استطاع الباحث الدكتور "وسيم محسن" إدخال تقانة زراعة الأنسجة لتطوير المنهج العلمي بقطاع الزراعة وأهداف التربية والتحسين بالإنتاج والإنتاجية بتوفير مستلزمات الأمن الغذائي في الحقول والحيازات الزراعية المتنوعة.

حول زراعة الأنسجة وطبيعتها ونتائجها مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 6 آذار 2020 التقت الباحث الدكتور "وسيم محسن" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية في "السويداء" وبيّن قائلاً: «تعدُّ زراعة الأنسجة واحدة من مهارات العمل العلمي والبحثي القائمة على التجربة التطبيقية، وهي تتضمن معلومات عن مهارات العمل الممكنة كالقيام بالعديد من الأعمال بمجال زراعة الأنسجة النباتية والتي تهدف بالنهاية إلى إيجاد طرائق لإكثار النباتات الهامة والاقتصادية صعبة الإكثار بواسطة زراعة الأنسجة النباتية واستخدام التقانات الحديثة من أجل أهداف التربية والتحسين النباتي وقد عملنا على أهم هذه الأعمال من خلال القيام بتجارب حول الانتخاب الخلوي بهدف تحسين التحمل للإجهاد (الملوحة والجفاف)، واستنباط طرز للمادة النباتية أفضل من النباتات الأم من ناحية قدرتها على تحمل الإجهادات اللاحيوية ومقاومتها للإجهادات الحيوية من خلال عدة تقانات ومنها استخدام تقانة زراعة الأجنة الناضجة للقمح، والعمل بتقنية زراعة المآبر وإنتاج نباتات أحادية الصيغة الصبغية بهدف التحسين النباتي والتربية لنبات القمح، وتقصير برامج التربية للمحاصيل من فترة تستغرق اثنا عشر عاماً واختصارها إلى ثلاث سنوات، وكان لاستخدام تقانة المعلقات الخلوية للحصول على طرز جديدة للمادة النباتية قيمة مضافة ضمن برامج التربية وزيادة قدرة الخلايا على تحمل العوامل المجهدة، إضافة لتطبيق المطفرات الفيزيائية أو الكيميائية بالعمل على تقانة زراعة الأنسجة النباتية لأغراض التربية والتحسين الوراثي، وكان الهدف من العمل الحصول على نباتات خالية من الفيروسات مثل الكرمة والبطاطا والثوم، وبالتالي زيادة الإنتاج كماً ونوعاً، مع إيجاد طرائق إنتاج جديدة وغير مألوفة بالزراعة الكلاسيكية وذات ريعية اقتصادية عالية وذلك باستخدام تقانة زراعة الأنسجة النباتية مثل إنتاج بصيلات الثوم، درينات البطاطا، الزعفران مخبرياً، وكذلك إكثار بعض النباتات الطبية ذات الاستعمال الصيدلاني والدوائي مثل (الستيفيا، الزعفران والعناب) ونشرها ضمن برنامج الزراعة البديلة، والأهم هو العمل على إنقاذ وإعادة النباتات المهددة بالانقراض إلى بيئاتها الطبيعية بأعداد كبيرة وبزمن قصير مثل (السماق والبطم) وغيرها، مع القيام بإكثار العديد من النباتات مخبرياً وإنتاج نباتات مقساة وزراعتها بالحقل والبيت الزجاجي ومنها نباتات (الكرمة والتفاح والبطاطا) وغيرها».

لقد كان هدفنا مع الدكتور "وسيم محسن" نقل نتائج البحث العلمي الخاص بزراعة الأنسجة النباتية وما تم التوصل إليه من نتائج مميزة في بناء علاقة بين العمل المخبري ونقل تلك النتائج لتصبح نموذجاً عملياً نشاهد منتوجها ومساهمتها الاقتصادية في الحقول، والاستفادة منها بتحقيق الأمن الغذائي، وبالتالي نستطيع القول إنّ إدخال هذه التقانة المميزة ذات القيمة العلمية هدفه زيادة في الإنتاج بأقل التكاليف

وتابع د. "وسيم محسن" بالقول: «لقد استطعنا التوصل من خلال التجارب إلى الإكثار الخضري الدقيق لأصناف (العنب الأحمر الدوماني)، بطريقة زراعة الأنسجة، ولأن الطبيعة البيئية في "جبل العرب" تمتاز بالبرد الشديد شتاءً، ورطوبة عالية، الأمر الذي ساعدنا على نجاح التجربة بمدة زمنية قصيرة، بحيث كانت الطرائق الكافية لحفظ هذا الصنف مدداً تجاوزت العامين، والأهم أن أقلمة هذا الصنف كانت بنسبة تتجاوز 80%، ولهذا كان لا بدّ من اعتماد طريقة الإكثار الخضري الذي قمنا به مخبرياً، والجدير بالذكر أنّ تلك النباتات متجانسة وثابتة وراثياً تحمل مواصفات اقتصادية مهمة، وهي نباتات سليمة ومطابقة للنبات الأم، مع إنشاء مجمعات وراثية لهذا الصنف وتعميمها على المحافظات السورية التي تنتشر بها زراعة العنب، وما تمّ فعلياً هو حفظ الأصل ضمن بنك وراثي والتوسع بإجراء بحوث عن حفظه من خلال الطرائق الأخرى مثل التبريد والآزوت السائل الذي يحتاج إلى درجات حرارة عالية تحت الصفر».

الباحث الدكتور بسام العطا الله

الدكتور "بسام العطا لله" الباحث في مركز البحوث العلمية الزراعية في "السويداء" أوضح قائلاً: «لقد كان هدفنا مع الدكتور "وسيم محسن" نقل نتائج البحث العلمي الخاص بزراعة الأنسجة النباتية وما تم التوصل إليه من نتائج مميزة في بناء علاقة بين العمل المخبري ونقل تلك النتائج لتصبح نموذجاً عملياً نشاهد منتوجها ومساهمتها الاقتصادية في الحقول، والاستفادة منها بتحقيق الأمن الغذائي، وبالتالي نستطيع القول إنّ إدخال هذه التقانة المميزة ذات القيمة العلمية هدفه زيادة في الإنتاج بأقل التكاليف».

د. وسيم محسن داخل المخبر
العمل في الحقول