لم يتوقف الدكتور "تيسير المصري" عند حدود العلوم المالية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية، وتجربته في التعليم العالي والبحث العلمي وإشرافه على الكثير من الأبحاث وإعداد الدراسات العلمية، بل تعدّاه ليخرج بمعارفه إلى الواقع الاقتصادي والاجتماعي، للاستفادة منها في تطوير المجتمع اقتصادياً واجتماعياً، وإلى الحركة الثقافية ودعم الفنون والإبداع، إضافة إلى معارفه ونشاطاته العملية في مجال الزراعة، وتحفيز الإبداع الموسيقي لدى أفراد أسرته.

في قرية تختبئ بين غابات الصنوير كانت نشأتُه نهاية الخمسينيّات من القرن الماضي، ففيها أتم دراسة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، لينتقل إلى مدينة "السويداء" ويحصل فيها على شهادة الدراسة "الثانوية التجارية" محققاً المرتبة الأولى على مستوى المحافظة والثالثة على القطر، وهو ما سمح له بمتابعة دراسته في كلية الاقتصاد بجامعة "دمشق" حيث تخرج منها عام 1983 باختصاص المحاسبة.

مذ عرفت "د. المصري" فهو متّزن بمواقفه، يفكر بعقلانية ومنطق، مرن، ليس صدامياً، يدافع عن الحق والحقيقة، يحب الخير للجميع، متعاون لما فيه خير المجتمع ويضحي بوقته وجهده لخدمته، و"نادراً ما تجد أنّ لديه وقتاً للراحة، فهو إضافة لنشاطاته التعليمية الجامعية، تراه منشغلاً بقضايا اقتصادية واجتماعية متنوعة، يشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا ويوجههم للبحث في مشكلات قائمة يعانيها اقتصادنا وشركاتنا، وقد تجده منشغلاً، بما يتبقى لديه من وقت في أعماله الزراعية، والأهم أنه يحملُ بداخله رسالةً حضاريةً

وبعد تعيينه معيداً في قسم المحاسبة بالكلية المذكورة، أوفد إلى "ألمانيا" عام 1984 لنيل شهادة الدكتوراه، وبحسب ما أوضح الدكتور" تيسير المصري" لموقع مدوّنة وطن "eSyria"، فقد حصل على شهادة دكتوراه الفلسفة في المحاسبة، تخصص "نظرية المحاسبة" عام 1989، من جامعة "لايبزغ"، ليعوده إلى الوطن في عام 1990، حيث عين عضواً في الهيئة التدريسية لكلية الاقتصاد، ولتبدأ رحلته في التعليم الجامعي بتدريس مواد ومقررات علمية عديدة في مجال المحاسبة المالية و"تدقيق الحسابات"، لطلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا، ثم أصبح أستاذاً مختصاً في نظرية المحاسبة، والمشكلات المحاسبية المعاصرة، ونظم المعلومات المحاسبية، ومناهج البحث العلمي، كما نال شهادة "محاسب قانوني" ومارس مهنة مراجعة الحسابات وتدقيق البيانات والعمليات، وهو معتمد كمدقق حسابات من قبل هيئة الأوراق والأسواق المالية، وعضو في جمعية المحاسبين القانونيين، ونقابة المهن المالية والمحاسبية، وفي المجمع العربي للمحاسبين القانونيين، قدّم العديد من الاستشارات المحاسبية لشركات وفعاليات اقتصادية ووضع "أنظمة مالية" لها».

الأستاذ الدكتور غسان أبو طرابي

وتابع الدكتور "المصري" بقوله إنه أسهم في تأليف العديد من الكتب العلميّة في نظرية المحاسبة والمشكلات المحاسبية المعاصرة ونظّم المعلومات المحاسبية ومحاسبة الشركات، وأعد دليلاً لإعداد الأبحاث العلمية، درّس ما زاد على الثلاثين عاماً، في جامعات عديدة في "سورية والأردن"، فضلاً عن تدريسه في جامعات "دمشق" و"جرش الأهلية"، و"فيلادلفيا الخاصة"، و"الشام الخاصة"، ومعهد التنمية الإدارية، وعمل مدرباً ومصمماً لبرامج تدريب وتأهيل في مجال "المحاسبة المالية ومعايير المحاسبة الدولية وتطبيقاتها، تحليل القوائم المالية، تصميم وتطوير نظم المعلومات المحاسبية ونظم التكاليف، مراجعة الحسابات وتدقيق بيانات العمليات، وإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروعات، كما أشرف على العديد من أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير ومشاريع التخرج والأبحاث العلمية، في موضوعات مختلفة ومتنوعة في العلوم المالية والإدارية، كوّن خبرة عملية في العلوم الإدارية وإدارة الأعمال، وعمل رئيساً لقسم المحاسبة في جامعة "جرش" وعميداً لكلية العلوم الإدارية ورئيساً لقسم المحاسبة في جامعة "الشام الخاصة" وأدار برئاسته مشروعاً لتطبيق معايير "الأيزو" الدولية في الجامعة، والفريق الخاص به، مع "فريق الجودة والاعتماد الأكاديمي"، وتمكّن من إحداث نظام لإدارة الجَودة وتدقيقه للتحقق من فعاليته ومطابقته لمواصفات معايير العالمية، كان ذلك خلال عشرة أشهر مختصراً بذلك أكثر من نصف المدة اللازمة لإنجاز هذه الأعمال، وقد تمكّنت الجامعة بفضله من الحصول على شهادة الأيزو الدولية (ISO 9001/2015)، كأول جامعة خاصة "سورية" تحصل على هذه الشهادة، اقترح إجراء تعديلات في الهيكل التنظيمي للجامعة، منها إحداثُ عمادةٍ للجودة والاعتماد الأكاديمي وبات خبيراً استشارياً في مجال تطبيق أنظمة الجودة الشاملة، ومعايير الأيزو الدولية الخاصة بالمؤسسات الأكاديمية.

أما في مجال الدراسات والبحوث العلمية فقد أشار الدكتور "تيسير المصري" إلى أنه نشر أبحاثاً عديدة منها دراسة في "المحاسبة الاقتصادية" لهيئة الموسوعة العربية - الموسوعة الاقتصادية في "دمشق"، بحث "توحيد المعرفة المحاسبية"، لمجلة جامعة "دمشق"، وبحث "جدوى استخدام نظام التكاليف حسب الأنشطة (ABC) في مراكز الخدمات الطبية" لمجلة جامعة "تعز في اليمن"، وأعدّ كتيباً في "معايير إعداد الأبحاث العلمية"، ودليلاً لـ"إعداد البحث العلمي"، وأغنى المحتوى العلمي بمجموعة من الكتب العلمية المحكمة، منها "نظم المعلومات المحاسبية، محاسبة شركات الأشخاص، والمشكلات المحاسبية المعاصرة، ونظرية المحاسبة، هذا في جامعة "دمشق"، وفي "عَمّان" أعدّ كتاباً بعنوان "محاسبة شركات الأشخاص إطارها الفكري وتطبيقاتها العملية"، وفي فترة عمادته لكلية العلوم الإدارية في جامعة "الشام" الخاصة أقام مؤتمراً علمياً لدعم عمليات التنمية الاقتصادية وجهود الإصلاح الإداري في المؤسسات العامة ومنظمات الأعمال، بالتعاون مع جمعية الثقافة والإبداع التي أسسها وترأس مجلس إدارتها، وجمعية المكتبات والوثائق السورية، ومع وزارتي التعليم العالي والتنمية الإدارية، شارك في المؤتمر أكثر من أربعين باحثاً وباحثة، جمع فيه المعارف العلمية والخبرات العملية، ليخرج بحلولٍ قدّمها على شكل مشروعات حلول يمكن تطويرها واستكمالها بإجراءات عملية، في حال تبنّيها من قِبَل الجهات المعنية، فضلاً عن اهتمامه بالعلم والبحث بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية، واهتم بالثقافة والفنون من خلال جمعية الثقافة والإبداع، وعضويته في جمعية العناية الطبية الخيرية، وجمعية خطوة للإرشاد الأسري».

دكتور تيسير المصري مع طلابه

الأستاذ الدكتور "غسان أبو طرابي" الأستاذ في جامعة "دمشق" والعميد السابق لكلية الفنون الجميلة يقول: «مذ عرفت "د. المصري" فهو متّزن بمواقفه، يفكر بعقلانية ومنطق، مرن، ليس صدامياً، يدافع عن الحق والحقيقة، يحب الخير للجميع، متعاون لما فيه خير المجتمع ويضحي بوقته وجهده لخدمته، و"نادراً ما تجد أنّ لديه وقتاً للراحة، فهو إضافة لنشاطاته التعليمية الجامعية، تراه منشغلاً بقضايا اقتصادية واجتماعية متنوعة، يشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا ويوجههم للبحث في مشكلات قائمة يعانيها اقتصادنا وشركاتنا، وقد تجده منشغلاً، بما يتبقى لديه من وقت في أعماله الزراعية، والأهم أنه يحملُ بداخله رسالةً حضاريةً».

الجدير بالذكر أنّ الأستاذ الدكتور "تيسير المصري" من مواليد "السويداء" عام 1959.

الأستاذ الدكتور تيسير المصري