من دائرة المنزل الضيقة خرجت إلى عمل حديث الحضور في المدينة، فكونت ورشتها الخاصة لتوضيب الكرتون الخاص بالمحال التجارية ومعامل الحلويات.

بعد الاهتمام بالأطفال ورعاية الأسرة سنوات طويلة وجدت "أسيمة كيوان" في العمل غايتها لقضاء وقت منتج ومفيد تحدثت عنه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 شباط 2015، فكانت تجربتها الخاصة التي نتجت عنها ورشة عمل لا يقل عدد عناصرها عن أحد عشر عاملاً وعاملة يعملون كخلية النحل، كما قالت: «لدي ثلاثة أولاد وبقيت سنوات طويلة رهينة هذه المهمة التي شغلت اهتمامي، لكن عارضاً مرضي خطيراً ساهم في تغيير حياتي ونقلني إلى ساحة العمل الذي أتابعه اليوم، فالحاجة إلى الحركة كمطلب صحي كان لتطبيق نصيحة الطبيب الذي تابعني، وجاءت الظروف مساعدة من خلال عمل ابني في المطبعة المركزية في "السويداء" وهي شركة كبيرة، وكانت بحاجة إلى اليد العاملة لغاية توضيب الكرتون المخصص لتعليب منتجات معامل الحلويات ومختلف المنتجات، وعمل ابني لفترة قصيرة في هذا العمل، وكان أن طرحنا فكرة عملي والإشراف على عدد من العمال وتكبير الورشة، وبالفعل انتقل ابني إلى المطبعة، وبقيت أنا في هذه الورشة لأقوم في البداية بتعلم العمل وهو عمل يدوي يحتاج إلى السرعة والدقة لكوننا نعمل بقطع تعتمد على القطاعات التجارية كثيراً، ولا بد من المحافظة على إنتاج علبة وفق التصميم المقرر من قبل المطبعة.

بالمصادفة تعرّفت هذه الورشة، وقد التحقت بالعمل لأنني بحثت عن فرصة عمل لدعم أسرتي، فأنا حاصلة على الشهادة الإعدادية ولم أحصل على وظيفة، وقد وجدت في هذه الورشة غايتي حيث العمل في الفترة الصباحية، ولدي ارتياح كبير لعمل "أسيمة" وإدارتها للعمل، لكونها سيدة عملية تتابع العمل بجدية واهتمام، وتعد مثالاً لكل السيدات الراغبات بإقامة أعمال خاصة ومطلوبة مثل هذه الورشة التي خلقت فرص عمل لي ولعدد كبير من السيدات والشباب، وهي مطلوبة خاصة في هذه المرحلة والظروف الاقتصادية السائدة

ولم أستهلك الوقت الطويل لتعلم عملية عقد الاتفاقات والاستلام والتسليم، وحرصت على تنظيم فواتير وفق رؤية المطبعة التي نتلقى منها العمل، وهو عبارة عن القطع الكرتونية التي نقوم بطيها وتوضيبها بطريقة أنيقة لنسلمها لأصحاب الطلبيات، وكانت الفترة الأولى عبارة عن تجربة أسعدتني لأني تعلمت العمل بسرعة وبدأت أدرب العمال والعاملات.

الورشة عمل متواصل وسريع

اليوم بعد حوالي عامين من العمل يلتحق بالورشة أحد عشر عاملاً وعاملة، لنعمل من الثامنة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر بلا انقطاع، وعندما تزيد الطلبيات قد يكون الوقت أطول وفق خيار العمال وقدرتهم على العمل».

التعامل بالقطعة فرصة جديدة لتحسين العمل والحصول على اليد العاملة المناسبة، كما أضافت بالقول:

حمد رسلان

«فكرة الورشة اعتمدت في البداية على التعامل بالقطعة، أي نتسلم عدداً من القطع وفق أجر محدد للقطعة وقد لا يتجاوز الثلاث ليرات، وأجر العامل مرتبط بما يتمكن من إنجازه من هذه القطع، هذه الفكرة مكنتنا من الحصول على عدد جيد من العمال والعاملات؛ لأنني أعمل مع مجموعة من الشابات والشباب وكل من استطاع العمل لساعات معدودة، ومكنني ذلك من إدارة العمل، والعمل المتواصل في التوضيب مثل أي عامل في الورشة.

ليكون لهذا العمل أثر كبير في تحسن صحتي وتحقيق نوع من الاستقرار المادي لي ولأسرتي، بوجه اختلف عن السابق لأخطط معهم لمشاريع جديدة وتحقيق أحلام كنا نعجز عن تحقيقها في مراحل سابقة».

خلود مداح أثناء العمل

الورشة قدمت خدماتها وساهمت مساهمة مباشرة مع "المطبعة المركزية" التي مدت الأسواق بالعلب الكرتونية الأنيقة، كما حدثنا "حمد رسلان" مدير المطبعة، وقال: «عندما باشرت المطبعة عملها في المحافظة بوصفها من أكبر القطاعات المطبعية في المنطقة الجنوبية، باتت تمد الأسواق بنوع من العلب الكرتونية لتعليب المنتجات المختلفة، لكن عدد العمال لدينا كان أقل من تلبية حاجة التغليف، لأننا ركزنا على تعيين كادر فني ومهني متخصّص، وأخذنا نستعين بعدد بسيط من الأشخاص لإنجاز المهمة، لكن توافر ورشة مثل التي تديرها "أسيمة" نظّم العملية وساهم في إنجاز الطلبيات ضمن المواعيد المناسبة، من خلال ورشة منظمة تلتزم المشرفة عليها بالمواعيد، وتنجز العمل بدقة وتميز، وفي ذات الوقت ساهمت الورشة في إيجاد فرص عمل جديدة عادت عليها وعلى العمال وأسرهم بالخير».

"خلود مداح" التحقت بالعمل في الورشة لكون العمل مناسباً، وساعدها في الحصول على دخل إضافي، وقالت: «بالمصادفة تعرّفت هذه الورشة، وقد التحقت بالعمل لأنني بحثت عن فرصة عمل لدعم أسرتي، فأنا حاصلة على الشهادة الإعدادية ولم أحصل على وظيفة، وقد وجدت في هذه الورشة غايتي حيث العمل في الفترة الصباحية، ولدي ارتياح كبير لعمل "أسيمة" وإدارتها للعمل، لكونها سيدة عملية تتابع العمل بجدية واهتمام، وتعد مثالاً لكل السيدات الراغبات بإقامة أعمال خاصة ومطلوبة مثل هذه الورشة التي خلقت فرص عمل لي ولعدد كبير من السيدات والشباب، وهي مطلوبة خاصة في هذه المرحلة والظروف الاقتصادية السائدة».

الجدير بالذكر، أن "أسيمة كيوان" من مواليد 1971