأصيلة عام 1983 في الإمارات العربية المتحدة.

• العديد من الأبحاث العلمية في سورية والعالم عن نظم الذكاء والروبوتات.

وحصل على شهادة تقدير من رئيس الجمهورية عام 1993عن كافة أعماله في مجال الإتصالات والنظم المعلومات.