ظهرت "الجوهرة السوداء" في حقول "السويداء" بوصفها صنفاً جديداً من الخوخ، أثبت تميزه من حيث الإنتاج والسعر المرتفع لثمار قابلة للاستخدام في المربيات والتجفيف.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 11 نيسان 2015، تناولت تجربتين ناجحتين على ساحة المحافظة لهذا الصنف في قرية "سهوة بلاطة" جنوب "السويداء" 20كم، وقرية "تعارة" شمال غرب مدينة "السويداء" 23كم للتعريف بمبادرة عملية لتحديث أصناف الخوخ الأكثر مقاومة وجودة من حيث النوعية، فالتقت المزارع "قبلان عزام" من قرية "تعارة" ليقول: «تعرفت هذا النوع عن طريق بعض المتخصصين في المشاتل الزراعية، وبناء على نصيحتهم زرعنا ما يقارب 400 غرسة، أثمرت منذ أربع سنوات كمية جيدة جداً، يختلف تماماً عن المعروف عن أنواع مشابهة من اللوزيات، وأنواع الخوخ التي تعاملنا معها في مراحل سابقة، فهذا النوع سريع الإثمار حيث -تبشر الشجرة- وفق التعبير الدارج؛ أي تحمل أولى ثمارها في العام الثاني، وتجود بخيرها كلما كان وارد المياه جيداً واعتنى المزارع بالتربة ليحافظ على غناها وتنويع الأسمدة العضوية.

إنتاج الشجرة الغزير جعلنا نفكر بكيفية الاستفادة من الثمار خاصة أنها لا تتلف بسرعة لأقوم بتجربة صناعة المربى، وكانت بالفعل تجربة ناجحة؛ أعددته بالطريقة التقليدية مثل صناعة مربى المشمش والتين، وقد وجدته من أطيب النكهات التي رغبها الأولاد إلى جانب اللون الأحمر القاتم الجميل، ليكون من المربيات المناسبة لإضافته إلى أصناف مختلفة من المعجنات، وخلال الصيف الفائت قمت بتقطيع الثمار إلى شرائح وجففتها تحت أشعة الشمس من دون إضافات لتكون من المواد القابلة للتخزين مغذية وطعمها مميز؛ وهذه بعض الأفكار التي أتصور أنها كافية لزراعتها في حديقة المنزل والاستفادة منها في التمون بهذه الأنواع المرغوبة

هي لا تحتاج إلى عناية كبيرة؛ لكنها تتطلب المحافظة على رطوبة الأرض، وقد فوجئنا في السنوات الأولى بحجم الثمار التي قد تكون كبيرة لدرجة مميزة تقارب ثمار الدراق، إلى جانب جمال اللون والقشرة المقاومة في حال سقوطها على الأرض، وميزة أخرى ترتبط بالسعر المرتفع، إذ يطرح المنتج في الأسواق بداية مواسم الصيف ليحصد أسعاراً قد تصل إلى 300 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وهذا بحد ذاته سعر يفي الفلاح حقه، وبالنسبة لي فقد اعتنيت بالشجيرات ليتم "تضمين" الحقل العام الفائت بما يقارب 300 ألف ليرة سورية؛ وهو مبلغ مناسب يشجعنا على التفكير بزراعة مساحات جديدة».

آصف الحناوي

من قرية "سهوة بلاطة" قدم لنا المتخصص بالأصول الوراثية، وصاحب المشتل الزراعي "آصف قسام الحناوي" الذي زرع غراس "الجوهرة السوداء" وقدمها للمزارعين ليضيف معلومات عن اسم الصنف العلمي ومزاياه، يقول: «هي أحد الأصناف الوافدة من منطقة "الكسوة"، تعرف إليها الأهالي خلال البحث عن نوع أكثر جودة من الأصناف المنتشرة تلك التي تنتج ثماراً طيبة لكنها قابلة للتلف بسرعة، وبالنسبة لهذا الصنف فالاسم العلمي هو "بلاك أمبير"، سريع الإثمار، ويتصف بالإنتاجية العالية لتقدم الشجرة في عامها الثالث قرابة 50كغ.

واللافت هنا أناقة الثمار وجمالها الذي يدفع الناظر إلى تذوقها والتمتع بطعمها الهجين بنكهات الدراق والخوخ والمشمش؛ وهو قابل للتطعيم على اللوزيات، وقد حرصت على تطعيمه على اللوز المرّ لأنه مقاوم ويحافظ على استمرارية الشجرة لسنوات قادمة، وقد اطلعت على تجربة المزارع "قبلان عزام"، في "تعارة" وهي من التجارب الناجحة التي تستحق الدراسة والتعميم، لأنها أثبتت أن النوع قابل للزراعة في المناطق الغربية في حال توافر المياه اللازمة».

مربى الخوخ لون جميل وطعم مميز

وعن تجربته الخاصة في زراعة هذا الصنف قال: «قبل خمس سنوات زرعت قرابة 40 غرسة، بشرت في العام الثاني هذه التجربة أثبتت نجاح الزراعة في قرية "سهوة بلاطة"، وهو شبه مضمون لكونها منطقة غنية بالأمطار لذا هو نوع اقتصادي، وقد بينت التجربة أنه مطلوب للتصدير والمبيع المحلي، وقد حرصنا على تعريف المزارعين به لعله يكون بدلاً من بعض أنواع اللوزيات منخفضة الإنتاجية.

وقد قمنا بتجارب أثبتت صلاحية الصنف للتخزين ليحفظ مثل التفاح والفواكه الأخرى، حيث تحافظ الثمرة على شكلها الجميل لأيام خارج "البراد"، وصالحة للحفظ لشهر في البرادات المنزلية، وهذا ما يجعل فكرة التصدير قائمة كما هو شأن التفاح والإجاص، وأتوقع أن هذه الخاصية ستكون خلف انتشار "الجوهرة السوداء" الواسع على ساحة المحافظة لأنها في المرحلة الحالية لا تزيد على ثلاثة مشاريع، والطموح بتوسع الانتشار».

عن استثمار منتج "الجوهرة السوداء" أفكار متفائلة تطرحها "ميرفت الحناوي" من "سهوة بلاطة" التي اختبرت تجفيف الثمار وصنعت منها المربى كما قالت: «إنتاج الشجرة الغزير جعلنا نفكر بكيفية الاستفادة من الثمار خاصة أنها لا تتلف بسرعة لأقوم بتجربة صناعة المربى، وكانت بالفعل تجربة ناجحة؛ أعددته بالطريقة التقليدية مثل صناعة مربى المشمش والتين، وقد وجدته من أطيب النكهات التي رغبها الأولاد إلى جانب اللون الأحمر القاتم الجميل، ليكون من المربيات المناسبة لإضافته إلى أصناف مختلفة من المعجنات، وخلال الصيف الفائت قمت بتقطيع الثمار إلى شرائح وجففتها تحت أشعة الشمس من دون إضافات لتكون من المواد القابلة للتخزين مغذية وطعمها مميز؛ وهذه بعض الأفكار التي أتصور أنها كافية لزراعتها في حديقة المنزل والاستفادة منها في التمون بهذه الأنواع المرغوبة».

الجدير بالذكر، أن شجرة "الجوهرة السوداء" في عامها الثاني تنتج أكثر من ثلاثين كيلو غراماً، وتنضج مبكراً وهذا يحقق لها أسعاراً جيدة مع العلم بانخفاض تكاليف الرعاية.