حول عدد من رجال قرية "طربا" كتلة مالية صغيرة إلى شركة رابحة، أطلقوا عليها "تشاركية الأصدقاء"، فغدت بعد ثلاث سنوات عامل أمان، لتنتشر في القرى كنموذج جديد من العمل المثمر بين العائلات التي تطلب الاستقرار.

مدونة وطن "eSyria" التقت صاحب الفكرة؛ الصناعي "فوزي سلاّم"، يوم الثلاثاء الواقع في 22 حزيران 2015؛ ليتحدث عن فكرته وكيفية تطبيقها على الأرض، يقول: «نشأت الفكرة عندما بادر أهالي القرية بجمع مبلغ معقول من المال لدعم الليرة السورية وإيداعه في أحد البنوك الوطنية، حيث ساهم فيه كل أبناء القرية، كلٌّ حسب استطاعته، وعندما أعيد المبلغ فكرنا في استثماره من جديد لكونه جاهزاً ولا يحتاج إلا إلى فكرة مبتكرة يبنى عليها، فاجتمعنا لنتباحث الأمر؛ حيث اقترح بعضهم تحويل المبلغ لتأسيس جمعية خيرية لمساعدة الأهالي على متطلبات الحياة الصعبة، وهو غاية نبيلة لكنها غير استثمارية، ونسبة الاستفادة فيها معنوية، فقررنا أن نقوم بتأسيس الجمعية بشكل منفصل تماماً وهي الآن مشهورة، واقترحنا فكرة التشاركية بين من يرغب في ذلك، والجميل في الموضوع أننا تباحثنا في الشكل والمضمون والأفكار ضمن قالب فريد من الديمقراطية، واستعنا بمحامٍ يرتب لنا الأفكار على الورق ليحفظ كل عضو منا حقه الطبيعي في رأسماله وأرباحه والمشاريع التي يمكن أن تتمخض عن هذه التشاركية، وكانت فكرة "السوبر ماركت"؛ التي باتت علامة فارقة في القرية».

كانت دعوة عدد من الشباب لنا من أجل القيام بجمعية ربحية هدفها تشغيل نسبة بسيطة من الأموال في مشروع منتج، وكنا ما يقارب 105 أشخاص يدفع كل فرد منا مبلغ 12 ألف ليرة سورية، ومن هنا اقترح أحد الشباب مشروع التشاركية التي تبنى على أساس محال للأغذية والأودات المنزلية وكل ما يهم الأسرة، على أن توزع الأرباح كأسهم، بالمقابل على كل عضو في التشاركية أن يشتري بما يعادل ستة آلاف ليرة سورية كحد أدنى، وفي حال عدم وصول المبيعات إلى هذا الرقم يقوم العضو بتكملة المبلغ، وهكذا نحافظ على رأس المال وعلى زيادة الأرباح؛ وكأن لكل عضو في هذه الجمعية دكاناً خاصاً به، وكل شهر نجتمع لنعرف مدى فعالية العمل والأرباح والمقترحات الجديدة، وقد ثبتت هذه التشاركية الكثير من القيم الأخلاقية بين الأصدقاء، وباتت عامل استقرار لما بني على أرباحها بعد ذلك

وتحدث المدرّس المتقاعد "فارس أبو رايد" المسؤول عن المبيعات في "التشاركية" عن طريقة العمل، فقال: «كانت دعوة عدد من الشباب لنا من أجل القيام بجمعية ربحية هدفها تشغيل نسبة بسيطة من الأموال في مشروع منتج، وكنا ما يقارب 105 أشخاص يدفع كل فرد منا مبلغ 12 ألف ليرة سورية، ومن هنا اقترح أحد الشباب مشروع التشاركية التي تبنى على أساس محال للأغذية والأودات المنزلية وكل ما يهم الأسرة، على أن توزع الأرباح كأسهم، بالمقابل على كل عضو في التشاركية أن يشتري بما يعادل ستة آلاف ليرة سورية كحد أدنى، وفي حال عدم وصول المبيعات إلى هذا الرقم يقوم العضو بتكملة المبلغ، وهكذا نحافظ على رأس المال وعلى زيادة الأرباح؛ وكأن لكل عضو في هذه الجمعية دكاناً خاصاً به، وكل شهر نجتمع لنعرف مدى فعالية العمل والأرباح والمقترحات الجديدة، وقد ثبتت هذه التشاركية الكثير من القيم الأخلاقية بين الأصدقاء، وباتت عامل استقرار لما بني على أرباحها بعد ذلك».

مسؤول المبيعات "فارس أبو رايد"

وعن الأعمال والمبادرات التي أنتجتها هذه التشاركية، أكد "نعيم الخطيب" العضو الفاعل في التشاركية بالقول: «عندما انطلق العمل كما خُطِّطَ له وبدأت الأعمال تثمر؛ قررنا أن ننشئ صندوقاً لنكتشف من خلاله أكثر الأعضاء شراء ليتم تكريمه في نهاية السنة بهدية قيمة، ومن خلال الأرباح اشترينا قطعة أرض داخل التنظيم وبمكان متميز لبناء مقر كبير للتشاركية خاص بنا، وهناك فكرة نعمل على تحقيقها هذه السنة بشراء صهريج متحرك لنضح الصرف الصحي من الجور الفنية التي تسبب المشكلات للأهالي، أما على المستوى الاجتماعي فنحن مع الأهالي الذين لم يشتركوا أسرة واحدة، وقد زاد تلاحم الأعضاء ولم تظهر مشكلة واحدة طوال السنوات الثلاث الماضية تستدعي الوقوف عندها، والحقيقة إن عدداً من الأصدقاء في القرى المجاورة قد زارونا لمعرفة النظام الداخلي الذي نمشي عليه والقيام بمثل ما صنعنا، وها هي الفكرة تسّوق وتنتشر في "المقرن الشرقي" لما لها من فوائد جمّة على المجتمع، وتؤسس لأعمال كبيرة برأسمال صغير، وما زلنا حتى الآن نستقبل كل من يرغب في الدخول، شرط أن يدفع قيمة الأسهم التي باتت بحوزة الأعضاء؛ والبالغة 35 ألف ليرة سورية».

أصدقاء التشاركية والحياة
المواد الغذائية والمنزلية في التشاركية