كان أدهم خنجر قد اشترك مع خليل مريود ومحمود البرازي ومحمد ظاهر وشريف ومحمود حسن وشكيب وهاب بالكمين الذي نصب للجنرال غورو ومرافقيه في موقع (كوم الرويسة) على طريق القنيطرة،

حيث امطروهم بوابل من الرصاص فقتل الملازم (برانات) وجرح مرافقهم حقي العظم وكتبت النجاة للجنرال غورو والقومندان كاترو وجرى ذلك في اواخر شهر حزيران عام 1921 وعلى اثر هذا الحادث بدأت السلطة الفرنسية حملة واسعة للقبض على الفاعلين، وبعد فترة من الهرب لجأ ادهم خنجر الى القريا قرية سلطان باشا الاطرش ولم يصل بيته حتى ألقي القبض عليه من قبل مدير الناحية وعسكره حيث جردوه من حصانه وسلموه الى القلعة في السويداء.

علم سلطان باشا الاطرش بالامر فأسرع الخطا قاصدا بلدته التي وصلها في اليوم الثاني حيث اعلمه اهل بيته انهم لا علم لهم بأي ضيف او دخيل، في هذه الاثناء وصلته رسالة من ادهم نفسه يعلمه فيها بما حصل معه ويطلب منه الاسراع في إنقاذه لأن حياته مهددة بالقتل.

سلطان باشا الاطرش

على الفور قام سلطان باشا بإرسال اخيه علي الى السويداء لمقابلة المستشار الفرنسي ترانكا. وكان رد ترانكا يتضمن كل معاني الاثارة والتحدي حيث قال: (ان الرجل في القلعة ليأت أخوك ويأخذه لقد صار في حوزة الجند الفرنسي، عندكم المحافظة على الضيف وعندي المحافظة على الجاني).

حاول سلطان باشا الاتصال بالمراجع العليا حيث راسل المندوب السامي في بيروت دون ان يستجيب.

كان ادهم خنجر بالنسبة لأحرار السويداء من المجاهدين الذين يقومون بواجبهم الوطني ويؤدون فريضة الجهاد المقدس لطرد الاجنبي ولا يمكن تصنيفه بشكل من الاشكال من زمرة الجناة والمجرمين الذين ينالون عقابهم بالطريقة التي يريدها الفرنسيون.

في اعقاب انسداد طريق الحل السلمي الذي اتبعه سلطان الاطرش لفك اسر ضيفه جمع اهالي قريته وعرض عليهم الموضوع فثارت ثائرتهم وهبوا لإنقاذ ضيفهم بحماسة كبيرة فاتجهوا نحو السويداء مشاة وفرسانا بعد ان ارسلوا (المفزّع) يطلب النجدة من قرى الجنوب واتفقوا ان يجتمعوا في قرية رساس غرب السويداء.

وسرعان ما توافدت إلى رساس بيارق قرى المقرن الجنوبي يسير تحتها حوالي ألفي فارس بالاضافة الى فرسان عشيرة السردية بقيادة خلف الكليب.

ووضع سلطان باشا الاطرش مع رفاقه خطة تقضي بتطويق السويداء ومنع الدخول اليها والخروج منها إلا بالحالات التي تستوجب التساهل لمصالح الناس.

كان بيت نجم عز الدين مقرا للقيادة، وكلف مصطفى الاطرش وخيالته بمراقبة طريق السويداء– الثعلة.

وفي 21 تموز عام 1922 سمع الحشد طلقات البنادق والرشاشات فأسرع سلطان الاطرش ورفاقه الى مكان الحادث في تل الحديد قرب قرية كناكر حيث وجدوا المعركة دائرة بين مصطفى الاطرش وخيالته، وثلاث مصفحات قدمت من درعا لنقل ادهم خنجر الى دمشق فاستولوا على مصفحتين بعد وصول سلطان الاطرش ورفاقه بقليل وهربت الثالثة وقد قتل ثلاثة جنود فرنسيين وضابط يدعى بوكسان واسر اربعة جنود ولم يقتل احد من الثوار بل جرح مصطفى الاطرش بجرح بليغ اثناء عملية الانقضاض على المصفحتين وبعد فترة من انتهاء المعركة وصل وفد كبير يضم أغلبية اعضاء البرلمان بينهم نسيب الاطرش والامير سليم الاطرش حاكم الجبل المدني.

وبعد نقاش حاد كاد يتطور الى اصطدام عنيف اتفق الجانبان على ما يلي:

ان يفك الحصار عن السويداء وتعود القوات الى قراها وتسليم الجنود الاسرى الاربعة على ان يتعهد الوفد بتسليم ادهم خنجر لسلطان الاطرش ورده سالما في اقرب وقت.

كان الخطأ الذي ارتكبه سلطان باشا الاطرش كما قال أنه فرط بالاسرى الاربعة دون ان يضمن عودة ادهم خنجر الذي لم يعد، فقد غدرت به فرنسا مرة اخرى وقتلت أدهم خنجر، وتعلم القائد سلطان الاطرش ان الاعداء لا يمكن الوثوق بهم مهما فعلوا، وبقي هذا الحادث ماثلا في رأسه زمنا طويلا حتى قيام الثورة الكبرى عام 1925.