كما تعلّم طلابُها حروف اللغة الإنكليزية، تعلمت حياكة الدمى الملونة التي تعتبرها "غادة حرب" تجربةً لإنتاج الأفضل والأجمل، حيث أسست لعملٍ يدويٍّ متناغم وجميلٍ قابل للاستمرار سنوات وسنوات.

لا تعتني كثيراً بالمبيع قدر اعتنائها بجودة الدمية وجمالها، من اللون والقطبة والشكل الأكثر تعبيراً، كما تحدثت "غادة شكيب حرب" لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 4 آذار 2020 وتقول: «في تجربة لأشغل الوقت بما هو مفيد، حاولت تعلم الحياكة، فأنا معلمة للغة الإنكليزية، أتابع العمل التدريسي يومياً، وقد بدأت بالحياكة في البحث عن عمل يدوي يشغل وقتي خاصة أنني أعشق العمل اليدوي، ومارسته في سنوات سابقة من خلال أعمال خشبية متنوعة، ومع حياكة الصوف بدأت عملاً مختلفاً فيه الكثير من المتعة والتفكير والقياس للوصول لنتائج جميلة أشعر أنها متفردة من حيث الدقة والجمال.

"غادة" فتاة سورية عضوة في مجموعتنا، تصنع ألعاب كروشيه جميلة للغاية، كنت قد دربتها على هذا الفن في البداية. وأشعر أنها قد تفوقت على معلمتها، وهذا الشيء أسعدني للغاية، كما أنها تحضّر لبيع منتجها الخاص على متجر"etsy"، وأنصح جميع المهتمين في هذا المجال بمتابعة عملها، فلديها أفكار رائعة وألعابها جميلة. أتمنى أن يكون لديها فرصةٌ لتعليم غيرها هذا الفن الجميل بتجسيد الوجه والجسم والشعر وتصميم الدمى، أدعو الجميع للتواصل معها والاستفادة من عملها والتعريف به على نطاق واسع، هذا الفن يعني الكثير، فهو ثمرة جهد وتعب وتركيز، ففي كل دمية قصة وحكاية، وأتصور أنّها قادرة على إضافة الكثير من هذه القصص

ففي البداية اشتغلت على تعلم الحياكة العادية كيف أنجز من سنارتين أو سنارة واحدة قطعة صوفية، وبوجود شبكة الإنترنت أخذت بتعلم حياكة غير منتشرة في منطقتنا تسمى "الأمغرومي"، وهي نوع من حياكة الكروشيه، وهنا أيضاً استفدت من اللغة الإنكليزية التي أتحدثها بطلاقة كوني متخصصة، لأتابع صفحات تخصصت بهذا النمط من الحياكة الذي يعني حياكة الدمى، وليست دمى عادية هي نوع من الدمى الصوفية محاكة بخيوط صوفية من أنواع مختلفة ومحشية، مع الاعتناء باللون والشكل لتكون الدمية جميلة ومحببة».

من ألعاب غادة حرب الصوفية

وتضيف: «في متابعة هذه الصفحات متعة وتحفيز، ولإتقان العمل لا بدّ من الصبر لتنفيذ جيد، لأني رغبت أن أصنع دماي الخاصة، بقصد الخروج من فكرة التقليد، وكانت البداية عندما اختبرت التجربة بصناعة دمية على شكل دب، ولا أنكر أنها كانت مضحكة، ولم أنزعج منها لأنني عدت وكررت التجربة بدمية جديدة،

الجميل في هذه الحياكة والمرهق أيضاً أننا نصمم لعبة لا يزيد طولها في الغالب على خمسة عشر أو عشرين سنتيمتراً، أو أقل من ذلك بكثير، حيث نحاول في هذه السنتيمترات أن نقدم مقداراً مبهجاً للعين، وتصاميم مريحة يمكن أن تكون زينة لسرير الطفل الصغير، أو الكبير المهتم، أو لعبة، لذا كنت حريصة على تعلم التفاصيل من الفن الروسي، وكيف يتم تصميم الوجه والعينين، وعدم استخدام اللاصق أو القطع البلاستيكية أو المعدنية، وكل ألعابي أخيطها بشكل كامل من الداخل والخارج حتى تكون معبرة.

غادة حرب مع ضحى عبيد

في تجربتي الثانية والثالثة وجدت فارقاً كبيراً بين البداية، وكل دمية جديدة لأنتج منذ ثلاث سنوات إلى الآن عدداً كبيراً من الدمى لم أكرر واحدة منها، أصممُ ألعاباً على شكل فتيات وأطفال وشخصيات كرتونية، وحيوانات صغيرة مثل الأرنب الدمية المحببة لي، وأطلق عليها أسماء مختلفة، وقد باشرت العرض والبيع منها، ولاحظت أنها مرغوبة، وكثر أخذوا يطلبونها.

ومؤخراً بدأت بأفكار جديدة منها: تجسيد الفنانات العالميات بألعاب تحمل التفاصيل، ليكون لشكل الجسم والرجلين تصميمٌ دقيقٌ ويتم حشوها بالديكرون، وأحياناً أضيف المعدن على شكل هيكل للعبة من الداخل ليكون الشكل متناسقاً على الرغم من كونها طريقة صعبة لكنني أستمتع بها بشكل كبير.

من دماها أيضاً

باشرت بتدريب ومساعدة فتيات مهتمات بالعمل لإتقان حياكة الدمى والمساعدة، لنتمكن من تطوير هذه الحرفة التي أعمل على نشرها من خلال ورشتي الخاصة في منزلي، وحدثت وسائل العمل اليدوية التي أحرص على اصطحابها معي عند العودة من السفر لدولة "الإمارات" العربية، لأحصل على أنواع مميزة من الخيوط الصوفية وألوان وأنواع غالية الثمن، لكنها ذات جودة عالية».

من "صربيا" كتبت "Marijana Mikic"، وهي إحدى مصممات "الأمغرومي"، وقالت: «"غادة" فتاة سورية عضوة في مجموعتنا، تصنع ألعاب كروشيه جميلة للغاية، كنت قد دربتها على هذا الفن في البداية. وأشعر أنها قد تفوقت على معلمتها، وهذا الشيء أسعدني للغاية، كما أنها تحضّر لبيع منتجها الخاص على متجر"etsy"، وأنصح جميع المهتمين في هذا المجال بمتابعة عملها، فلديها أفكار رائعة وألعابها جميلة.

أتمنى أن يكون لديها فرصةٌ لتعليم غيرها هذا الفن الجميل بتجسيد الوجه والجسم والشعر وتصميم الدمى، أدعو الجميع للتواصل معها والاستفادة من عملها والتعريف به على نطاق واسع، هذا الفن يعني الكثير، فهو ثمرة جهد وتعب وتركيز، ففي كل دمية قصة وحكاية، وأتصور أنّها قادرة على إضافة الكثير من هذه القصص».

"ضحى عبيد" مديرة صالة "أنتيكا وأنا"، وجدت في دمى "غادة" عملاً متقناً وحياكةً راقيةً، وقالت: «تعرفت عليها بالصدفة، وقد زودتني بعدة أعمال لأعرضها في صالتي مع تنوع كبير من الأعمال اليدوية، وقد تفحصت الأعمال فوجدتها مميزة، كونها تعتني بالتخليص النظيف، فلا خيوط أو إضافات ملصقة، والقياسات الصغيرة تعدُّ تحفةً فنيةً متكاملةً والدمى معبرة ولاقت استحسان الزبائن والمهتمين بالعمل اليدوي. لاحظت أنّ كلّ من زار الصالة سأل عن الدمى وتوقعوا أنّي استقدمتها من الخارج، هذه الدمى مطلوبة، وهناك تنوع وابتكار واضح كونها تجسد نوعية نادرة من الدمى الصغيرة التي تحتاج لوقت طويل للإنجاز، هي فنانة راقية وأتوقع أنّ لديها فرصةً لتطوير ورشتها المنزلية كونها تتواصل مع ثقافات وخبراء متخصصين أثنوا على عملها وتميزها رغم ضيق وقتها كمعلمة».

ما يجدر ذكره أنّ "غادة حرب" من مواليد قرية "المجيمر" عام 1982، خريجة جامعة "دمشق" كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية.