بين الورق وخامات طبيعية، تُجسّد "وسام كرباج" نوعاً خاصاً من التصنيع اليدوي الجميل، نتاجه دمى ورقية وتشكيلات ناعمة دقيقة تضيء على خبرتها وقدرتها بتقديم عمل فني متكامل وجد طريقه في الأسواق.

عايشت العمل اليدوي بنوع من التخصص، وبحثت في تفاصيله وأتقنته؛ لتؤسس عملها الخاص، الذي أهلّها للمشاركة في معارض عدة، فتحت أمامها فرصة للإنتاج وتجسيد أفكار جديدة في مجال يحتاج إلى جهود كبيرة لامتلاك خاصة التميّز والنجاح.

حقق العمل اليدوي غايتي في التجربة والبحث عن كل ما هو راقٍ أولاً، إلى جانب إمكانية تصنيع أشياء جميلة بما امتلكته من مهارات أو معارف تظهر أهمية ما بين أيدينا من مواد يمكن الاستفادة منها، بداية من القماش الذي صمّمته لألعابي، إلى الصوف وأنواع مختلفة من المواد استهوتني وشغلت تفكيري، لأرسم معها عوالم كانت الأجمل، شغلت الكثير من الوقت ورتبت ما تبعثر من أفكاري ليكون العمل والتصميم محورها. وقد أنجزت الكثير من الأعمال زينت منزلي، اختبرت فيها خامات كثيرة، وشكلت منها قطعاً مميزة، عندما قدمت عبر سنوات خبرتي لطلاب الدورات التي أشارك بتدريبها، ولم أتفاعل مع فكرة العرض إلا مؤخراً بطريقة أعدّها اليوم من الخطوات المهمة التي عرّفت بتجربتي بأسلوب جميل

تقول "وسام كرباج" في حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 تشرين الثاني 2018: «حقق العمل اليدوي غايتي في التجربة والبحث عن كل ما هو راقٍ أولاً، إلى جانب إمكانية تصنيع أشياء جميلة بما امتلكته من مهارات أو معارف تظهر أهمية ما بين أيدينا من مواد يمكن الاستفادة منها، بداية من القماش الذي صمّمته لألعابي، إلى الصوف وأنواع مختلفة من المواد استهوتني وشغلت تفكيري، لأرسم معها عوالم كانت الأجمل، شغلت الكثير من الوقت ورتبت ما تبعثر من أفكاري ليكون العمل والتصميم محورها.

وسام ونغم في تكريم معرض دمشق الدولي

وقد أنجزت الكثير من الأعمال زينت منزلي، اختبرت فيها خامات كثيرة، وشكلت منها قطعاً مميزة، عندما قدمت عبر سنوات خبرتي لطلاب الدورات التي أشارك بتدريبها، ولم أتفاعل مع فكرة العرض إلا مؤخراً بطريقة أعدّها اليوم من الخطوات المهمة التي عرّفت بتجربتي بأسلوب جميل».

على الورق رسمت ولوّنت، لكن الأجمل أنها شكلت تصاميم ناعمة تحكي عنها، وتقول: «لأن توجهي إلى العمل اليدوي ليس جديداً، وهو هواية محببة، فإن كل مادة أو قطعة من توالف البيئة توحي لي بعمل فني، وبمعنى آخر إن ما يتلف عند غيري له ولادة جديدة بين يدي، لذلك فإننا نجد الخامات كثيرة، ويكفي أن نجول النظر حولنا ليطالعنا منها الكثير القابل للتدوير، وإعادة التشكيل وفق ذوقنا واحتياجاتنا الفنية أو الحياتية.

من أعمالها الورقية

فخلال المرحلة الماضية لفتني الورق ومعالجته بمواد مختلفة وأساليب متنوعة، قد يكون العجن أو اللفّ أو الطيّ؛ كلها أساليب ممهدة لمصلحة الذوق الفني وانتقاء التصاميم، ووجدت أمامي فرصاً جميلة لأجسد جميلات كنّ في خيالي دمى لسيدات راقيات أو عاملات، وأيضاً تكوينات لرجال ونساء لأرسم صوراً إنسانية أجسّدها بالشكل الصغير القادر على نقل الرسائل والأفكار، التي تجول في الخيال بلا حواجز، وطافت بي إلى عوالم وجدتها بين يدي أجمل من الخيال.

وعليه، فإن الطريقة التي اشتغلت فيها نتيجة بحث عن طرائق استخدام المواد بمجالات متعددة، وسؤال أصحاب الخبرة عن تقنيات معينة، وبعدها ترتيب معلوماتي وخبراتي وتوظيفها بالعمل الذي يحمل لمساتي الخاصة، وليس مصادفة أن تحاكي التصاميم تناغم الإنسان مع الطبيعة عن طريق العمل والمساعدة بالأعمال اليومية، وحالات التعاون والمشاركة وصور حاولت تقريبها قدر الإمكان إلى حالتنا البصرية والتذكير بها».

دمياتها الأنيقة

لأرقام الربح والخسارة أثر، لكن الأثر الأعمق ذاك الذي انطبع على حياتها، وتضيف: «بعد اتخاذ خطوة العرض والتعريف بالعمل، رغبت بتطوير التسويق، وخططت لذلك ضمن السبل الممكنة لأوسّع مشاركاتي للتعريف أكثر بالعمل الذي قدم لي الكثير، وأدخلني في مشاريع جديدة استثمرت أفكاراً ومعارف جمعتها، وحاولت قدر الإمكان تضمينها في العمل، بطريقة ساعدتني على طبع مزايا شخصية على العمل، فمن مشاركتي الأولى بمعرض "دمشق" الدولي هذا العام، وصلت أشغالي إلى أكبر شريحة من الناس، وحصلت على شهادة حرفية فيه؛ وهو ما عزّز ثقتي بالعمل الذي أقوم به، وقدرتي على تقديم ماده يدوية بتقانة الأعمال المستوردة، وقد حققت ربحاً مادياً، لكن الربح المعنوي أغناني أكثر.

حالياً أتابع عرض أعمالي، إما عن طريق معارض أو تواصل مع تجار على الطلب، لأسوق تصاميم قريبة لي كلها جالت بفكري قبل أن تتجسد بين يدي حقيقة، وأضع خططاً لتصاميم جديدة تضاف إلى الورق وأساليب التزيين المختلفة التي لا يمكن أن تقف عن حدّ مادام الفكر قادراً على اقتناص الأجمل وتجسيده بالعمل اليدوي».

مصمّمة ومصنعة الشموع "نغم أبو أحمد" تابعت عملها، وأثنت على الملامح الإنسانية لمجسّماتها الورقية، وقالت: «لاحظت إقبال الزوار على معروضات "وسام" التي كانت مشرقة ولافتة للانتباه، ليس فقط لجمال الألوان، بل لشكل المجسم الذي اجتمعت فيه مواصفات الذوق والأناقة، والأهم مضمون الفكرة الإنسانية التي حاولت "وسام" طبعها على التشكيل ليعكس تفاصيل إنسانية راقية، أولها الثنائيات والتشارك، وحالة التعاون ضمن إيحاءات فنية واضحة. وقد نفّذت المجسّمات بحرفية عالية، لتحمل رسالة قريبة إلى عين المتلقي وروحه، وبالنتيجة نحن أمام حالة فنية متطورة أكثر من الحالة الجمالية التي ترضي الحالة البصرية.

فالعمل اليدوي القادر على تقديم ملامح إنسانية بمخاطبة تعبيرية رقيقة؛ أتصوّر أنه المفضل والقادر على الوصول إلى الجمهور، خاصة في هذه المرحلة التي يتقدم فيها العمل اليدوي على كثير من الأعمال الفنية التي تقدم أشكالاً مصنوعة بطرائق مختلفة، ومن خلال هذه التجربة أتصوّر أن العمل اليدوي قادر على إثبات حضوره والوصول إلى أسواق محددة ومتسوقين لديهم اهتمامات كبيرة به».

ما يجدر ذكره، أن "وسام كرباج" من مواليد "السويداء" عام 1976، خريجة معهد الفنون النسوية، شاركت بعدد من المعارض وعرفت بإنتاجاتها المتنوعة من عدة خامات؛ أهمّها الورق.