استطاعَ "زياد الشومري" أن يحولَ عناقيدَ العنب السوداء من حرفةٍ يدويّةٍ كانت تُصنع بشكل بدائي لأجل المتعة والعلاج، إلى صناعة مهمة تغزو الأسواق المحلية بقوة، وتؤمّن فرص عمل لأكثر من ثلاثين عاملاً بمواصفات عالية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 11 تشرين الثاني 2019 التقت الحرفي "زياد الشومري" ليحدثنا عن بدايات هذه الصناعة فيقول: «بدأ الأمرُ صدفةً أثناء عملي كشرطي في إحدى المحافظات السورية، والتقيت بشخص يتاجر بمادة النبيذ، وبعد أن عرف أنني من قرية يعمل معظم أهلها بالزراعة بشكل عام، وزراعة العنب بشكل خاص طلب مني تأمين بضع ليترات لمقصفه الصغير، الذي يأتي إليه زوّار من مختلف محافظات القطر، وفعلاً تمّ ذلك بالتعاون مع والدي الذي كان ينتج هذه المادة بشكل بسيط من إنتاج كرمنا الصغير في تلك الأيام، وكانت بداية مشجعة عندما أثنى على المنتج العديد من الأشخاص الذين تذوقوا النبيذ، وأصبح يطلب بشكل خاص.

يمتاز النبيذ الذي ينتجه "زياد الشومري" عن بقية الماركات الموجودة بالسوق هذه الأيام بمذاق سلس مميز، ويطلبه الزبون بشكل خاص، وسعره مقبول ومنافس لبقية الأصناف

قررت في العام التالي زيادة الكميات التي أنتجها لتصبح أضعاف الكمية التي ننتجها عادةً وأيضاً لاقت رواجاً وإقبالاً لم أكن اتوقعه، حتى إنّني اضطررت لأن أستعين بالأصدقاء من قريتنا لمساعدتي في تلبية احتياجات الزبائن والتجار.

خزانات بلاستيكية للنخزين

في الموسم الذي يليه جهزت الخزانات الكبيرة، وتعاقدت مع عدد من المزارعين المنتجين للعنب الأسود، والمادة الرئيسية والوحيدة في صناعتنا».

وعن مراحل صناعة النبيذ يقول "الشومري": «تبدأ العملية بتنشيف العنب الأسود عدة أيام عن طريق تعريضه لأشعة الشمس، ثم نقوم بوضعه في خزانات كبيرة من أجل عملية التخمير التي تستمر مدة عشرين يوماً تقريباً لإنتاج النبيذ المز، وعشرة أيام لإنتاج النبيذ الحلو، وهو مرغوب بشكل كبير نظراً لمذاقه السلس والحلو، وبعد عملية التخمير نقوم بالعصر عن طريق ماكينات خاصة للعصر، وهي العملية الأصعب في مراحل الإنتاج والتي كانت عبئاً علينا قبل استخدام الآلات، أما الآن فأصبح الأمر ميسراً وأكثر إنتاجية، وبعدها نضع العصير في خزانات خاصة من أجل التصفية، وعلى عدة مراحل حتى تتم عملية التعبئة في مكان خاص، وبزجاجات خاصة لمنتجاتنا».

التعبئة اليدوية

ويتحدث "الشومري" عن المرحلة التي وصل إليها في العمل فيقول: «لقد وصل مستوى الإنتاج في ورشتنا إلى مستويات عالية تضاهي كمية الإنتاج في معمل التقطير التابع للقطاع العام، وبجودة عالية من حيث نسبة الكحول الموجودة، ونسبة السكريات والخمائر، والتي أحرص على تحليلها بشكل دوري ودقيق في مخابر مديرية التموين، كما إنني فتحت فرصاً للعمل لأكثر من ثلاثين شخصاً ليستفيد من العمل والتجارة في موادنا التي أصبحت اسماً مهماً في السوق المحلية».

"طارق الشومري" موزع وتاجر مواد غذائية يقول: «إن النبيذ الذي يصنعه "زياد الشومري" مطلوب في أغلب محافظات القطر، ويزيد الطلب عليه في أيام الأعياد، وفي فصل الشتاء، ونلاحظ أن أكثر المحافظات طلباً للمنتج هي "اللاذقية"، "طرطوس"، "حمص"، و"دمشق"، إضافةً إلى محافظة "السويداء"».

المنتج جاهز

"مهند الشعار" أحد أصحاب المطاعم في "السويداء" قال: «يمتاز النبيذ الذي ينتجه "زياد الشومري" عن بقية الماركات الموجودة بالسوق هذه الأيام بمذاق سلس مميز، ويطلبه الزبون بشكل خاص، وسعره مقبول ومنافس لبقية الأصناف».

يذكر أنّ "زياد الشومري" تولد 1962 وهو من قرية "حبران" الشهيرة بكرومها الخيرة وأراضيها الخصبة.