توليد الكهرباء تجربة توقد الشعلة لمشاريع أكبر على مستوى استثمار الطاقات البديلة نفّذها "سامر علوان"؛ تجسّدت بمحطة جاورت قرية "نجران" غرب "السويداء"، ودعمت شبكتها الكهربائية.

كان حلمه غرس بذرة لهذه المشاريع لتكون لدينا فرصة للاستفادة من طاقة لا تنضب من أشعة الشمس والهواء. للتعريف بهذه الفكرة، وكيف جسّد المشروع، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 كانون الثاني 2017، "سامر علوان" الحاصل على براءة اختراع في مجال تغيير المناخ، نفّذ مع فريقه محطة "نجران" الأولى في "سورية" كبداية لتحقيق حلم نشر مشاريع أخرى تحقق فائدة مستدامة من الطاقة البديلة، وقال: «عملت في مجالات متعددة بعد الحصول على شهادتين جامعيتين في مجال الاقتصاد والحقوق، وكانت علوم الطاقة ومواردها وتقنياتها عالماً رحباً بحثت فيه واكتسبت من معارفه ما ساعدني على امتلاك خبرة لدخول هذا المجال، ولي تجربة سابقة أسّست فيها لمزرعة الديك الرومي، حيث واجهتنا مشكلة في المحافظة على درجات حرارة ثابتة، وكان البحث عن حلّ هو الدافع للاختراع في مجال تغيير المناخ؛ نلت عليه براءة اختراع.

هذه المشاريع لها مثيل في عدة دول، لكنها الأولى في "سورية"، وهي خطوة نعوّل عليها، وقد كنا متابعين للجهود الكبيرة التي بذلها "سامر علوان" لتنفيذ المحطة وفق الشروط العالمية وفي هذه المرحلة، ونعرف حق المعرفة أن حاجة المحافظة أكبر بكثير ممّا تقدمه هذه المحطة، لكن المأمول أن يكون المشروع بداية لمشاريع أكبر. ومن وجهة نظرنا، فإن توافر الخبرة العلمية التي نفّذت العمل على أرض الواقع رافعة جيدة يبنى عليها، وقد لاحظنا جودة التنفيذ، وأهمية ما نفّذ تبعاً لحجم الحاجة إلى هذه الأفكار في هذه المرحلة التي تظهر فيها عراقيل كثيرة على مستوى المحافظة في استمرار التيار الكهربائي، والمحاولات المتكررة من قبل الوزارة للحدّ من ساعات التقنين المفروضة بفعل الظروف الحالية

وبعد الاغتراب لفترة، عدت وأسّست شركة بالتعاون مع مجموعة شركاء، وتمكّنت من تطبيق أفكار في مجال استخدام العنفات الهوائية واللوحات الكهروضوئية على المستوى المحلي؛ إذ نفّذنا مشاريع صغيرة تنتج ما بين 1000 و2000 و5000 واط، وكان الأهم منها مشروع لمدّ مطرانية "السويداء" بكهرباء 3 فاز، وهذه كانت خطوات هيّأت لي فرصة التفكير بمشروع أكبر».

سامر علوان

وبقيت الحاجة إلى دعم مستثمر يقتنع بالفكرة، وبالفعل كان المغترب "جاد الكريم نصر" متجاوباً مع الفكرة، وبدأنا الإجراءات الإدارية والموافقات، واستفدنا من القوانين الناظمة لهذه الاستثمارات، وهنا كانت البداية ليتم تنفيذ محطة كهروضوئية متكاملة أقلعت في الثلث الأخير من عام 2016، تم ربط المحطة بشبكات وزارة الكهرباء لدعم كهرباء القرية. وبالنسبة لي هذه بداية يعوّل عليها لمشاريع أكبر تخدم المنطقة، وتقدّم فرصاً استثمارية تستحق الدراسة والدعم، مع العلم أن منطقتنا في هذه الظروف آمنة، وهناك رؤوس أموال قابلة للاستثمار؛ فالطاقة البديلة مشروع ضخم يمكن أن يكون استثماراً بديلاً ومجدياً لكون منتج هذه الطاقة قادراً على تقديمها للمنطقة بسعر جيد ووفق القانون تباع بالـ"يورو"؛ وهذه عملية مشجعة كفلتها المراسيم المتخصصة، وجعلته مشروعاً منتجاً إلى جانب الحاجة الماسّة إلى هذه المشاريع في هذه المرحلة، وفي ظل المعاناة من التقنين كنتيجة لما تمرّ به المنطقة من أحداث».

عن المحطة يعرّفنا بالقول: «تتكوّن من لوحات كهروضوئية تعتمد الفتون الشمسي، والمقصود هنا حرارة الشمس التي تمكننا من الحصول على الكهرباء في مختلف الفصول، هذه اللوحات لا تحتاج إلى مساعدات الإقلاع، وطريقة العمل تتمثل في إنتاج تيار dc يحتاج إلى تحويل بالاعتماد على "الإنفيرترات" لتنتج التيار الكهربائي المطلوب.

سامر علوان ونائب مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة وجاد الكريم نصر

ومن المفيد هنا أن نعرّف القارئ أنّ ما تنتجه هذه المحطة عبارة عن 30 كيلو واط بالساعة، وهي كمية ضئيلة نسبة إلى حاجة المنطقة، لكنها كمشروع نفّذ تعني لنا الكثير، خاصة أننا نستعد اليوم لتنفيذ مشروع جديد لإنتاج واحد ميغا واط؛ قمنا بالإجراءات للحصول على الموافقات اللازمة للتنفيذ، وهنا نكون من خلال شركتنا قد نشرنا الفكرة على الأرض، وهي حالة تشاركية حضارية عملنا على تقديمها والتعريف بها من خلال ندوات ودورات، بالتعاون مع وزارة الكهرباء والموارد البشرية وهيئات مختلفة».

"جاد الكريم نصر" المغترب والمستثمر الذي دعم الفكرة لتأسيس مشروع يعدّ الأول على مستوى "سورية"، يقول: «من خلال لقاء في مجال العمل تعرّفت إلى أفكار "سامر علوان" حول إمكانية الاستفادة من أشعة الشمس لانتاج طاقة كهربائية، وخبرته في تنفيذ هذه المحطات والتجارب السابقة التي طبقت في مجال توليد الكهرباء بالاعتماد على العنفات الهوائية، وكانت فكرته تفيد بجدوى الاستثمار في مجال توليد الطاقة لكون التكلفة تدفع مرة واحدة، لتكون لدينا فرص بعيدة المدى في إنتاج كهرباء تدعم الشبكات، وبالفعل انطلاق المحطة في الشهر العاشر من عام 2016 كان الدليل، حيث تعاقدنا مع وزارة الكهرباء لدعم شبكة قرية "نجران"، خاصة أن القوانين تدعم عملية الاستثمار وتشجّع على إطلاق هذه المشاريع، مع توافر الخبرة العلمية التي أظهرها "سامر علوان" وفريقه الهندسي. ومن جهتي، فهي تجربة أشجّع على الإقدام عليها لكل من رغب بالاستثمار ولديه الإمكانية المادية؛ لأنه استثمار مجدٍ، وله عائد تنموي مفيد للمجتمع، ويتفوق على الاستثمار العقاري أو غيره من الاستثمارات المرحلية».

المحطة في قرية نجران

المهندس "نضال نوفل" المدير العام لكهرباء "السويداء"، تحدّث عن المشروع كخطوة أولية، وقال: «هذه المشاريع لها مثيل في عدة دول، لكنها الأولى في "سورية"، وهي خطوة نعوّل عليها، وقد كنا متابعين للجهود الكبيرة التي بذلها "سامر علوان" لتنفيذ المحطة وفق الشروط العالمية وفي هذه المرحلة، ونعرف حق المعرفة أن حاجة المحافظة أكبر بكثير ممّا تقدمه هذه المحطة، لكن المأمول أن يكون المشروع بداية لمشاريع أكبر. ومن وجهة نظرنا، فإن توافر الخبرة العلمية التي نفّذت العمل على أرض الواقع رافعة جيدة يبنى عليها، وقد لاحظنا جودة التنفيذ، وأهمية ما نفّذ تبعاً لحجم الحاجة إلى هذه الأفكار في هذه المرحلة التي تظهر فيها عراقيل كثيرة على مستوى المحافظة في استمرار التيار الكهربائي، والمحاولات المتكررة من قبل الوزارة للحدّ من ساعات التقنين المفروضة بفعل الظروف الحالية».

ما يجدر ذكره، أنّ "سامر علوان" من مواليد 1975، تخرّج في كلية التجارة والاقتصاد عام 1999، وفي كلية الحقوق جامعة "دمشق" عام 2010، حاصل على براءة اختراع عام 2011 في مجال تغيير مناخ الجوّ الخارجي.