تتكرر تجارب استثمار "الوردة الدمشقية" وفق الطرائق التقليدية المعروفة، لكن ظهور تجارب نسائية متطورة في "السويداء" يعد تجربة جديدة قدمت الكثير للمهتمين والباحثين عن الجمال الطبيعي.

مدونة وطن "eSyria" تابعت بتاريخ 23 تموز 2015، إحدى التجارب العلمية التي نفذتها المهندسة الزراعية "رانيا غزلان" في إطار بحث حصلت من خلاله على شهادة الماجستير؛ لتكون الخطوة القادمة التحضير لمشروع استخراج مزايا "الوردة الدمشقية" المبهرة في التجميل، وقدمته لكل من طلبها بهدف التعريف بالمنتج والاستفادة منه كبديل منافس وقوي للمستحضرات الكيماوية؛ كما حدثتنا "حنان حسن" موظفة استخدمت مستخلص ماء الورد الصافي، وتحدثت عن نوعية عالية الجودة استغنت بها عن أنواع مختلفة من المستحضرات؛ مثل: واقيات الشمس، ومعالجة أمراض البشرة، وتقول: «تعرفت بالمصادفة إلى المنتج من خلال صديقة حصلت عليه كهدية من المهندسة "رانيا" التي طبقت التجربة، وقد باشرت استخدام ماء الورد صباح كل يوم ليكون سابقاً لأي نوع من المستحضرات، وقد لاحظت الفرق خلال مدة بسيطة، وهذا ما جعلني أبحث عن المهندسة للحصول على المنتج الذي كانت في البداية تقدمه هدايا للصديقات لغاية التعريف بما وصلت إليه من تجارب تظهر أهمية ماء "الوردة الدمشقية" التي زرعتها بكميات كبيرة.

أما الهدف الثاني فهو تشجيع الفلاحين على زراعة "الوردة الدمشقية"؛ لتكون كافية لتزويد منشأة جديدة حصلت على الترخيص لها؛ وهي من أوائل المنشآت في "سورية" تتخصص بمنتجات هذه الوردة، ليكون مقرها قرب قرية "الرحى"، وخلال العام الحالي سننجز عملية البناء لننتقل إلى مقر جديد وبطاقة إنتاجية عالية، حيث أنجزنا تعاقدات المعدات للانطلاق خلال العام القادم بالعمل وفق شروط الترخيص

استحضرت "رانيا" أجهزة متطورة، وبات لديها مقدرة على إنتاج كميات كبيرة من "ماء الورد" لتصبح مقصودة من قبل كثر، كما طرحت مواد جديدة متخصصة في معالجة حساسية الجلد لكبار السن، كذلك نوع من المعقم اللطيف للبشرة، ومضاد للتعرق؛ وهي علاجات أثبتت فعاليتها بالتجربة، وبالنسبة لي اعتدت وجود المادة في المنزل على مدار العام لكونها طبيعية نقية مستخلصة وفق طرائق علمية متطورة لها العديد من الاستخدامات».

حنان حسن

لغاية البحث العلمي زرعت ما يزيد على ألف غرسة من "الوردة الدمشقية"، وهيأت للبحث معدات متطورة تختلف عن المتوافر بين يدي من سبقها من المهتمين، سخرتها لمشروعها، وتقول المهندسة الزراعية "رانيا غزلان" صاحبة التجربة: «اخترت "الوردة الدمشقية" كعنوان عريض لشهادة الماجستير التي نلتها عام 2012، وكنت لغاية إنجاز البحث قد غرست ألف غرسة في منطقة "ظهر الجبل" على ارتفاع 1800 متر عن سطح البحر بمساحة عشرة دونمات، وحرصت أن تكون رعايتها متكاملة خلال مرحلة البحث وبعد الانتهاء من الدراسة، لأنني وجدت في الفكرة مشروعي المستقبلي؛ الذي سأسخر له كل ما عملت على دراسته وما وصلت إليه من معلومات قيّمة أثمرت منتجاً غنياً من ماء الورد وعدة منتجات يتصدرها لكونه المطلوب للجمال والعناية بالبشرة.

ولأنني عاملت هذه الوردة عن قرب وتابعتها فقد لمست قدرتها على الإزهار في عامها الأول، وتابعت مواعيد الجني المناسبة للحصول على زيت الورد، وقد توصلت إلى نتيجة متقدمة تجعلنا قادرين على الحصول على 1 كيلوغرام من الزيت من ما يزيد على الثلاثة أطنان من زهور "الوردة الدمشقية"، وهذا رقم تحقق بفضل الاهتمام بمواعيد القطاف والأجهزة الحديثة التي حصلت عليها وهي مصممة لهذه الغاية، التي تختلف عن المعدات القديمة؛ وأهمها "الكركة" المصنعة من النحاس، وهنا تصبح قابلية التبخر عالية، في الوقت الذي استحصلت على نسب جيدة لماء الورد الغني بالزيت؛ وهو ما رفع من مزاياه الطبية والعلاجية والتجميلية، حيث قمت بالتحليل في جامعة في "تركيا" ومختبر قسم التقانة في جامعة "دمشق"».

ماء الورد ومنتجات من الوردة الدمشقية

وعن التحول من التجربة الزراعية العلمية إلى المشروع الصناعي الزراعي؛ أوضحت المهندسة "رانيا" بالقول: «توافر المساحة المزروعة حرضني على الاستمرار بناء على التجارب السابقة، وكانت أولى الخطوات التي عملت عليها بعد الحصول على أجهزة جديدة وتطوير قدراتها -بالتعاون مع زوجي طبيب الأسنان لنضيف تفاصيل إضافية إليها- التعريف بالمادة الأهم التي تابعت إنتاجها لأقدمها إلى عدد كبير من المعارف والأصدقاء، وجمعت الآراء حول نتائج الاستخدام، وكانت النتائج مبشرة، وساهمت في توسيع دائرة المستفيدين.

ومن هنا تحولت إلى خطوة جديدة تبدأ من الترخيص لبيع المنتج وانتقاء الاسم والعبوات التي حرصت أن تكون زجاجية وضمن المواصفات العالمية، وعلى الرغم من تحديد السعر فقد عملت على التخفيض بنسب معينة لاستكمال عملية التعريف بالمنتج الذي بات مطلوباً أكثر، وقد يكون تصريف ما يقارب 400 ليتر؛ وهي إنتاج هذا الموسم من "ماء الورد" عملية سريعة ومنتجة دلتني على انتشار الفكرة واستحسانها، لأنني رغبت بنشر حالة من المعرفة تبنى على المواصفات العلمية الموثقة للمادة؛ وهذا هدف أولي».

وتتابع: «أما الهدف الثاني فهو تشجيع الفلاحين على زراعة "الوردة الدمشقية"؛ لتكون كافية لتزويد منشأة جديدة حصلت على الترخيص لها؛ وهي من أوائل المنشآت في "سورية" تتخصص بمنتجات هذه الوردة، ليكون مقرها قرب قرية "الرحى"، وخلال العام الحالي سننجز عملية البناء لننتقل إلى مقر جديد وبطاقة إنتاجية عالية، حيث أنجزنا تعاقدات المعدات للانطلاق خلال العام القادم بالعمل وفق شروط الترخيص».

من المفيد التعريف بالطريقة التي تعتني بها هذه المهندسة "رانيا" للحصول على وردة خالية من المبيدات طبيعية بالكامل؛ وفق حديث "آصف قسام الحناوي"؛ المتخصص بالأصول الوراثية والمنتجات الطبيعية، ويقول: «تعرفت إلى المنتج واختبرته شخصياً، وكان من بين مجموعة من المواد الطبيعية التي أوزعها من خلال متجري المتخصص بالمواد الطبيعية، وقد لاحظت الإقبال عليها خاصة من قبل عدد من المهتمين بتصنيع الكريمات التجميلية، وقد تكون الميزة التي رجحت دفته ترتبط بطريقة العناية التي تتبعها المهندسة "رانيا غزلان" التي تعتمد أحدث الطرائق العلمية للرعاية وإنتاج وردة قابلة للاستثمار بمنتج مفيد ومطلوب، حيث حافظت على تطبيق المكافحة الحيوية؛ بالتالي المادة الناتجة نقية؛ وهي خلاصة غنية أقدمها ضمن وصفات طبيعية لمقاومة أشعة الشمس ولون البشرة وصحتها وعلاجات مختلفة، كما لاحظت استخدام عدد من أطباء الجلدية لها؛ وهذا بناء على تجارب دقيقة».

الجدير بالذكر، أن المهندسة "رانيا غزلان" من مواليد "السويداء" 1975، خريجة كلية الزراعة - جامعة "دمشق" عام 1998، ومدرّسة في المعهد الزراعي في "السويداء".