ليس أجمل من زيارة في مواسم الشتاء لقرية "سهوة بلاطة" التي تتزين بزهور اللوز الذي عمر في هذه الأرض، وحافظ عليه الأهالي لخيره العميم.

فمن جذر اللوز المر الذي حفر عميقاً في تربتها تتفرع زراعة اللوزيات لكونه قابلاً للتطعيم بما يزيد على عشرة أصناف، والأهم بينها ثمار اللوز الحلو التي اشتهرت القرية بها كمنتج أولي يطلب بكثرة؛ كما تحدث "إياد كحل" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 شباط 2015، وقال: «من الأشجار التي تواجدت في القرية منذ القدم زرعها الأجداد ووصفت في أحاديثهم من حيث أزهارها الجميلة وثمارها الغنية التي تعد أحد المكونات الغذائية للأهالي، وكل أبناء القرية يعرفون المناطق التي استوطنت فيها هذه الشجرة من مئات السنين، مثل منطقة "رسم اللوزة" بجوار القرية باتجاه الشمال، وبقيت قادرة على الإثمار لغاية هذا التاريخ، وهذا ما قدم الدليل لأهالي القرية أن اللوز من أهم الأشجار التي يجب المحافظة عليها وتطويرها لتجد عدداً كبيراً الأهالي رغم ارتباطهم بالوظيفة -وأنا منهم- أسسوا لكروم كبيرة أو متوسطة واللوز الشجرة الأهم فيها، وقد تكون الزراعة الأولى للوز المر، لكن المفيد هنا معرفة أنه وبالنسبة للأهالي فإن اللوز تتبع له اللوزيات بأنواعها وهي كل الأصناف التي يمكن التطعيم بها على الجذر الأساسي، وهو اللوز المر».

من الأشجار التي تواجدت في القرية منذ القدم زرعها الأجداد ووصفت في أحاديثهم من حيث أزهارها الجميلة وثمارها الغنية التي تعد أحد المكونات الغذائية للأهالي، وكل أبناء القرية يعرفون المناطق التي استوطنت فيها هذه الشجرة من مئات السنين، مثل منطقة "رسم اللوزة" بجوار القرية باتجاه الشمال، وبقيت قادرة على الإثمار لغاية هذا التاريخ، وهذا ما قدم الدليل لأهالي القرية أن اللوز من أهم الأشجار التي يجب المحافظة عليها وتطويرها لتجد عدداً كبيراً الأهالي رغم ارتباطهم بالوظيفة -وأنا منهم- أسسوا لكروم كبيرة أو متوسطة واللوز الشجرة الأهم فيها، وقد تكون الزراعة الأولى للوز المر، لكن المفيد هنا معرفة أنه وبالنسبة للأهالي فإن اللوز تتبع له اللوزيات بأنواعها وهي كل الأصناف التي يمكن التطعيم بها على الجذر الأساسي، وهو اللوز المر

المهندس "سهيل قسام الحناوي" أستاذ في المدرسة الصناعية، وصاحب أحد بساتين اللوز التي طورها بمفرده؛ من حيث طريقة الغرس وتنويع الأصناف كما حدثنا بالقول: «من المعروف أننا وعينا على وجود هذه الشجرة في القرية، فاللوز المر من الأشجار المرغوبة في المنطقة والمنسجمة مع الأجواء وانتشرت بكثرة طلباً لثمارها الغنية، وقد فاق اهتمام الأهالي بهذه الشجرة في أواخر الثمانينيات الحالة المعهودة؛ والفضل في ذلك يعود إلى مشروع تطوير المنطقة الجنوبية الذي رعته وزارة الزراعة، حيث كانت فرصة لتنويع الأصناف وخلق مساحات صالحة للزراعة؛ ليحل اللوز في المناطق الوعرة وتتحول إلى بساتين خيرة.

إياد كحل

وبالنسبة إلى تجربتي الخاصة مع زراعة اللوز، فقد بنيت على معرفة دقيقة بنوعية جذور اللوز وتأثرها الواضح بعملية النقل، وقد قمت بزراعة الكرم بالاعتماد على البذرة وكانت من التجارب الناجحة، وتمت متابعة هذه البذور فالمتعارف عليه في المنطقة أن بذرة اللوز تحمل صفات الشجرة الأم، ولأننا لا نفضل على العمل الزراعي أي نشاط فقد بقي هذا الكرم يحتل الجانب الأكبر من اهتمامي رغم الدراسة ومن بعدها العمل؛ فهذه الشجرة تستحق أن نعلق عليها الآمال فهي لا تقل من حيث العطاء عن الأصناف المثمرة في منطقتنا.

ومن تعامل مع اللوز يعرف أنه وفي هذه المنطقة لا يتأخر بالإثمار، ويبقى المطلوب للحصول على ثمار اللوز الحلو تطعيم الأشجار في مرحلة مبكرة، ومراقبتها لتكون قادرة على الإثمار في حال توافرت الظروف المناخية المناسبة، وعلى أقل التقديرات فإن شجرة اللوز تنتج كميات معتدلة تعود على الفلاح وأسرته بالخير، لتكون أحد موارد المؤونة والحصول على نوع غني ومفيد من المكسرات لعدة استخدامات؛ يباع بسعر مرتفع ينسجم مع جهد الفلاح ورعايته».

آصف الحناوي

عن الأصناف الجديدة التي دخلت إلى المنطقة، يحدثنا "آصف قسام الحناوي" المتخصص في الأصول الوراثية، ويقول: «أنواع مختلفة زرعت في المنطقة منها الأنواع البلدية المحلية المعمرة ثمارها لوز مر، وبقيت قادرة على الإنتاج لعقود طويلة، اليوم الأنواع الجديدة المتوافرة التي رغبها المزارعون لغزارة الإنتاج ومقاومة العوامل الجوية؛ تتمثل في اللوز الإسباني المرغوب لكونه متأخر الإزهار؛ حيث يزهر مع موسم التفاح وبذلك ينجو من موسم الصقيع، وظهر نوع آخر وهو "الفيرانيس" وهو متأخر الإزهار ومنتج ويحقق أسعاراً مرتفعة، هذه الأنواع تطلب لكونها متأقلمة مع الأجواء ومناسبة جداً، ومطلوبة لصناعة الحلويات من حيث الفائدة والشكل.

اليوم تدخل أصناف جديدة مثل "تكساس أميركي"، وأنواع مختلفة للوز "الفرك"؛ وهي الأصناف الشامية، وصنف ملحق نسميه "A" وهو أحد الأصناف التي تساعد في نجاح عمليات الإلقاح، ولدينا أنواع مختلفة من اللوز المر الذي ينتشر لأن ثماره مطلوبة للحصول على الزيت واستخداماته العلاجية، وبحكم قدم الشجرة وإدخال أصناف جديدة ظهرت بعض الأنواع الناتجة عن تهجين خلطي طبيعي؛ وهي أصناف جيدة غزيرة الإنتاج ومتميزة من حيث الثمار».

اللوز في مواسم الإثمار والنضج

الجدير بالذكر، أن عمر بعض أشجار اللوز البلدي في القرية تجاوز مئتي عام، وهي أشجار مثمرة ومعروفة في القرية.