تجربة جديدة قام بها باحثون في "السويداء"، بعد رصد وجمع البيانات العلمية لدراسة الاحتياجات وتوفيرها للماعز والأغنام، من خلال استخدام البلوكات العلفية كغذاء مناسب لزيادة الإنتاج بأقل التكاليف.

حول استخدامها في تغذية الماعز والأغنام ومبررتها، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 24 تموز 2020 التقت الباحث المهندس "علي الهوارين" رئيس محطة بحوث "عرى" لتحسين الماعز الجبلي، الذي بين قائلاً: «إنّ عجز المصادر العلفية اللازمة لسد احتياجاتها من العناصر الغذائية، وتدهور المراعي الطبيعية ومحدودية إنتاج الأعلاف الخضراء، واستغلال الأراضي للزراعة أدى إلى قيام مربي الحيوانات بالاعتماد على حبوب الشعير والأعلاف المركزة لسد هذا العجز، إلا أن ارتفاع أسعار هذه المصادر العلفية أدى إلى محدودية استخدامها، في حين يتوفر في محافظة "السويداء" كميات كبيرة من المخلفات الزراعية والصناعية مثل تفل العنب، والتفاح والزيتون وغيرها من المخلفات، حيث تم إجراء دراسة في محطة بحوث "عرى" للماعز الجبلي على (جدايا الماعز) وعند أحد المربين في إحدى القرى على خراف الأغنام العواس لدراسة إمكانية استخدام المكعبات العلفية من تفل التفاح بنسبة 50%؛ كبديل جزئي عن الأعلاف المركزة في تسمين ذكور الماعز الجبلي والخراف النامية، حيث نُفذ البحث باستخدام 30 رأساً من جدايا الماعز، و18 رأساً من خراف الأغنام العواس، وقسمت كل فئة إلى مجموعتين للجدايا وللخراف، متقاربة بالعمر (112 يوماً)، وبوزن 14.5 كغ للجدايا و22 كغ للخراف في مجموعات الشاهد وتجربة 1، والشاهد وتجربة 2 على التوالي، وأخضعت المجموعات لنفس ظروف الإيواء والرعاية لمدة 60 يوماً، وغذيت على علائق متماثلة بمحتواها من البروتين والطاقة، حيث قدم للمجموعة G1 الشاهد عليقة تحتوي على 100% من العلف المركز مع العلف المالئ، فيما قدم للمجموعة G11 عليقة تحتوي على50% من العلف المركز+ 50 % مكعبات علفية مع العلف المالئ، وكذلك المجموعة G2 عليقة تحتوي على 100 % من خلطة علفية مركزة مع العلف المالئ، والمجموعة G22 عليقة تحتوي على 50 % من الخلطة المركزة +50 % مكعبات علفية مع العلف المالئ».

أشارت النتائج إلى وجود فروق معنوية 0.05 في الزيادة الوزنية الكلية للجدايا، حيث بلغت 3.62، 4.89 وللخراف 7.3، 9.2 كغ للرأس الواحد على التوالي، وتبين وجود فروق معنوية 0.05 بالكفاءة التحويلية لدى الجدايا 7.65، 5.45 على التوالي وعدم وجود فروق معنوية بالكفاءة التحويلية لدى الخراف، وبلغت كلفة العلف لإنتاج 1كغ وزن حي للجدايا 191، 103 مع وجود فروق معنوية0.01 وللخراف 171، 99.8 مع وجود فروق معنوية 0.05، كما أوضحت نتائج الدراسة الاقتصادية إلى تفوق المجموعة G11 للجدايا والمجموعة G22 للخراف بمؤشر الربح حيث وصل إلى 6.46، 18.2% للجدايا على التوالي، وللخراف 19.8، 29.9% على التوالي، نستنتج أن العليقة التي تحتوي على مكعبات علفية من تفل التفاح كانت هي الأفضل لعمليات تسمين الذكور النامية والأوفر اقتصادياً بالنسبة للمربي

وتابع "الهوارين" عرض نتائج التجارب بالقول: «أشارت النتائج إلى وجود فروق معنوية 0.05 في الزيادة الوزنية الكلية للجدايا، حيث بلغت 3.62، 4.89 وللخراف 7.3، 9.2 كغ للرأس الواحد على التوالي، وتبين وجود فروق معنوية 0.05 بالكفاءة التحويلية لدى الجدايا 7.65، 5.45 على التوالي وعدم وجود فروق معنوية بالكفاءة التحويلية لدى الخراف، وبلغت كلفة العلف لإنتاج 1كغ وزن حي للجدايا 191، 103 مع وجود فروق معنوية0.01 وللخراف 171، 99.8 مع وجود فروق معنوية 0.05، كما أوضحت نتائج الدراسة الاقتصادية إلى تفوق المجموعة G11 للجدايا والمجموعة G22 للخراف بمؤشر الربح حيث وصل إلى 6.46، 18.2% للجدايا على التوالي، وللخراف 19.8، 29.9% على التوالي، نستنتج أن العليقة التي تحتوي على مكعبات علفية من تفل التفاح كانت هي الأفضل لعمليات تسمين الذكور النامية والأوفر اقتصادياً بالنسبة للمربي».

مهندس علي الهوارين

وعن تصنيع البلوكات العلفية بيّن الباحث المهندس "جواد شرف" أحد الدارسين في مركز بحوث "السويداء" بالقول: «إنّ أهم ما يميز تقنية البلوكات العلفية بأنها تقنية قليلة الكلفة لكونها تعتمد في تصنيعها على مواد أولية ومخلفات زراعية وصناعية رخيصة متوفرة محلياً، وكذلك تتصف البلوكات العلفية بسهولة تصنيعها حيث إنّ أجهزة التصنيع من معدات ومكننة يمكن تصنيعها محلياً وبأسعار مقبولة دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج، وهذا بدوره سوف يؤدي إلى تقليل كلف الإنتاج والحصول على بلوكات علفية بأسعار مناسبة تشجع المربي على أن يقبل على اقتنائها وتقديمها لحيواناته.

تم التوجه في محافظة "السويداء" إلى تصنيع بلوكات علفية بالاعتماد على المخلفات الزراعية والصناعية المتوفرة في المحافظة، وتشمل مخلفات ذات محتوى عالي من الرطوبة مثل تفل العنب، تفل التفاح، تفل الزيتون والخميرة الناتجة كناتج عرضي لمعامل تصنيع الكحول وغيرها من مخلفات التصنيع الغذائي الرطبة، بالإضافة إلى النخالة وكسبة بذور القطن، وتم استخدام اليوريا كمصدر للنيتروجين وبنسب مختلفة 3-5%. أما المادة الرابطة فقد استخدم مواد متوفرة ورخيصة ومنها الجير الحي 4-12%، أطيان البنتونايت التراب الحلبي بنسب 2-6%، وكذلك استخدمت كبريتات الكالسيوم الجبصين، فبالإضافة لكونها مادة رابطة فهي مصدر للكبريت التي تحتاجه الحيوانات المجترة عند استخدام اليوريا في تغذيتها. وتم تدعيم هذه التراكيب بالعناصر المعدنية.

المهندس جواد شرف

أما أجهزة التصنيع فتشمل الخلاط الأفقي بسعة 50 كغم، القوالب البلاستيكية الأسطوانية، المكبس اليدوي وآلة إخراج القالب. وتم حديثاً اعتماد طريقة جديدة في تصنيع البلوكات العلفية من خلال استخدام المكبس الهيدروليكي المتحرك، لعل الهدف الأساسي من استخدام البلوكات العلفية المصنعة في تغذية الحيوانات المجترة؛ وخاصة الأغنام والماعز هو توفير علف تكميلي، ذي قيمة غذائية عالية، يساهم في تحسين كفاءة الحيوان للاستفادة من الأعلاف الخشنة ذات القيمة الغذائية المنخفضة، والتي تعتمد عليها الحيوانات في تغذيتها وعلى فترات طويلة من السنة، وتساهم في التقليل من استخدام الحبوب والأعلاف المركزة التقليدية بمقدار 50-100% وحسب المراحل الإنتاجية للحيوانات تستفيد أثناء الحمل والرضاعة، إنتاج الحليب والتسمين، وهي نمط علفي جديد لم يستخدم سابقاً في تغذية الأغنام والماعز».

مكعبات تفل العنب