بهدف دراسة طبيعة التربة، صمّمَ ونفذ المهندس "طلعت عامر" مع فريقٍ علميّ وكادرٍ فنيّ متخصصٍ مشروعاً علمياً توثيقياً يُعنى بخصوبة التربة، ومعرفة أهم الزراعات ذات العوائد الممتازة وفق قاعدة بيانات مبرمجة.

حول طبيعة وسير عمل المشروع، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 27 آذار 2020 التقت المهندس "طلعت عامر" صاحب الفكرة الذي بيّن قائلاً: «ضمن سياسة إعادة الإعمار، والاستفادة القصوى من الموارد والطاقات البشرية والطبيعية والاقتصادية والتكنولوجية المتوافرة، انطلق مشروع العمل ببرمجة قاعدة بيانات خصوبة التربة وصحتها في دائرة الموارد الطبيعية التابعة لمركز البحوث العلمية الزراعية على أمل اتساع التطبيق باتجاه التوصل إلى قاعدة بيانات متكاملة على امتداد "سورية".

لعل أتمتة هذه النتائج ضمن قاعدة بيانات تعتبر الأولى من نوعها في القطر، فهي تساعد في حفظ النتائج بطريقة سهلة، وتمكن الباحثين في هذا المجال من الوصول إليها مستقبلاً، والاستعلام عن أي منطقة مشمولة بالدراسة بكل سهولة وبزمن قصير جداً. ويمكن لهذه القاعدة الاعتماد عليها والانطلاق منها لمقارنة التغيرات التالية التي قد تطرأ على منطقة الدراسة، بحيث يتم الوقوف على أهم مسببات هذه التغيرات ومعالجة المشاكل إن طرأت قبل تفاقمها، يتم العمل على تحديث قاعدة هذه البيانات بصورة دورية وبفواصل زمنية تتناسب مع التغيير المحتمل في الصفات المقدرة

ويعتبر هذا العمل من المشاريع الرائدة في المنطقة التي لم تطبق سابقاً، ويمكّن عبر دمجه للتكنولوجيا الحديثة بنتائج العمل المخبري من الوصول إلى تقييم حقيقي ودقيق للواقع الخصوبي لمناطق الزراعات الأساسية في المحافظة من جهة، والوقوف على بؤر التلوث من جهة أخرى، بحيث نتمكن من إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الراهنة والتنبؤ بوقوعها مستقبلاً قبل تفاقمها، بالإضافة لتوفيره إمكانية مراقبة الآثار المختلفة للاستعمالات الزراعية والتغيرات المناخية على التربة الزراعية التي تعتبر مصدراً طبيعياً غير متجدد، وقاعدةً أساسية في أمننا الغذائي والمائي».

الكادر الفني للعمل

وتابع عن الفكرة والتطبيق: «انطلقت فكرة إجراء مسح خصوبي للمحافظة بهدف إجراء مسح عام ليشمل مناطق الزراعات الأساسية في المحافظة، وبتقييم الوضع الراهن بمعزل عن التقسيم الإداري السابق، وشمل المشروع ثلاث مناطق رئيسية هي: منطقة "شهبا"، ومنطقة "السويداء"، ومنطقة "صلخد"، حيث تشمل خطة العمل ثلاث مراحل أساسية الأولى منها العمل الحقلي حيث يقوم فريق من الباحثين بأخذ العينات الترابية وتسجيل الإحداثيات لكل موقع من المواقع المأخوذ منها، مع تسجيل وافٍ لأهم الملاحظات الحقلية الخاصة بتوصيف الموقع من رصد للمشاكل وخاصة مصادر التلوث، والاستخدام الزراعي، واستقبال العينات في المختبر وتحضيرها والبدء بالتحاليل المقررة ضمن هذا المشروع التي يقوم بها فريق مختص من المهندسين والمحللين المخبريين، حيث يتم تقدير الصفات المدروسة باستخدام طرق معتمدة ومناسبة لمنطقة الدراسة وخصوصيتها، بحيث ستخضع كل عينة ترابية إلى حوالي عشرين تحليلاً أي ما يزيد على 6640 نتيجة مخبرية، أما المرحلة الثالثة فيقوم فيها فريق من المهندسين المختصين بالعمل على برنامج GIS بالعمل على البيانات والنتائج المتحصل عليها من فريق العمل المخبري مع خرائط حديثة وعالية الدقة لمنطقة الدراسة، ثم إنتاجها بالشكل المطلوب لكل صفة مدروسة، ثم العمل على الربط والاستنتاج والتوصيات التي من شأنها حفظ وإثراء خصوبة التربة، والوصول إلى استدامة العمل الزراعي والنهوض بمستواه في المحافظة».

وتابع المهندس "طلعت عامر" بالقول: «انطلقت المرحلة الأولى من المشروع في تاريخ الثالث عشر من شهر حزيران عام 2019 والتي انتهت جولاتها الحقلية في التاسع عشر من شهر كانون الأول من العام نفسه، بعد تغطية شاملة لمنطقة "شهبا" التي تمثل أهم سلات المحافظة الغذائية، حيث تزرع المحاصيل بشكل أساسي إلى جانب مساحة مزروعة بالأشجار المثمرة، كما شملت هذه المرحلة اثنا عشر جولة حقلية جُمع خلالها 332 عينة ترابية، مع توصيف كامل لمنطقة البحث وتسجيل لكل الملاحظات الحقلية ذات الصلة بالعمل، ورصد لأهم بؤر التلوث ومصادرها ومساحة انتشارها، وقد تزامن العمل الحقلي مع العمل المخبري بحيث يتم استقبال العينات الحقلية وتجفيفها وتحضيرها للتحليل المخبري الذي شمل أهم الصفات الخصوبية للتربة بدءاً من قوامها إلى محتواها من مختلف العناصر المغذية المحددة لخصوبتها؛ وحتى احتمال وصول بعض الملوثات إليها وخاصة العناصر الثقيلة، كما تزامن العملين الحقلي والمخبري بالبدء في عملية أتمتة نتائج التحليل المخبري وإدخال البيانات والخرائط الأساسية لمنطقة الدراسة والعمل عليها بغية إخراج نتائج هذا العمل على هيئة خرائط خصوبية لونية، والربط فيما بينها».

م. طلعت عامر والكادر العلمي

واوضح الباحث الدكتور "منيف أبو حسون" المشارك في البحث العلمي ضمن المشروع قائلاً: «لعل أتمتة هذه النتائج ضمن قاعدة بيانات تعتبر الأولى من نوعها في القطر، فهي تساعد في حفظ النتائج بطريقة سهلة، وتمكن الباحثين في هذا المجال من الوصول إليها مستقبلاً، والاستعلام عن أي منطقة مشمولة بالدراسة بكل سهولة وبزمن قصير جداً.

ويمكن لهذه القاعدة الاعتماد عليها والانطلاق منها لمقارنة التغيرات التالية التي قد تطرأ على منطقة الدراسة، بحيث يتم الوقوف على أهم مسببات هذه التغيرات ومعالجة المشاكل إن طرأت قبل تفاقمها، يتم العمل على تحديث قاعدة هذه البيانات بصورة دورية وبفواصل زمنية تتناسب مع التغيير المحتمل في الصفات المقدرة».