يرى المهندس "نايف سنيح"، أن خدمات المهندس الزراعي لا تتوقف فقط على تقديم الخبرة، بل من واجبه القيام بتجارب ومبادرات لضمان استثمار أمثل للمنتج الزراعي في كل الفصول.

المهندس الذي أسس منشأة زراعية لتطوير طريقة تصنيع دبس العنب، قدم العديد من المبادرات، بهدف خلق فرص تسويقية للمنتج الزراعي، لضمان مساعدة الفلاح، وتطوير طرائق معالجة العنب والتفاح بوجه خاص، بغية الحصول على عائد اقتصادي جيد.

مبادرة المهندس "نايف السنيح" تستحق الاحترام والتشجيع، لعدة أسباب؛ أهمها عمله بالتصنيع الزراعي، الذي يعطي قيمة مضافة إلى بعض محاصيل المحافظة الزراعية. والسبب الثاني مبادراته بتطوير طرائق التصنيع، حيث يصبح آلياً وصحياً. فكرته بتطوير طريقة تصنيع دبس العنب ودبس التفاح رائدة ومميزة تعطي الدبس الناتج طعماً لذيذاً كالعسل، وكامل القيمة الغذائية لعصير الثمار المصنعة؛ لذا تستحق المنتجات اسم "شهد"؛ لأن طعمها وقوامها يشبه العسل. وبالنسبة لمبادراته السابقة على مستوى النباتات الطبية والتجفيف والتخزين، فقد فتحت آفاقاً جديدة أمام عدد من الفلاحين للتجربة والمعرفة أكثر، لغاية تكثيف العمل لتصنيع يقدم حلول لمشكلات التسويق وصعوباته التي تحتاج إلى حلول سريعة قد يكون لهذه المبادرات أثر في تخفيفها

عن مجموعة مبادراته يحدثنا المهندس"نايف سنيح" في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 كانون الثاني 2019، ويقول: «في محافظة جبلية مثل محافظتنا تمتلك تنوعاً كبيراً من الخضراوات والفواكه، لا بدّ من صناعات متممة لتطوير عملية الاستفادة منها بما يحقق عملية استثمار كاملة، وبالبحث نعرف أن القدماء كانوا أكثر انتباهاً إلى ذلك، ففي هذه المنطقة منذ أقدم العصور ظهرت معاصر النبيذ والدبس وطرائق التجفيف والحفظ، وقد اكتفينا لعقود طويلة بما ورثناه منهم ولم نحاول التطوير، مع أنه من واجبنا كمهندسين زراعيين الاهتمام بهذا المجال، لأن لدينا فرصاً كبيرة للتجربة وتطوير الخبرة وتطبيق تجارب تبعاً لتوافر المنتج.

المهندس نايف السنيح في معرض حمص

وبالنسبة لي ومنذ سنوات حاولت العمل على مستوى حفظ العنب، لكونه من الثمار التي وجد الفلاح القديم طرائق بسيطة وغير معقدة لحفظها على الشجرة بأكياس القماش، ليحافظ عليها بحالة جيدة لمدة ثلاثة أشهر. تجربتي تطورت، لنتمكن من تخزين العنب لمدة ستة أشهر من دون شرائح مخصصة، نطيل فيها المدة؛ وهذه إحدى فرص الاستفادة من العنب لأشهر إضافية، وزيادة فرص التسويق، والحد من نسب الخسارة للمنتج في حال كان التسويق قليلاً في الموسم. هذه التجربة أكررها وحاولت نشرها لتعليم المحيط ممن اهتموا بالفكرة؛ لكونها منتجة ومسوقة».

تأسيس نواة لمنشأة تصنيع الدبس بطرائق حديثة، فكرة أخذت مسارها إلى التطبيق، عنها يقول: «في مراحل سابقة تعودنا إنتاج دبس العنب وفق الطرائق التقليدية التي توارثناها من الأجداد، لكن بمواصلة البحث للحصول على مادة بمواصفات وخواص العنب والتفاح المغذية، توصلت إلى طريقة جديدة تعتمد التبخير والطبخ اللا هوائي، العملية طبقتها لدبس العنب والتفاح، لكون المادتان من المواد المطلوبة التي نعرف جميعاً أهميتها الغذائية، ومساحة انتشارها على مستوى المحافظة وخارجها، وكانت تجربة ناجحة بعد التحليل والدراسة، وهي عبارة عن ضبط الحرارة والطبخ بالاعتماد على حرارة متوازنة والطبخ بطريقة علمية بطيئة.

المهندس فادي الشعار

في العام الفائت كانت التجربة على نطاق ضيق، وهذا العام ضاعفت الكميات، وحاولنا التعريف أكثر بالمادة، إلى جانب تأمين المعدات اللازمة للتطور إلى منشأة، وكانت المرحلة الأولى بتصميم الأجهزة المطلوبة للتبخير، وبتعاون مع متخصصين لتصميم المعدات اللازمة، ومؤقتات الحرارة وطرق مرور العصير.

وهذه الأجهزة مكلفة على قدر فائدتها وأهميتها بالنسبة للمشروع، لكن في حال الاستمرار، سنتوسع لإنتاج كميات أكبر للتحول إلى منشأة وخروج المشروع من إطار التجربة، إلى مشروع قابل للاستمرار؛ خاصة أننا انتقلنا إلى التسويق».

على عتبة التسويق أفكار يطرحها بالقول: «في العام الأول اختبرت كميات محدودة، أما في الموسم الأخير، فقد صنعت 5 أطنان من دبس العنب، وطناً ونصف الطن من دبس التفاح، وكان المنتج بمواصفات عالية ووفق النسب المحددة. وقد باشرنا عملية التسويق التي بدأت بداية جيدة في المحافظة على الرغم من وجود منافسة كبيرة من الدبس المصنع بالطريقة التقليدية. التسويق كان جيداً، لكن المأمول أكبر من ذلك، وكانت خطوتنا الأولى إلى "حمص" عندما تمكنا من مشاركة في معرض نظمته "هيئة المشاريع الزراعية المتوسطة والصغيرة"، وباشرنا إرسال كميات محدودة.

ما نحتاج إليه لانتشار أكثر تضافر جهود جهات زراعية وصناعية لتنظيم معارض دائمة وفرص تسويقية واسعة تقدم حوافز الاستمرار ودعم منتجين جدد، فالتجارب بالمجمل والمبادرات مكلفة وتقف عند حاجز التسويق وصعوباته، ونتمنى التطور أكثر لخلق فرص تسويق خارجية؛ وهذا غير بعيد لأن المنتج مطلوب، لكن فرص التواصل مع الخارج لم تتوفر بعد، وهي مسؤولية الغرف التجارية والزراعية والوزارات المختصة، ونأمل أن تتحقق، وبانتظار ذلك نستمر بتطوير مبادرتنا لتتوسع وتكبر على هيئة معمل صغير، ولدينا أمل كبير بذلك».

المهندس الزراعي "فادي الشعار" من المتخصصين في هذا المجال، ولديه تجارب في مجال الصناعات الغذائية، تحدث عن المبادرات وقال: «مبادرة المهندس "نايف السنيح" تستحق الاحترام والتشجيع، لعدة أسباب؛ أهمها عمله بالتصنيع الزراعي، الذي يعطي قيمة مضافة إلى بعض محاصيل المحافظة الزراعية. والسبب الثاني مبادراته بتطوير طرائق التصنيع، حيث يصبح آلياً وصحياً. فكرته بتطوير طريقة تصنيع دبس العنب ودبس التفاح رائدة ومميزة تعطي الدبس الناتج طعماً لذيذاً كالعسل، وكامل القيمة الغذائية لعصير الثمار المصنعة؛ لذا تستحق المنتجات اسم "شهد"؛ لأن طعمها وقوامها يشبه العسل.

وبالنسبة لمبادراته السابقة على مستوى النباتات الطبية والتجفيف والتخزين، فقد فتحت آفاقاً جديدة أمام عدد من الفلاحين للتجربة والمعرفة أكثر، لغاية تكثيف العمل لتصنيع يقدم حلول لمشكلات التسويق وصعوباته التي تحتاج إلى حلول سريعة قد يكون لهذه المبادرات أثر في تخفيفها».

ما يجدر ذكره، أن المهندس الزراعي "نايف السنيح" متقاعد من مواليد "السويداء" عام 1956، خريج جامعة "دمشق" عام 1981، ويتابع تجاربه في مشروعه الخاص في منطقة "ظهر الجبل".