دخلت تقنية "الملش الزراعي" أرض منطقة "شهبا" منذ وقت قصير كحل جذري لحماية الخضار من الموت عطشاً، ومن الشمس الحارقة والحشرات، وكان لتلك الأكياس السوداء فعل السحر في جعل المزارعين يتنافسون لزيادة الغلة من الخضار الطازجة.

مدونة وطن "eSyria" التقت مع الشاب "حسين شروف" يوم الخميس الواقع في 26 شباط 2015، المولود في قرية "ريمة حازم" وصاحب الأفكار المبتكرة الذي أدخل هذا المنتج إلى المنطقة مع بداية الموسم الزراعي عام 2014، حيث تحدث عن سبب إقدامه على ذلك بالقول: «هو عمل جديد قديم بالنسبة لي، حيث استعملت هذا المنتج في أرض صغيرة عملت بها في الخارج، ومن كثرة اقتناعي بفوائده حملت كل ما يتعلق به إلى وطني، وقد وجدت أن الناس هنا لا يستعملون هذا المنتج المهم لحماية خضارهم من العوامل الجوية ومن التبخر الذي يجعل الإنتاج ضعيفاً وغير مجدٍ، وفي الحقيقة إن ما شاهدته طوال تلك السنوات جعلني متيقناً أن أحد أسباب ضعف سوق الخضار في المحافظة مرده جهل المزارع بقيمة هذا الكيس الرخيص الثمن وشديد الفعالية، أو عدم معرفته به أصلاً، وقد حرصت منذ ذلك الوقت على لقاء المزارعين وشرح كل ما يتعلق بعمله».

لا شك أن "الملش" مفيد جداً للخضار، وهو إضافة إلى ما ذكر يحفظ النبات من الاتساخ بالأتربة وخاصة الخس والبندورة، وله فائدة مهمة جداً حيث يعمل على زيادة درجة حرارة التربة فيساعد على نمو النبات، ولكن عند زيادة درجة الحرارة بصورة كبيرة قد يعطي نتائج عكسية

وعن طريقة العمل والفوائد المتوقعة أضاف: «يساهم "الملش" ذو اللون الأسود القاتم والمصنوع من مادة (البولي إيتلين) المستخرجة من النفط في منع تبخر المياه من الأرض، حيث يتم في البداية فلاحة الأرض وتسويتها جيداً، وتمديد شبكة الري بالتنقيط على كامل الأرض، وكما هو متعارف عليه في شبكات التنقيط فكل 80سم تكون هناك فتحة لنقطة ماء، وبعد زراعة البذور المختلفة أو الشتلات المراد استثمارها يتم مد "الملش الزراعي" على الأرض، وكل شريحة تبلغ من العرض 80سم أيضاً، وبذلك تبقى قطرات الماء القليلة في التربة وغير قابلة للتبخر؛ لأن اللون الأسود والنايلون يحفظها من ذلك، إضافة إلى أن منع أشعة الشمس من التسرب نحو التربة يمنع الأعشاب مهما كان نوعها من النمو حول الثمار ومشاركتها بالماء، وعندما يحين موعد القطاف يلاحظ المزارع فائدة كبيرة من هذا المنتج تتمثل بعدم انغماس الثمار بالتراب الرطب، وكذلك الأمر عند القطاف بقيام المزارع بالمشي على البلاستيك الأسود والقيام بعمله على نظافة وبراحة تامة».

حسين شروف يعاين "الملش" الزراعي

وعن الفوائد المرجوة من "الملش الزراعي" أضاف المزارع "علي شروف" من نفس القرية، وقد استعمله في حاكورته الصغيرة بالقول: «لقد استمعت إلى كلام أخي "حسين" بشغف كبير عندما تحدث عن تجربته في الغربة، ولدي حاكورة صغيرة أزرع فيها كل الخضار بكميات بسيطة حسب المساحة المتوافرة، وعندما جلبت "الملش الزراعي" من معمل متخصص في صناعية "شهبا" اكتشفت الفارق الكبير في الإنتاج وفي توفير المياه، فعندما كنا نسقي عن طريق نفس التمديدات أو ما يعرف "الري بالتنقيط" تبقى المياه المتجمعة في أعلى التربة وتتبخر تلقائياً عند سطوع الشمس، وهنا تبقى التربة رطبة بعد أن شربت كل المياه بفضل اللون الأسود الذي يمنع الشمس من العبور، وهو ما ينعكس أيضاً على الأعشاب التي تنبت تلقائياً مع الخضار وتشاركها في الغذاء والماء، ولكنها الآن ميتة كلياً، وغير قادرة على الصمود لأن الشمس لا تصل إليها».

وقد أورد المهندس الزراعي "عادل الجرماني" بعض ملاحظاته الإضافية على ما أكده المزارع "شروف" بالقول: «لا شك أن "الملش" مفيد جداً للخضار، وهو إضافة إلى ما ذكر يحفظ النبات من الاتساخ بالأتربة وخاصة الخس والبندورة، وله فائدة مهمة جداً حيث يعمل على زيادة درجة حرارة التربة فيساعد على نمو النبات، ولكن عند زيادة درجة الحرارة بصورة كبيرة قد يعطي نتائج عكسية».

في البساتين الكبيرة
حسين وعلي شروف