أكثر ما يعتز به أبناء الشهيد سلامة أبو زين الدين أنهم أبناء شهيد، وهل هناك أسمى من هذه السمة؟!

فكل ما تصبو اليه وتكسبه من مناصب واموال وعلم ومعرفة لا يعادل قطرة دم واحدة امتزجت بالتراب دفاعا عن مبدأ وعقيدة وأهل وبيت وشارع وكرامة.

ولد الشهيد ابو زين الدين في مدينة شهبا عام 1930 في اسرة امتهنت الزراعة وكان رب البيت فلاحا كادحا يهتم بالارض وزراعتها ويطعم ابناءه من عرق الجبين ومن خيرات الارض، واهتم بتعليمهم لأن العلم هو السلاح الذي ينتشل المرء من العوز والفقر ويرفع مكانته بين اقرانه وخاصة في تلك الايام، فسورية خرجت توا من تجربة مرت بها وحصلت على استقلالها بعد ان قدمت الكثير في سبيله.

وهكذا كان حيث تعلم الشهيد سلامة في مدارس مدينة شهبا الابتدائية والاعدادية والثانوية، ودخل سلك الجيش عام 1955 برتبة رقيب اول في سلاح الدبابات.

وأسس اسرة أصبح تعدادها ثمانية ابناء، وسار على طريق والده في تعليمهم وتنشئتهم النشأة الصالحة.

وعاصر الوحدة بين سورية ومصر واحزنته النهاية التي آلت اليها فهو مؤمن بأن العرب يجب ان يتحدوا ليكونوا قوة كبرى في هذا العالم، لمَ لا، وكل الامكانات البشرية والمادية متوافرة لكي يكون الوطن العربي مصدرا للعلم والحضارة والقوة؟

عاصر حرب الأيام الستة بكل تفاصيلها وعانى الأمرّين حتى ينتقم من شياطين العصر وآمن ان الوقت سوف يسعفه لكي يحقق حلمه في الانتقام للكرامة التي حاول الطغاة سلبها.

وحانت اللحظة وما صوت فيروز إلا إيذان له ولرفاقه لكي يثبتوا أن الحق يجب ان ينتصر في النهاية، وانهم ذاهبون ولا سبيل للرجوع إلا منتصرين، فالذل والعار ليس من شيمهم والموت اهون من شرب الماء إذا أتى، مرددين: "يا مرحبا بالموت في ساح الوغى/لاجل الكرامة ما نغلّي ارواحنا.

كان له ما اراد واستشهد في بقاع الجولان مع رفاق كثر ونال ما صبا إليه بعوده القنيطرة المحررة وسقوط العدو الاسرائيلي في هذه الجولة، تاركاً أمانة الانتصار الأكبر لأولاده الصغار.

وتكريماً لدمائه الطاهرة نال رتبة ملازم شرف، غير الاوسمة التي نالها اثناء خدمته الطويلة للوطن وسميت باسمه مدرسة في مدينة شهبا.

وتبنت مدارس ابناء الشهداء تعليم ابنائه وتربيتهم ما كان له اكبر الأثر في تنشئتهم.

وها هم يحملون لواء العلم والمعرفة سلاحا جديدا في مقاومة المحلين الجدد ويدينون بالولاء والطاعة لأمهم التي حملت وزر الترمل الباكر، ولمدارس ابناء الشهداء التي خرجتهم رجالا.