استطاع "سمير أبو جابر" المهندس المساعد في مؤسسة المياه في "السويداء" اختراع جهاز يعمل على عدالة توزيع المياه إلى الأحياء والمنازل على الرغم من صعوبة العمل.

حول المبررات ومسببات الاختراع، مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 29 نيسان 2019، التقت "سمير أبو جابر"، فبيّن قائلاً: «مذ تخرجت في المعهد الفني وأنا أطمح إلى عمل فيه خدمة للمجتمع، خاصة أن الإبداعات لا تلقى القبول عند العديد من الناس، لكن شغفي في العمل جعلني أقوم باختراع "الناقصة الأوتوماتيكية" بهدف العدالة في توزيع المياه؛ إذ تعدّ مياه الشرب الحاجة الضرورية المهمة للإنسان، وهي الثروة الوطنية الكبيرة التي يجب أن نحسن استغلالها ونحافظ عليها ونمنع هدرها؛ فبدراسة الواقع الحالي لتأمين المياه للمشتركين الذين يسكنون في الأماكن المرتفعة في المناطق الجبلية مثلاً، أو عند أطراف أو نهايات الشبكات تزداد الحاجة إلى زياده كميات الضخ اليومية أو الحصول على مصادر جديدة، كحفر مزيد من الآبار التي لها مردود سيئ على التربة والبيئة، وليس لأن الكميات قليلة أو غير كافية تم الاختراع، بل على العكس لأن معظم المناطق تستهلك أكثر من حاجاتها بفعل الهدر والإسراف الكبيرين من قبل الذين يصل إليهم ضاغط ممتاز عند بداية الخطوط الرئيسة وقرب المحطات أو المناطق المنخفضة، كما أن استعمال المضخات المنزلية لسحب المياه من الشبكة أيضاً عند الذين يصل إليهم ضاغط متوسط أو ضعيف؛ كل ذلك أدى إلى وجود أزمة حقيقية؛ وهو ما يتطلب زيادة في كميات الضخ أو الاضطرار إلى تقسيم المدينة أو القرية إلى أحياء تتغذى دورياً على مدار الأسبوع، علماً أن الكمية اليومية التي يتم ضخها كافية لكامل عدد مشتركي المدينة أو القرية، وحتى بالتقسيم يبقى هناك عدم تكافؤ بالتوزيع، إذاً لا بد من وجود حل نهائي لترشيد استهلاك مياه الشرب، وتوفير المخزون والطاقة مع ضمان وصول المياه إلى أبعد وأعلى مشترك على الشبكة، فكان العمل بإنجاز "الناقصة الأوتوماتيكية" التي إذا ما تم تركيبها على التسلسل مع العداد بشكل أفقي أو عمودي تمرر بحدود 0,5 متر مكعب يومياً مهما كان الضغط في الشبكة، حيث لا يمكن العبث بها أو تخريبها».

عملت للتوصل إلى التوزيع بعدالة كاملة مهما كان موقع المشترك في أول أو آخر الشبكة، حيث يصبح الضخ على كافة المحاور من دون الحاجة إلى تقسيم الشبكات في المدينة أو القرية، والترشيد الحقيقي والتوفير الكبير لمنع الهدر، والمحافظة على هذه الثروة، وعليه لا يمكن استعمال محركات الضخ المنزلية بعد تركيبها؛ لأنها تغلق نفسها تلقائياً، مع الحد من حفر الآبار التي تؤثر سلباً في التربة نتيجة هذا التوفير، والحصول على شبكات مملوءة دائماً وسرعات تدفق منخفضة في خطوط الجر، مع إمكانية صناعة الجهاز بسعر معقول، والأهم أنه يمكن ربطها على التفرع مع العداد في بعض الأماكن الخاصة، مثل الأفران والمطاعم وبعض المنشآت مع سكر ثنائي، حيث يمكن الاستهلاك عن طريق العداد بسعر تجاري تفرضه المؤسسة، أو عن طريق النقاصة بالسعر العادي

وتابع "سمير أبو جابر" عن الجدوى الاقتصادية التي تكمن في عمله، قائلاً: «عملت للتوصل إلى التوزيع بعدالة كاملة مهما كان موقع المشترك في أول أو آخر الشبكة، حيث يصبح الضخ على كافة المحاور من دون الحاجة إلى تقسيم الشبكات في المدينة أو القرية، والترشيد الحقيقي والتوفير الكبير لمنع الهدر، والمحافظة على هذه الثروة، وعليه لا يمكن استعمال محركات الضخ المنزلية بعد تركيبها؛ لأنها تغلق نفسها تلقائياً، مع الحد من حفر الآبار التي تؤثر سلباً في التربة نتيجة هذا التوفير، والحصول على شبكات مملوءة دائماً وسرعات تدفق منخفضة في خطوط الجر، مع إمكانية صناعة الجهاز بسعر معقول، والأهم أنه يمكن ربطها على التفرع مع العداد في بعض الأماكن الخاصة، مثل الأفران والمطاعم وبعض المنشآت مع سكر ثنائي، حيث يمكن الاستهلاك عن طريق العداد بسعر تجاري تفرضه المؤسسة، أو عن طريق النقاصة بالسعر العادي».

المهندس أمين غزالي

المهندس "أمين غزالي" رئيس دائرة الآليات في المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في "السويداء"، أوضح قائلاً: «يعدّ الإنجاز الذي قدمه الفني المتميز "سمير أبو جابر" عاملاً مهماً في ترشيد ومنع هدر المياه الفائضة عن الاحتياجات؛ إذ إننا نستجر مياه تزيد على الاحتياجات المقررة بكميات كبيرة، ولأن كمية الهدر كبيرة؛ فهي تذهب إلى غير مكانها الطبيعي، وهي على حساب المخزون من جهة، والكمية من جهة ثانية، إذ نتيجة الضخ بقوة إلى أماكن تقترب أو تبتعد عن الشبكة، فإن العدالة غير محققة، بينما الإنجاز المقدم عمل على توفير كميات المياه وحقق العدالة، حيث ما يحصله أقرب مشترك من الشبكة يساوي الكمية نفسها لآخر مشترك، ومن جهة ثانية هذا المنجز نال عليه صاحبه براءة اختراع لأهميته العلمية ودقة الدراسة التي توصل إليها، وهو عمل يهدف بالدرجة الأولى إلى توزيع المياه بعدل وترشيدها ومنع الهدر، وهذه خدمة وطنية قياساً مع تكاليف الإنتاج التي تستهلك لتوفير مياه الشرب للمواطنين».

الجدير بالذكر، أن المخترع "سمير أبو جابر" من مواليد "السويداء" عام 1960، حاصل على شهادة معهد متوسط فني.

سمير أبو جابر وبراءة اختراعه
الجهاز المصمم