بعد عدة أعمال يدوية أتقنتها؛ تتجه "نجاح نصر" إلى فكرة تدوير الورق لتصنع تصاميم قابلة للاستخدام المنزلي، مستخدمة مهارتها في إنتاج أشكال جميلة لاستخدامات مختلفة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 2 آذار 2015، تابعت التجربة التي تنجزها هذه السيدة بهدف الاستفادة من خامة قابلة للتدوير ويمكن لربة المنزل تصنيعها، حيث قالت: «بدأت تصنيع الخيزران والقش وخامات مختلفة وكنت مولعة بتطبيقها وفق أشكال أصممها على شكل سلال وأطباق، إلى جانب الخياطة والحياكة وصناعة الإكسسوار وتدوير الأقمشة لتكون الفكرة منسجمة مع رؤيتي؛ فباستطاعة المرأة الاستفادة من كل الخامات التي تقع عليها عيناها لأنها تمتلك الصبر والطاقة القادرة على الإنتاج وتكوين القطع التي تحتاجها وفق رؤيتها الفنية وعلاقتها مع اللون والمادة.

لم أستخدم نوعاً واحداً من أنواع الورق، حيث استفدت من الكرتون ومختلف أنواع أوراق الجرائد، هنا مساحة واسعة للاستثمار والتصنيع، والفكرة هنا ترتكز على تصنيع تكوينات صغيرة بتصميم فني جميل لنكوّن أشكالاً مختلفة تضاف إلى الزينات المنزلية ولغرف الأطفال؛ لتكون متممة لفكرة التدوير بالاستفادة منها بدلاً من القطع البلاستيكية ولدائن قد تكون غير صحية

هنا كان للورق حضور في تجربة بسيطة لأصنع من الورق التالف؛ صفحات الجرائد ودفاتر الرسم وأطباق الزبدة التي طبقت عليها "بترونات" الخياطة، وكانت البداية مع أطباق جدلتها على طريقة الخيزران؛ فاستخدمت الأطباق الملفوفة والمثبتة بالمواد اللاصقة على أقواس ودوائر وقطع أجمعها لأشكل القاعدة والأطراف، وأنتج في النهاية قطعاً يمكن لربة المنزل الاستفادة منها.

نجاح نصر تعرض ما أنتجت يداها

وقد حرصت على اختبار متانة هذه القطع ووجدت أننا كلما أتقنا الصنعة كانت لدينا فرص لإنتاج أشكال وتصاميم أكثر فائدة، لأصنع في البداية طاولة صغيرة شكلتها وفق تكوين الورق على شكل أنابيب كبيرة ثبتها بالمواد اللاصقة وكانت كبيرة الحجم نسبياً لتكون صالحة للاستخدام وتتحمل بعض القطع الصغيرة وخفيفة الوزن مثل الهاتف وبعض القطع التزيينية، ومن بعدها انتقلت إلى صناعة السلال بتصاميم مختلفة منها ما يتشكل من دوائر من الورق الملفوف مختلفة الحجم، ومنها عبارة عن شرائط ورقية صنعتها بسماكة مناسبة لتكون بديلاً من السلال البلاستيكية التي تصلح لعدة استخدامات.

أيضاً عملت على فكرة أطباق صالحة لضيافة الحلويات والسكاكر، وهذه قطع مطلوبة لكونها خفيفة الوزن ولدينا قدرة على تبديلها وتقديم تصاميم جديدة في كل موسم».

طاولة صغيرة من الورق من صنعها

تتعامل "نجاح" مع الجمعيات الخيرية كمتطوعة، لذا سخرت عملها لدعم مشاريع هذه الجمعيات للعمل على فكرة التدريب على عملية تدوير الورق من جهة، وتقديم نوع من الدعم لهذه الجمعيات من خلال المعارض المتخصصة، كما أضافت: «يشغل العمل اليدوي وتدوير الورق حيزاً كبيراً من أيامي لغايتي في نشر رسالة عن الفرص الكبيرة التي يمكن الاستفادة منها من عملية تدوير أي نوع من الخامات، فكيف يكون الحال مع الورق الذي تتوافر منه كميات كبيرة في المنازل، وكي لا يكون نصيبه الحشر في زوايا الإتلاف نخرجه ونصنعه ليكون قطعاً جميلة نحتاجها، وقد حاولت تدريب كثر على هذه الطريقة وقدمت المنتج من خلال معارض متخصصة، ليكون الريع لمصلحة الجمعيات التي أعمل لمصلحتها، وكانت لدي عدة فرص للتسويق بوجه شخصي، وهي قطع لا نطلب لها أسعار مرتفعة لكون الخامة موجودة، ولا يكون السعر أكثر من تكلفة المواد ووقت الإنجاز الذي استهلكته القطعة».

عن أنواع الورق القابلة للتدوير وفق تجارب أنجزتها من الكرتون والورق المقوى، فتقول "نصر": «لم أستخدم نوعاً واحداً من أنواع الورق، حيث استفدت من الكرتون ومختلف أنواع أوراق الجرائد، هنا مساحة واسعة للاستثمار والتصنيع، والفكرة هنا ترتكز على تصنيع تكوينات صغيرة بتصميم فني جميل لنكوّن أشكالاً مختلفة تضاف إلى الزينات المنزلية ولغرف الأطفال؛ لتكون متممة لفكرة التدوير بالاستفادة منها بدلاً من القطع البلاستيكية ولدائن قد تكون غير صحية».

جنان كمال الدين

رافقت عملها لكونها متلاقية معها من حيث الفكرة والعمل في مسار التدوير للأقمشة وخامات مختلفة، كما تحدثت "جنان كمال الدين" مؤسسة مشروع "نساء يعدن الحياة"، وقالت: «لدى "نجاح" مهارات يدوية مختلفة وقد تلاقيت معها في عدة أفكار أهمها فكرة تدوير الأقمشة من خلال مشروعنا "نساء يعدن الحياة"، وهي عنصر فاعل ومؤثر في هذا المشروع الذي جمعت به شريحة من صاحبات المهارة والفن لتدوير مفيد للمجتمع، وهي من خلال عملية تدوير الورق تقدم نموذجاً جديداً وتجربة يمكن الاستفادة منها لأنها قابلة للتطوير، وقد خلقت منها أفكاراً مميزة ولاقت الرواج خلال المعارض، وكل ما تقدمه يحمل رسالة واضحة للمجتمع وما يمكن للمرأة أن تقدمه، مع الإشارة إلى أنه مهما تضاعف رقم النساء العاملات إلا أن الكثيرات منهن عاطلات من العمل، وقد تكون هذه الطرائق غير التقليدية كفيلة بخلق فرصة عمل أو على الأقل قتل أوقات الفراغ واستثمارها بعمل مجدٍ ومفيد لها ولأسرتها».

الجدير بالذكر، أن "نجاح نصر" ربة منزل تشغل وقتها بالكامل في الأعمال اليدوية، وتنتج من الكرتون والصوف والقماش ما يستحق العرض، ومنتجاتها مطلوبة من قبل المهتمين بأفكار التدوير.