أدخل إلى حقول المحافظة وأخذ فرصته بالانتشار على يد المزارعين الخبراء؛ بوصفه صنفاً مقاوماً ومنتجاً، سعره مرتفع وقابل للتخزين لأشهر طويلة؛ وهذا ما جعله خيارهم بدلاً من التفاح.

مدونة وطن "eSyria" رصدت تجارب المزارعين بتاريخ 16 أيار 2015، للتعرف إلى زراعة أخذت بالانتشار في قرى "تعارة، ولغا، سهوة بلاطة"، وحققت أرقاماً إنتاجية مشجعة وفق حديث "أيمن أبو فخر"؛ التاجر الذي اختبر زراعة الرمان الفرنسي في بستانه ضمن أراضي قرية "ولغا" بعد نصائح تجار التفاح من ضواحي "دمشق"، وقال: «عملنا الحالي هو التجارة، لكننا في الأصل مزارعون، ومع التطور حاولنا الاستفادة من تجارب خبراء في هذا المجال لتطوير مشاريعنا من التفاح والزيتون، لكن توجهنا للرمان الفرنسي كان نوعاً من البحث عن بديل زراعي أقل تكلفة وأكثر إنتاجية بعد مراقبة مشاريع التفاح لكونها تثمر في عام، و"تحيل" في آخر، إلى جانب التكاليف الباهظة للرعاية، وقد نصحنا بعض التجار من "دمشق" بزراعة الرمان الفرنسي وهو صنف لم نكن نعرف عنه معلومات كافية، وباستشارة أحد الخبراء الزراعيين؛ وبناء على هذه الاستشارة تم التشجير ضمن 25 دونماً، حيث حصلنا من خلال الخبير الزراعي "طرودي الحمدان" على الغراس، وكان المشرف على رعايتها في كل المواسم».

عملنا الحالي هو التجارة، لكننا في الأصل مزارعون، ومع التطور حاولنا الاستفادة من تجارب خبراء في هذا المجال لتطوير مشاريعنا من التفاح والزيتون، لكن توجهنا للرمان الفرنسي كان نوعاً من البحث عن بديل زراعي أقل تكلفة وأكثر إنتاجية بعد مراقبة مشاريع التفاح لكونها تثمر في عام، و"تحيل" في آخر، إلى جانب التكاليف الباهظة للرعاية، وقد نصحنا بعض التجار من "دمشق" بزراعة الرمان الفرنسي وهو صنف لم نكن نعرف عنه معلومات كافية، وباستشارة أحد الخبراء الزراعيين؛ وبناء على هذه الاستشارة تم التشجير ضمن 25 دونماً، حيث حصلنا من خلال الخبير الزراعي "طرودي الحمدان" على الغراس، وكان المشرف على رعايتها في كل المواسم

ومنذ العام الأول أثمرت الشجيرات وكان الإنتاج جيداً في البداية من حيث الكمية والحجم الكبير للحبات، ولم تكن عملية التسويق مشجعة في العام الأول، لأن المنطقة غير منتجة في مراحل سابقة لهذا الصنف، واحتجنا إلى عرض الإنتاج لتعريف الضمانة بهذا المشروع، وهو ما حقق نتائج متميزة في العامين التاليين، وتم تصريف الإنتاج من الكرم، واخترنا تبريد قسم من الإنتاج لكونه يعود بمردود جيد من التصدير، ولا خوف على الإنتاج لكونه مقاوماً يمكن حفظه لفترات طويلة».

قبلان عزام رعاية الرمان في موسم الإزهار

نوع لافت يثير انتباه المزارع بلونه وشكل شجيراته القوية يميزه الخبير الزراعي بصفات تجعله مطلوباً أكثر من الرمان المنتشر في المنطقة؛ كما حدثنا الخبير الزراعي "قبلان عزام" الذي نشر الغرسة من خلال مشتله وقال: «من خلال التنقل بين الكروم داخل وخارج المحافظة تعرفت هذا النوع من الرمان، وقد شدني جمال الثمرة وحجمها وكيف تظهر الأشجار مكللة بالثمار كبيرة الحجم وحمراء، وسعيت للحصول على الغراس خلال زيارة لأحد حقول الرمان الفرنسي في "ريف دمشق"، واختبرتها في مشتلي وتابعتها بدقة وسجلت ملاحظاتي التي بينت أنها غراس تتبع لصنف قادر على الانسجام مع بيئة المنطقة تنمو سريعاً بين موسم وآخر، والأهم أنها مبكرة الإثمار تعطي ثمارها في العام الأول، وتباشيرها أي ثمارها الأولى وفق التعبير الدارج بمنطقتنا، وهي مميزة وغنية باللون والطعم.

ولأنه صنف قليل الأمراض، ورعايته متوسطة التكلفة شجعت أصحاب المشاريع على اعتماده خاصة بعد الخسائر المتكررة لمشاريع التفاح، ولا بد أن نذكر هنا أن توافر الماء الكافي لعدة ريات في العام الواحد شرط أساسي، لذا زرعته لمصلحة المشاريع التي أشرف عليها في البساتين بقرب الآبار والمناطق وفيرة الماء، وبالنسبة للنتائج على مستوى هذه البساتين فقد قدمت نموذجاً مشجعاً لتطوير هذه الزراعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد كانت قيمة ضمان ستمئة "كعب"؛ كما يقال في منطقتنا أي شجرة رمان قرابة المليونين، وهذا رقم ليس بالعابر بالنسبة للفلاح، مع العلم بتكاليف الرعاية المحدودة والمنظمة لهذه الشجرة المميزة».

حبة رمان حفظت من العام الفائت وحافظت على العصير واللون

عن الانتشار الحالي يخبرنا "قبلان عزام" بالقول: «خلال السنوات الثلاث رصدت وجود هذه الشجرة إلى جانب المشاريع في منطقتنا قرب قرية "تعارة" غرب مدينة "السويداء"؛ لأجد بعضها في قرية "ولغا" إلى جانب قرية "سهوة بلاطة" على يد الخبير "آصف قسام الحناوي"؛ وكلها تجارب مبشرة وهذا العام لدينا مساحات جديدة زرعت بهذا الصنف، بناء على معلومات نشرتها عن تجربتي وكيف تحمل الرمان الفرنسي درجات الحرارة المنخفضة، وأثمر وفق النسب المعروفة في "إدلب" و"دمشق" والمناطق التي زرناها للتعرف إلى النوع.

وبناء عليه فقد كانت نصيحتي لكل المزارعين ترك مساحات لتشجير الرمان لمردوده الاقتصادي، لكونه مخصصاً للتصدير ومطلوباً بكثرة، ولا صعوبات تذكر في جمعه وتصنيفه ونسبة إثمار الشجرة تتراوح بين 50 و70 كيلوغراماً في المراحل الأولى وقابلة لتحقيق أرقام أفضل مع تقدم عمرها وتقديم الأسمدة والفيتامينات والرعاية بالمبيدات اللازمة مرة أو اثنتين في العام حصراً لمكافحة المنّ».

ابتسام بشير زين الدين

توافر الصنف حرض على استثمار الحبات الغنية بالعصير ولغايات علاجية كما حدثتنا "ابتسام بشير زين الدين" من قرية "قنوات"، ربة منزل وخبيرة في الأغذية الطبيعية، وقالت: «حبة الرمان التي تتكامل فيها عناصر الفائدة لكونها تحتوي على مجموعة كبيرة من العناصر والفيتامينات ومرغوبة كثيراً كنوع من العصير، لكن بالنسبة لي فالأهم هو طرائق الاستفادة الطبية من الرمان وقشره، وقد لا تجد في منطقتنا سيدة ترمي قشور الرمان لمعرفتها بما لها من فائدة بداية في مجال علاجات المعدة والاستفادة من منقوع القشور، لكنه مطلوب أيضاً كمسحوق، ويحتاج إليه المتخصصون في الطب الشعبي كثيراً، وقبل زراعة الرمان الفرنسي في منطقتنا كنا نشتري القشور التي طحنت وعجنت بطريقة معينة خارج المحافظة لتلبية الحاجة منها وتوافر الثمار، في هذه المرحلة خلقت فرص جديدة للحصول عليه في المنزل وبكثرة وتقديمه لمن يطلبه.

مع العلم أننا نقوم بجمعه وفق طريقة تقليدية بكميات بسيطة ليكون علاجاً حاضراً لالتهابات المعدة وإضافة منقوعه إلى الحناء لصباغة الشعر، إلى جانب أفكار متوارثة عن فائدة قشره لمعالجة ودباغة الجلد، حيث يعطيه الطراوة والمتانة كما في صناعة "الجف" المخصص لخض اللبن في منطقتنا، وهي احتياجات قائمة على ساحة المجتمع، وتوافر هذا الصنف وانتشاره قد يخدم الفكرة ويدعم عملية وجوده التي توسعت بوجه ملحوظ».

الجدير بالذكر، أن الرمان الفرنسي سجل خلال العام الفائت أرقاماً مرتفعة لسعر الكيلوغرام الواحد الذي تجاوز 300 ليرة سورية، إلى جانب وفرة واضحة في الأسواق عرفت به كمنتج محلي قابل للتطوير من حيث المساحات المزروعة.