ضمن الأعمال الزراعية التي يقوم بها مزارعو "السويداء" هذه الأيام بمختلف المناطق، التقليم وجمع بقايا الأغصان المقلمة، وتسمى محلياً "لمّ الزبارة".

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 16 نيسان 2015، التقت المزارع "كرم حديفة" وهو من أهالي قرية "الكفر" رئيس الجمعية الفلاحية بها بيّن قائلاً: «ثمة علاقة واضحة بين مواد طبيعة؛ إذ في كل عام ومثل هذه الأيام يتم تقليم الأشجار المثمرة خاصة التفاح والعنب والزيتون وغيرها من الأشجار، وهذه العملية تحتاج إلى ساعات عمل وفق المساحات الزراعية المزروعة، وتحمل في قيمة عملها فرص عمل متعددة، حيث يتم الاستفادة من التقليم بجمع بقايا الاغصان في أعمال كثيرة منها على سبيل المثال طحن تلك الأغصان وإضافة مواد غذائية إليها حتى تصبح علفاً للحيوانات الزراعية وفق معايير علمية محددة، وهذه التجارب أثبتت نجاحها على الصعيدين العملي والمحلي، أو بعد التقليم هناك مرحلة الجمع تلك البقايا وتسمى اجتماعياً "لم الزبارة"؛ وهي عملية تحمل بمضمونها فرصة عمل جديدة، حيث يتم جمعها ووضعها في مكان محدد وتجفيفها للعام القادم، حيث تُحقق تلك البقايا فوائد وعوائد اقتصادية مثل استخدامها كحطب للتدفئة في فصل الشتاء، أو إذا كانت محملة بأوراق الأشجار فإنها تصبح سماداً للأرض بعد حين ضمن أساليب علمية منهجية، وفي هذه الأيام من السنة تتعدد الأعمال المحققة للعوائد، وأهمها أنها تقليد سنوي لا بد منه كل عام، وبالتالي هناك مجموعة من الناس تنتظر هذا الموسم للتقليم و"لمّ الزبارة" وتحقق مدخولاً مادياً يسد احتياجات الأسرة لأشهر».

هناك منظومة من العمل في كل عام يتم العمل عليها تدخل في تفاصيلها فرص عمل تحقق ريعاً اقتصادياً لمجموعة من العاملين، ينتجون فوائد مادية تحقق لهم دخولاً تكون رصيداً لهم لأشهر قادمة من السنة، والأمر الأهم أن لم البقايا يجعل المساحة الزراعية تعيش حالة من الانتعاش حيث تستفيد من أشعة الشمس بكامل الطاقة، وتتناسب مع الإنتاجية لأن التقليم العلمي المناسب يحقق مردوداً أفضل في الإنتاج والإنتاجية، ولهذا ترى مزارعي "السويداء" يعملون على التقليم في موسم محدد ويجمعون البقايا والاستفادة منها في العمل الزراعي تحقيقاً لعوامل الطبيعة، في الاكتفاء الذاتي والاستفادة من مكوناتها لتنمية الإنتاج وتغطية جزء من التكاليف

وعن الاستفادة من جمع بقايا التقليم أو "لمّ الزبارة" أو "القشقشة" أشار "أيمن جزان" من أهالي قرية "قنوات" قائلاً: «يعد التقليم أمراً ضرورياً للأشجار، وذلك لتخليصها من الأغصان اليابسة أو المريضة أو الزائدة عن الحد المطلوب، والتقليم ينظم نسبة الحمل من الثمار ويشذب الشجرة؛ حيث يسمح للهواء وأشعة الشمس بالوصول إلى كل الأغصان فيقل تعرضها للأمراض الفطرية، والسؤال هل يُترك ما يتم تقليمه من الشجرة أي "الزبارة" على الأرض؟ بالتأكيد لا؛ حيث يتم جمعه أي "لمّه" وبالعامية الدارجة يطلق على هذا العمل اسم "القشقشة"، يعمل فيه كل أفراد العائلة كبيرهم وصغيرهم لأنه عمل غير شاق لكنه يحتاج إلى صبر ومثابرة، يبدأ جمع الأغصان بالأيدي على شكل حزم، أو يتم تجميعه على الأرض بالمشط المصنوع من الحديد ذي القبضة الخشبية والطويلة، ثم تحمل "الزبارة" إلى المكان المطلوب وضعها فيه، حيث يتم جمعها في مكان بعيد عن الأشجار ويكون غير صالح للزراعة وذلك بغية حرقها في ذلك المكان، والغاية من حرقها منع عودة انتقال الأمراض منها إلى الأشجار مجدداً».

المزارع كرم حديفة

أما عن العوائد الاقتصادية التي تجنيها عملية "لمّ الزبارة أو القشقشة"، فقد أوضح المراقب الزرعي "نور الدين الشعار" من أهالي قرية "الكفر" بالقول: «هناك منظومة من العمل في كل عام يتم العمل عليها تدخل في تفاصيلها فرص عمل تحقق ريعاً اقتصادياً لمجموعة من العاملين، ينتجون فوائد مادية تحقق لهم دخولاً تكون رصيداً لهم لأشهر قادمة من السنة، والأمر الأهم أن لم البقايا يجعل المساحة الزراعية تعيش حالة من الانتعاش حيث تستفيد من أشعة الشمس بكامل الطاقة، وتتناسب مع الإنتاجية لأن التقليم العلمي المناسب يحقق مردوداً أفضل في الإنتاج والإنتاجية، ولهذا ترى مزارعي "السويداء" يعملون على التقليم في موسم محدد ويجمعون البقايا والاستفادة منها في العمل الزراعي تحقيقاً لعوامل الطبيعة، في الاكتفاء الذاتي والاستفادة من مكوناتها لتنمية الإنتاج وتغطية جزء من التكاليف».

أيمن جزان
نور الدين الشعار