تميّزت الجمعية الخيرية في قرية "أم الزيتون" بإنشاء مشروع نوعيّ إنتاجيّ للفطر على مستوى المحافظة، فحقق نجاحاً ملفتاً، وساهم في توفر مادة الفطر في القرية والقرى المجاورة، ليكون في النهاية مشروعاً داعماً للعمل الخيري.

مدوّنةُ وطن "eSyria" واكبت نجاح المشروع، والتقت المدرس "أيمن الهادي" المشرف على المشروع بتاريخ 25 نيسان 2020 الذي قال: «من خلال عملي في الجمعية الخيرية اتبعت دورة مع زملائي "سمير كرباج" رئيس الجمعية، و"مدين أبو مدين" أحد الأعضاء في دائرة العلاقات المسكونية بإدارة المشاريع الصغيرة، لمدة أسبوع واحد، وفي نهاية الدورة طلب منا تقديم مشروع إنتاجي. حاولنا البحث عن مشروع مميز يقدم الفائدة لأهالي القرية، فكانت فكرة إنشاء مركز تدريب مهني وزراعي، تبرعت للتدريب كوني مدرس علوم طبيعية ولدي خبرة بالمجال الزراعي، حيث كانت دورة لتربية النحل، وبناء على هذا المشروع حصلنا على منحة قيمتها 5 مليون ليرة سورية للتمويل، وساهمت الجمعية بمبلغ 2 مليون».

لعل أبرز الصعوبات هي بتأمين مادة (الكمبوست) الخاصة بزراعة الفطر، يجب أن يكون بدرجة حرارة معينة، وينقل ضمن معايير معينة، ونقله مكلف كونه من مكان بعيد من محافظة "حمص"، ولكن بوجود الخيرين وتكاتف أهالي القرية أعتقد أن الصعوبات تذلل وتتلاشى

أما عن فكرة مشروع الفطر فأضاف: «فكرنا بأن نؤسس مشروعاً يدر أرباحاً على الجمعية الخيرية، رغبة منا بزيادة نطاق العمل الخيري في القرية، إذ نعتمد في الوقت الحالي على دعم المغتربين من أبناء القرية، ولدينا العديد من الالتزامات المالية الدورية، منها تقديم القروض والمساعدات، وتلبية احتياجات القرية بما يتناسب وإمكانياتنا، وهذا المشروع هو لزيادة التمويل.

"أيمن الهادي"

البدايات كانت صعبة ومرهقة، والشخص الذي يسعى للاستمرار يعمل بجد على تطوير إمكانياته، فالموسم الواحد يستغرق وقتاً بين 45 إلى 60 يوماً، والتجربة الأولى كانت ناجحة مقارنة بالإمكانيات المتوفرة، وكان لدينا كم إنتاج مقبول، وقد عملنا على التسويق بسياراتنا الخاصة، وفي التجربة الثانية تم تدارك الأخطاء، وأهالي القرية قدموا مساعدات للاستمرارية، فكان أن تبرع أحد أهالي القرية بالنقل المجاني لمادة (الكمبوست) الخاصة بإنتاج الفطر من "دمشق" إلى القرية، حيث تم بيع وتسويق المنتج في بقاليات القرية بالسعر الذي حددته الجمعية دون إضافة أي هامش للربح، وهذا يعتبر دعماً للجمعية والمشروع».

وعن كمية الإنتاج أضاف بالقول: «الزراعة يجب أن تكون مدروسة ودقيقة لضمان درجة الحرارة والرطوبة، ويحتاج الفطر للعزل والظلام، في التجربة الأولى كان لانقطاعات الكهرباء المتكررة أثر كبير على المنتج، اشترينا مولدة وجهاز تبخير، وحاولنا استكمال كافة التجهيزات اللازمة لإنجاح الزراعة، الإنتاج الأولي كان 23 كيلو بالمتر المربع، وهي مقبولة مقارنة بمعدل الإنتاج الذي يتراوح بين 20 – 30 كيلو، والتعقيم ضروري نظراً لحساسية الفطر، فحاولنا جهدنا القيام بالعمل بالشكل الأمثل وكانت النتائج مرضية».

جزء من الإنتاج

وختم بالحديث عن صعوبات العمل: «لعل أبرز الصعوبات هي بتأمين مادة (الكمبوست) الخاصة بزراعة الفطر، يجب أن يكون بدرجة حرارة معينة، وينقل ضمن معايير معينة، ونقله مكلف كونه من مكان بعيد من محافظة "حمص"، ولكن بوجود الخيرين وتكاتف أهالي القرية أعتقد أن الصعوبات تذلل وتتلاشى».

"عاصم عربي" صاحب بقالية في القرية، تحدث عن المشروع بالقول: «هو من المشاريع الناجحة، وقد شاهدنا ثمار النجاح والتعب، الفطر المنتج يعد من أفضل أنواع الفطر، وهو لذيذ وقيمته الغذائية عالية، وجميع بقاليات القرية ساهمت في التسويق دعماً للجمعية ودون إضافة أي هامش للربح، فقد حافظنا على السعر الذي وضعته الجمعية.

الفطر معد للتسويق

لقي المنتج إقبالاً من الزبائن حتى من القرى المجاورة، ويطلب مني باستمرار نظراً لجودته ونوعيته، وقد بيعت كامل الكمية التي أودعت لدينا، الجميع ساهم بالشراء، وفي الوقت الحالي تم إنتاج موسم جديد، ومستعدون للتسويق طالما الإنتاج قائم».