تعلمتْ زراعة شتول الورد لتزيّن حديقة المنزل، وأخذتْ تزرع من الورود والأشجار ما تشتهي حتى أسست مشتلها الخاص الذي طوّر موهبتها وخبرتها الزراعية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 27 أيار 2020 التقت "منال عزام" التي وجدت ضالتها في حديقة منزلها كي تملأ فراغ الوقت الطويل، وقالت: «كنت أقوم بأعمال المنزل وأهتم بأولادي، ويتبقى لدي وقت طويل أحتار في تمضيته، وكانت حديقة منزل والد زوجي بجوار منزلنا مكاني المناسب، أزرع الورد في أصص صغيرة، وأجرّب أنواعاً معينة من البذار، ومن هذه التجارب انتقلت للأشجار المثمرة، حيث يقول محيطي إنّ (يدي خضراء) أيّ أنّ كل ما أزرعه ينبت بسرعة، لا أعرف مدى صحة القول لكني أعرف جيداً أنيّ أزرع البذور بمحبةٍ كبيرة، وأنتظرها لتظهر براعمها الخضراء في الوقت المناسب، وأراعيها لتكون شجرة في بستان تثمر خيراً لمن يهتم بها، لأنّ قناعتي أنّ الرعاية والمعرفة الزراعية موهبة يمكن أن تكون منتجة في حال أعطيناها الجهد والوقت اللازمين».

ملأت شتولي حديقة المنزل التي زينتها بالجوري والمجنونة وأنواع كثيرة من الورد البلدي، والتي جعلت جيراني وأهلي يعجبون بما أزرع في كل موسم، وأخذت نساء القرية تطلب شتولاً للشراء، وعندها خطرت لي فكرة تأسيس مشتلي الخاص بتشجيع من المحيطين بي، ومن كل من اشترى من شتولي في قريتنا "تعارا"، ففي هذه القرية لا توجد مشاتل للورود والأشجار في المرحلة الحالية بعد أن أقفلت المشاتل القديمة، وقد أصبحت شتولي مطلوبةً بشكل كبير

انتقلتْ لفكرة تأسيس مشتل خاص بها، وأضافت: «ملأت شتولي حديقة المنزل التي زينتها بالجوري والمجنونة وأنواع كثيرة من الورد البلدي، والتي جعلت جيراني وأهلي يعجبون بما أزرع في كل موسم، وأخذت نساء القرية تطلب شتولاً للشراء، وعندها خطرت لي فكرة تأسيس مشتلي الخاص بتشجيع من المحيطين بي، ومن كل من اشترى من شتولي في قريتنا "تعارا"، ففي هذه القرية لا توجد مشاتل للورود والأشجار في المرحلة الحالية بعد أن أقفلت المشاتل القديمة، وقد أصبحت شتولي مطلوبةً بشكل كبير».

منال عزام أثناء العمل في مشتلها

تتابع: «كانت البداية بزراعة مئة وسبعين شتلة خصصت للبيع من أنواع الأشجار المثمرة إلى جانب الورود بمبلغ لم يزد على ثلاثين ألف ليرة، كانت عبارة عن جمعية مع الجارات، حيث حاولت تجهيز المكان المناسب في حديقتي الضيّقة وترتيب المكان، وقد ساعدني زوجي في العمل، وجهزت معه الأرض ضمن الإمكانيات المحدودة كنوعٍ من التجربة، واختباراً لطبيعة العمل كي يبقى المشتل في المنزل ولا يشغلني عن رعاية الأولاد وشؤون أسرتي.

من هذه البقعة زرعت باقةً جميلةً من الشتول، أولها الورود التي أحببت حضورها وأعرف أنّها مطلوبةً وزرعت منها الكثير، والاهتمام الأكبر كان للأشجار المثمرة مثل الليمون الحامض والصنوبر المثمر، وقام أولادي بجمع بذورها وأقوم بزراعتها وفق الطريقة العلمية التي تعلمتها عبر شبكة الإنترنت لتكون شتولاً قوية ومناسبة للبيئة، أراعيها لتكون جاهزة للبيع إلى جانب اللوزيات وباقة من أنواع أخذت تنتشر في بساتين القرية».

مختار القرية فاروق عزام

وتابعت: «لم أتوقع أن يتحول المشتل إلى عمل منتج بهذه السرعة، خاصة أن زوجي اقترح أن يقتصر العمل على زراعة شتول الورد، لكن عندما زرعت شتول العنب من عقل الكرمة والأنواع الموجودة في قريتنا وغيرها من شتول الأشجار زاد الطلب عليها، وأخذنا نوزع منها أعداداً جيدة جعلت زوجي يقتنع بالفكرة ويشجعني، ورحنا نضيف أنواعاً أخرى، وأدرس السعر بما ينسجم مع قدرة الفلاحين والظروف الحالية لتكون الشتول بمتناول الجميع.

بنيت مشتلي درجةً درجةً، وبات أحد مصادر الدخل التي عادت بنوع من البحبوحة على أسرتي رغم التعب والتقيد الدائم بالسقاية وتنقية التراب وتحضيره ضمن علب أو أكياس خاصة، وإضافة السماد العضوي، واستخدام مبيدات بسيطة للحماية من الحشرات، لكنه خلق لي متعة كبيرة، ومعه تحولت من ربة منزل إلى عاملة ومسؤولة عن عمل يخدم المجتمع، وأضعف الإيمان أنه ينشر الخضرة ويساعد المهتمين بالزراعة في الحصول على ما يرغبون من غراس للحدائق والبساتين».

مشتلها الصغير

"فاروق عزام" مختار قرية "تعارا" قال: «هذا مشروع متميز تقوم به ربة منزل، أغنى أهالي القرية عن الذهاب إلى المدينة لشراء الشتول، ومنه توزع أعداداً جيدة من الغراس التي تعود عليها بدخل جيد.

قدم المشتل خدمة كبيرة للأهالي، على الرغم من أنه مكلف مادياً، لكن "منال" بذلت مع زوجها جهداً كبيراً لتخفيض التكاليف وزيادة الإنتاج، وفي حال توافر كتلة مالية جيدة أتصور أن لديها الهمة والتصميم لتزرع كل ما يطلب منها، وتوزيع شجيرات من أنواع جديدة بأسعار مقبولة، مع العلم أنّ هناك أشخاصاً من خارج القرية زاروا مشتلها الصغير وأخذوا يقصدونه للحصول على غراس جيدة بعد التجربة والفائدة».

ما يجدر ذكره أنّ "منال عزام" من مواليد "تعارا" في الريف الغربي لمدينة "السويداء" عام 1980.