لم يكن الشاب ثائر شكر زين الدين يحلم بأكثر من العيش الكريم وتأمين مستقبله ومستقبل عائلته عندما هاجر الى فنزويلا- أرض الأحلام والفرص الكبيرة ليعيش هناك 10 أعوام كاملة حتى أحس أن الشوق لم يعد محتملاً فحزم حقائبه وعاد مرفوع الرأس بعد أن أيقن أنه باستطاعته بدء حياة جديدة في بلده الذي احتضنه.

وكانت أولى الخطوات التي قرر خوضها تأدية واجبه تجاه أرضه وبلده فالتحق بالخدمة العسكرية مع زملاء السلاح.

وعند اندلاع الحرائق والنيران التي اجتاحت غابات محافظة اللاذقية الأخاذة التي لا تقدر بثمن في صيف عام 2007 لبى نداء الواجب مع ثلة من أبطال الجيش العربي السوري بمشاركة وحدات الدفاع المدني في إخماد الحرائق وإنقاذ الطبيعة والمحميات الحراجية، وكان قدره أن يقابل وجه ربه بعد أن أحاطته النيران من كافة الجهات مع ثلاثة من رفاقه.

ورغم المحاولات المستميتة التي قام بها الجميع لمحاولة الانقاذ، إلا أن القدر كان أقوى من الجميع واستشهد الأربعة في ذرا اللاذقية مضحّين بدمائهم الزكية لحماية الأرض والانسان.

وفي موكب مهيب وصل جثمان ثائر الى بلدته قنوات حيث استقبلته الزغاريد والورود قبل الدموع مودعة عريس البطولة بالغار الذي توج رأسه وكان لأمه التي ودعته قبل سنوات الى غربته المؤقتة دور كبير في تحويل مأتمه الى عرس حقيقي عندما قامت برش الأرز والورود على نعشه ولوحت له بالمناديل البيضاء مودعة فلذة كبدها بكثير من العزة والكبرياء الذي طغى على دموعها الطاهرة.

زورو الهجري صديق الشهيد قال لموقع eSuweda: ان البطل ثائر زين الدين ولد في قنوات عام 1979 وقضى معظم شبابه في الغربة حيث عاد لخدمة الوطن، وكان مثالاً حياً للشاب الذي يسعى لتأمين حياة كريمة له ولعائلته.

بين أوابد قنوات وسنديانها الذي يعانق السماء دفن جثمان ثائر هناك مكللاً بالغار والمجد والفخار.

الى جنة الخلد يا زين الشباب.