«من عبق الماضي التليد وبين الحجارة البازلتية السوداء، وأصالة السنديان، كان لمنزل المرحوم الشيخ "قاسم الزغبي" الثائر الذي جرح بصحبة القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" في معركة المزرعة عام 1925، دور في تربية جيل من البطولة، إذ قدم للوطن شهيداً وبطلين يحملان أوسمة بطل الجمهورية أرضاً وجواً».

موقع eSuweda وبتاريخ 18/10/2009 التقى اللواء الطيار "مجيد الزغبي" الذي قال: «عشت في أسرة تكتنفها البطولة ولها شأن عندها، فأنا من قرية "عرى" التي ولدت على ثراها عام 1946، أتممت دراستي الابتدائية فيها والإعدادية والثانوية في "السويداء" حتى إذا ما ظهرت نتائجها دخلت إلى ميدان الشرف العسكري الذي كان عبارة عن وصاية من والدي لي بالاستمرار في خدمة الوطن، دخلت الكلية الجوية عام 1966 وتخرجت برتبة ملازم طيار حربي 1968، لأدخل الاسراب المقاتلة طيار ميغ 21 عام 1969، فقد أقمت علاقة بيني وبين الميغ 21 لأكتسب الخبرة القتالية العالية عليها، فهي تلك الطائرة التي أحببتها وأحبتي ولم استطع التخلي عنها يوماً ولم تخذلني أيضاً بموقف، ومن تاريخه اشتركت بجميع المعارك الجوية الجزئية على الجبهة السورية، إلى أن جاءت حرب تشرين التحريرية عام 1973 والتي كان لي شرف الاشتراك فيها وإسقاط سبع طائرات للعدو طوال أيام المعركة، منها طائرتان تحملان حكاية».

الإنسان ابن بيئته، ولا بد للمقاتل من استراحة يقضيها بين أهله ومعارفه وذويه، لذلك أقوم بتلبية الدعوات الاجتماعية والحضور في المناسبات الوطنية، لأن تراب وماء قريتي بقي معي طوال أربعين عاماً، وفي كل مرة احلق في الجو تكون زغاريد النساء تحوم فوق رأسي وتذكرني بأمجاد الآباء والأجداد، لتحكي حكايا الماضي التليد من مآثر المجد لأبناء وطننا من الشمال إلى الجنوب

وتابع اللواء "الزغبي" حكايته مع الطائرتين قائلاً: «خلال المعركة دخلت مع الفانتوم بقتال كان ارتفاعي 3000 متر وجهاً لوجه مع الفانتوم حيث تابعنا التسلق معاً حتى ارتفاع 7 كم، حيث اصبحت السرعات في حدود الانهيار فما كان من الفانتوم إلا أن أنهار باتجاه الأرض وأنا تابعت الطيران خلفها لتحقيق فرصة التسديد عليه، وتم إطلاق المدفع وإسقاطها، وحصل معي انطفاء محرك في الجو، ومن الممكن إعادة التدوير في الجو، بعد القيام بكافة الإجراءات، والعملية تستغرق 25 ثانية، لأتلقى هجوماً ثانياً من زوج من الفانتوم، دخلت مشتبكاً مع احدها وتابع قائد الزوج هجومه عليَّ وتمكن من إصابتي، في تلك اللحظة قررت الخروج من الاشتباك باتجاه الأعلى ومغادرة الطائرة إذا كانت طائرتي غير قادرة على الاستمرار، عندها شاهدت المحرك بوضع الدوران النهائي وتمكنت من الدوران نحو اليسار لأشاهد الطائرة التي أصابتني على بعد 500 متر تابعت الاشتباك معها وتمكنت من الرمي عليها بالمدفع وإسقاطها، وشاهدت مغادرة الطيارين لها، وكنت على اتصال دائم مع قيادتي في كل مراحل المعركة، ولأنني لم أتمكن من المتابعة بطائرتي غادرت الطائرة بالمقعد المقذوف، في منطقة "قطنا"، والطياران كانا أسيرين لدى الجيش السوري، وكان زمن المعركة ست دقائق بدءاً من لحظة الاشتباك ولغاية مغادرتي الطائرة».

مجيد الزغبي أمام الخالد حافظ الأسد

وتابع اللواء "الزغبي" قائلاً: «بعد نفض غبار القتال صدر مرسوم تشريعي يمنحني فيه السيد رئيس الجمهورية الخالد "حافظ الأسد" وأخي المرحوم العميد الركن "نسيب" (الذي كان قائد كتيبة دبابات في الحرب) وسام بطل الجمهورية مع كافة أبطال الجيش العربي السوري بكل اختصاصاتهم الذين كان لهم شرف الاشتراك في معركة تشرين التحرير، وهذا ما دفعنا أن نحمل إرثاً من تاريخ ترابنا الوطني لأتسلم المناصب الإدارية والتعبوية في القوى الجوية».

وعن حياته الاجتماعية بيّن اللواء "مجيد الزغبي" بالقول: «الإنسان ابن بيئته، ولا بد للمقاتل من استراحة يقضيها بين أهله ومعارفه وذويه، لذلك أقوم بتلبية الدعوات الاجتماعية والحضور في المناسبات الوطنية، لأن تراب وماء قريتي بقي معي طوال أربعين عاماً، وفي كل مرة احلق في الجو تكون زغاريد النساء تحوم فوق رأسي وتذكرني بأمجاد الآباء والأجداد، لتحكي حكايا الماضي التليد من مآثر المجد لأبناء وطننا من الشمال إلى الجنوب».

امام طائرته التي أحبها

ولدى اللواء "الزغبي" أسرة مؤلفة من ثلاثة أفراد، وهم الحقوقي خلدون والطبيب غسان، والطبيبة مجد.

من أبطال تشرين