«في قرية تبعد عن مدينة "السويداء" خمسة وخمسين كيلومتراً باتجاه الجنوب وبأرض يكثر فيها نبات "القيصوم" التي حملت قريتي اسمها منه عبر تاريخها، وهي التي قالوا فيها: /سما "قيصما" مستقلة/، بسبب غيمة ماطرة حلت على أرضها فكانت سنة عطاء عليها وقحط وجفاف على القرى التي تبعد عنها بضع كيلومترات».

وتابع العقيد المتقاعد "حسن عبد الصمد" الحائز وسام الشجاعة من الدرجة الأولى حديثه قائلاً: «بتاريخ 21/1/1940 ولدت في قرية "قيصما" لأب يعمل في زراعة الأرض والتجارة وأم مربية، درست الابتدائية في قريتي والإعدادية في مدينة "صلخد" والثانوية في "السويداء"، لألتحق بالخدمة الإلزامية أتممت خدمتي برتبة ملازم، وبعد فترة وجيزة دعيت للاحتياط عام 1968، وخلال خدمتي في الاحتياط التي تجاوزت العامين والنصف شاركت في حرب 18 نيسان والثامن من حزيران و24 و25 و26 حزيران من عام 1970 في القطاع الجنوبي في موقع "عين ذكر" صيدا عندما اشتبك الجيش السوري مع العدو الإسرائيلي، وأمام "تل أبو رجم" حينما تقدمت القوات الإسرائيلية، ورمينا عليهم بالمدفعية ودمرنا ثلاثة دبابات مع ذلك تقدمت القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية حوالي كيلومتر واحد وفي نهاية يوم 26 حزيران انسحبت القوات الإسرائيلية بعد تكبيدها الخسائر الكبيرة، إذ كانت القيادة في كل يوم من الأيام الثلاثة تمنحني ثناء خاصاً، وذلك بناء على دلالة العمل العسكري وحسب المعطيات العسكرية لذلك».

في حرب تشرين التحريرية عام 1973 كان لي شرف قيادة المدفعية في القطاع الجنوبي واستمر الاتصال معي فقط خلال مدة الحرب، ونلت يومها وسام الشجاعة من الدرجة الأولى، وفي عام 1980 انتقلت إلى التدريب الجامعي وعملت على تطوير النهج الثقافي في الدفاع والهجوم بسلاح المدفعية، وفي عام 1982 جرى بيان عسكري عملي في معسكرات التدريب الجامعي وقد حضره ضباط القيادة والسيد وزير الدفاع ورئيس الأركان وحصل البيان على الدرجة الممتازة في التقييم العسكري لعدم ورود أي خطأ في التنفيذ، وفي نفس اليوم الذي ولدت به ولكن في عام 1996 عدت إلى حياتي المدنية أمارس الطقوس الاجتماعية والثقافية واهتم بالقيام بالواجبات الإنسانية التي من شأنها تكريس منظومة العادات والتقاليد والأعراف الذي تربيت عليها منذ صغري من والدي الذي كان مرجعاً روحياً واجتماعياً في جبل العرب

وتابع العقيد المتقاعد "عبد الصمد" حديثه بالقول: «كنت ضابط احتياط للاستطلاع يومها الأمر الذي جعلني أقوم بكشف مواقع للعدو وقذفه بالمدفعية وتدمير دبابات ومراصد له فقد استطعنا تدمير مخزن للوقود وبطاريات مدفعية في أرضه في منطقة "الجوخدار" بالإضافة لإيقاف سرايا مدفعية معادية ورتل كبير من الدبابات، وفي يوم 26 حزيران وبعد انتهاء العمليات تم تثبيتي برتبة ملازم كضابط عامل في الجيش العربي السوري مع ثمانية ضباط آخرين، ولاستكمال إجراءات التثبيت دعينا إلى مقر وزارة الدفاع لمقابلة السيد وزير الدفاع ورئيس أركانه إذ كان يومذاك المرحوم القائد الخالد "حافظ الاسد" وزيراً للدفاع والعماد "مصطفى طلاس" رئيساً للأركان.

العقيد المتقاعد حسن عبد الصمد.

والحدث الذي لا ينسى في حياتي أنه وأثناء مصافحة القيادة تقدم أمامي ملازم أول مثبت من نفس الكتيبة كان مثلي قصير القامة، الأمر الذي جعل رئيس الأركان يبتسم ضاحكاً على قامتنا وبتلك اللحظة كان الموقف مؤثراً لي فأمسكت بيده وهززتها وقلت له مخاطباً: "يا سيادة اللواء الحجر إلي ما بيعجبك بيفجك، ولحم العصفور مش بالقبان" ضحك آنذاك وزير الدفاع وخاطب رئيس الأركان بالقول: "هؤلاء ألا يستحقون التثبيت؟" فأجاب رئيس أركان: "نعم يا سيدي إنهم أبطال ويستحقون التثبيت"».

ويتابع "عبد الصمد" في حديثه قائلاً: «في حرب تشرين التحريرية عام 1973 كان لي شرف قيادة المدفعية في القطاع الجنوبي واستمر الاتصال معي فقط خلال مدة الحرب، ونلت يومها وسام الشجاعة من الدرجة الأولى، وفي عام 1980 انتقلت إلى التدريب الجامعي وعملت على تطوير النهج الثقافي في الدفاع والهجوم بسلاح المدفعية، وفي عام 1982 جرى بيان عسكري عملي في معسكرات التدريب الجامعي وقد حضره ضباط القيادة والسيد وزير الدفاع ورئيس الأركان وحصل البيان على الدرجة الممتازة في التقييم العسكري لعدم ورود أي خطأ في التنفيذ، وفي نفس اليوم الذي ولدت به ولكن في عام 1996 عدت إلى حياتي المدنية أمارس الطقوس الاجتماعية والثقافية واهتم بالقيام بالواجبات الإنسانية التي من شأنها تكريس منظومة العادات والتقاليد والأعراف الذي تربيت عليها منذ صغري من والدي الذي كان مرجعاً روحياً واجتماعياً في جبل العرب».

يذكر أن العقيد المتقاعد "حسن عبد الصمد" أسس أسرة مؤلفة من ثلاث بنات وشابين، معظمهم من حملة الإجازات الجامعية، وهو اليوم يعمل في التجارة كما عمل والده من قبله ليكون الناقل الحقيقي لبيئته التي خرج منها بطلاً في ميدان القتال وعاملاً فعالاً في الحياة الاجتماعية.