تعاملت نساء بلدة "القريا" مع فكرة تربية الطيور من منطلق الحصول على دخل إضافي يدعم الأسرة، وتعلمن أساليب الرعاية وكيف تكون هذه العملية مربحة ومنتجة.

مدونة وطن "eSyria" زارت بلدة "القريا" بتاريخ 20 نيسان 2015، لتنقل من تجارب النساء بعض الأمثلة التي بينها "تيسير الأشقر" تاجر الطيور بقوله: «لا مجال للتعريف بانتشار تربية "الراماج" على مستوى هذه البلدة، اليوم وبعد نجاح التجارب نجد عدداً كبيراً من النساء يتبنين مشاريع صغيرة وقد تابعن التجربة مثلهن مثل شرائح مختلفة من المجتمع بدافع تحسين الدخل، وبالنسبة لي ولكوني أقوم بشراء هذه الطيور لتصديرها إلى الخارج؛ اطلعت على هذه التجارب وكيف استطاعت النساء النجاح بهذه المشاريع التي انتشرت انتشاراً واسعاً خلال العامين الفائتين، مع العلم بارتفاع الأسعار ولكونه فرصة جيدة للحصول على القطع الأجنبي، وبذلك تكون هذه المشاريع متممة لمشاريع كبيرة باتت تمثل دخلاً أساسياً لعائلات كثيرة في هذه البلدة وغيرها من قرى المحافظة».

لدي أربعة أولاد وزوجي لديه عدة أعمال وبالظروف الحالية نحتاج إلى دخل إضافي، خاصة أن ابنتي تستعد للدراسة الجامعية، هذا الموضوع جعلني أتابع المشروع بداية لأحافظ على رأس المال الذي وضعته لتأمين مستلزمات التربية وفق الشروط الطبية، وكنت في كل الظروف أعمل وفق تنظيم لساعات اليوم لتكون ساعات الصباح الأولى مخصصة لرعاية الطيور من حيث الطعام والأعشاش والنظافة، وتنظيف أوعية الماء وتقديم الفيتامينات اللازمة، وهذه الأعمال لا تستهلك الكثير من الوقت؛ وهذا ما شجعني على الاستمرار

خصصت لمشروعها غرفتين بجانب مسكنها لمعرفتها الجيدة بالعائد المادي لهذا المشروع، هكذا حدثتنا الممرضة "كارلا شلهوب" وقالت: «لدي غرفتان في المنزل على شكل ملحق كنا نؤجرهما لعدة سنوات، هذا العام خططت وزوجي لمشروع تربية الطيور، وكان ذلك بعد أن حصلت على قرض لأبدأ المشروع بما يقارب أربعمئة ألف ليرة سورية، فاشتريت نحو سبعة عشر زوجاً من طيور "الروز" جميلة الشكل، وهي من نوع "الراماج"، كانت صغيرة جداً فهيأت لها المكان المناسب للأعشاش، وكنت في مرحلة سابقة استشرت مربين في المنطقة حول طرائق الرعاية بهذه الطيور الجميلة، فوجدت الطريقة سهلة وغير معقدة وتابعت العناية بما لدي.

تيسير الأشقر تاجر ومربي طيور

ولأن الفراخ التي اشتريتها في البداية غير قادرة على الإنتاج فكرت بالحصول على أزواج أكبر تتمكن من إنتاج فراخ بوقت أسرع للحصول على إنتاج لغاية نمو صغار الفراخ لدي، لأشتري عشرة أزواج جديدة لكنها منتجة لكونها بعمر أكبر وخصصت لها غرفة جديدة، ومع العلم أن هذه الطيور متآلفة مع الظروف المناخية وتناسبها أجواء البرودة في منطقتنا، لذلك فهي لا تحتاج إلى التدفئة وهو ما يخفف تكاليف التربية التي تقتصر على الطعام الذي يعد "الدخن" مكونه الأساسي، لتكون التكاليف محدودة وكنت بحساب الربح والخسارة محققة لربح جيد شجعني على الاستمرار».

نظمت وقتها مع العلم أن لديها أربعة أولاد وهي موظفة لتحافظ على هذا المشروع، وأضافت بالقول: «لدي أربعة أولاد وزوجي لديه عدة أعمال وبالظروف الحالية نحتاج إلى دخل إضافي، خاصة أن ابنتي تستعد للدراسة الجامعية، هذا الموضوع جعلني أتابع المشروع بداية لأحافظ على رأس المال الذي وضعته لتأمين مستلزمات التربية وفق الشروط الطبية، وكنت في كل الظروف أعمل وفق تنظيم لساعات اليوم لتكون ساعات الصباح الأولى مخصصة لرعاية الطيور من حيث الطعام والأعشاش والنظافة، وتنظيف أوعية الماء وتقديم الفيتامينات اللازمة، وهذه الأعمال لا تستهلك الكثير من الوقت؛ وهذا ما شجعني على الاستمرار».

كارلا شلهوب

غرفة صغيرة تعني الكثير للمربية "رنا النجم" التي تعلق الآمال على مشروعها الصغير ليكون لها فرصة لمساعدة أسرتها، وقالت: «تابعت تجارب لأشخاص كثر في قريتنا وعرفت أن العملية بسيطة ولا تحتاج إلى وقت طويل، وليس فيها أي مجهود جسدي مرهق، لنحضر غرفة صغيرة كانت مستودعاً وحولتها لتربية الطيور، واشتريت ما يقارب عشرة أزواج من "الراماج" هذا الطير الجميل ولم أكن أتوقع أن أرتبط بهذا العمل رغم عملي المنزلي لرعاية أولادي الثلاثة، لكن تجارب النساء كبيرات السن كانت مشجعة؛ حيث اخترن الدخول في هذه التجربة لنجد أمهاتنا مثلاً تشجعنا على العمل خاصة مع توافر المكان المناسب، وبالنسبة لي فإن هذه الطيور تعني لي الكثير لأنني أتمنى زيادة العدد ليدعم دخلنا، إلى جانب تنويع الطيور لتربية أنواع جديدة تطلب بالسوق وتنتج البيض المفيد للتغذية مثل الفري وأنواع الزينة مثل "الكنار" وطيور الجنة لكونها اليوم تعود علي بدخل جيد ولدي فرصة لزيادتها».

الجدير بالذكر اليوم أن نساء "القريا" موردات لهذا الطائر وكثرة المربيات خلقت حركة مبيع داخلية، وتبقى التجارة رائجة ومربحة بفعل كثرة الطلب على هذا الطائر من الخارج للصناعات التجميلية، ومن الداخل بفعل زيادة عدد المربين من مختلف الشرائح.

رنا النجم