من حجارة سوداء هشة أحواض لنباتات خضراء على مدار العام، هنا انتقال بالحجر من الطبيعة إلى المنزل أو المكتب وفرصة لتنشق الحياة بتجميل طبيعي.

طريقة جديدة في استثمار أنواع من الحجارة البركانية لتكون عامل تجميل انتقته مدونة وطن "eSyria" من بين مجموعة من التجارب المحلية للاستفادة من طاقة الحياة القابضة في مسامه، قالتقت بتاريخ 2 شباط 2015، السيد "آصف الحناوي" المهتم بالزراعة، من قرية "سهوة بلاطة"، الواقعة جنوب شرق مدينة "السويداء"؛ الذي طبق تجربته الأولى بزراعة شتول صبارية لاقت الاستحسان من قبل شريحة كبيرة، يقول "الحناوي": «في رحلات الربيع والتجول في التلال المجاورة لقريتي ولقرى "رساس" والتجول في محيط تلالها و"تل شيحان" المرتفع بجوار مدينة "شهبا"؛ جمعت كمية كبيرة من حجارة كبيرة الحجم خفيفة الوزن سرقت من البازلت لونه الأسود الجميل، احتفظت بها في مكان جميل في الحديقة، وقد لفتني جمال هذه الحجارة وسهولة التعامل معها وشعرت بأن بعضها مجهز أو محفور بشكل طبيعي ليحتضن نبتة معينة، وفكرت بتطبيق تجربة الزراعة فيها، فهذه الحجارة نفوذة للماء وفي ذات الوقت قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة المطلوبة لجذر صغير، ولأن هذه الحجارة بركانية ومتوافرة في المنطقة بكثرة وبجوار التلال فإن لدينا معلومات كثيرة عنها وعن مزاياها الجمالية وانسجامها مع البيئة.

الفكرة واقعية من حيث التفاعل والاستفادة من مكونات البيئة المحيطة وملامسة لها وبعملية نقلها إلى المنزل وحدائق المكاتب وأي مكان نكون فيه؛ خطوة لتصعيد حوار ذاتي شفاف مع هذه المكونات، هنا لرائحة الحجر حضور ونكهة خاصة، ووجود الحجر البركاني تأكيد لحالة الارتباط بالحياة والأرض وهو مكون وتفصيل جمالي ساهم في تقديم نماذج طبيعية أعطت مسحة الجمال لمنطقتنا، وقد شاركت كثر بهذه التجربة وشجعت الزملاء على التجربة، ومنهم من أعاد التجربة مستفيداً من نصائح السيد "آصف"، ومنهم من اشتراها لتأثره بجمالها وتكوينها الفريد

هنا للفراغات والتكوين الطبيعي جمال وحياة دفعتني للتجربة واستحضار هذه الحياة الطبيعية في منازلنا والحدائق والمكاتب، لتكون كأصص للنباتات تهرب الماء الزائد، ورأيت إمكانية استثمارها لزراعة نباتات صبارية وطورت التجربة لنباتات للزينة لغاية في نفسي ترتبط بالبحث عن أشياء طبيعية نستثمرها بطريقة جمالية اقتصادية، وعندما عرضتها تابعها عدد كبير من المهتمين بوصفها تجربة جديدة، وباتت مطلوبة كثيراً مني».

السيد آصف الحناوي

عن طريقة التحضير يضيف السيد "آصف" بالقول: «الحجر لا يحتاج إلى مجهود كبير لتهيئة حوض صغير في وسطه أو الشكل الذي يرغب به الشخص لنضيف التراب ونختار نوعاً من النباتات المفضلة لدينا، وقد لاحظت أن الصباريات مناسبة لهذه الطريقة لكون جذرها صغيراً ولا يحتاج إلى حجم أكبر، وهي من النباتات القابلة للاستمرار داخل الغرف؛ لذا فهي فرصة لتزيين طبيعي داخلي والاستفادة من طاقة الحجر التي باتت معروفة، وهي في هذا المكان بديل للأوعية البلاستيكية بألوانها وطبيعتها كمادة مصنعة تختلف عن الحجر وسحره الجاذب، وقد لاحظت أنها طلبت للمكاتب والصالونات بوصفها طبيعية حيث الحجر والنبات، وكذلك سهولة الحمل والتعامل النظيف معها».

زينت شرفتها ومكتبها بعدد منها لتأثرها بالشكل الجميل والخروج من الشكل المعتاد؛ كما حدثتنا السيدة "حنان حسن" التي تعمل محاسبة في اتحاد عمال "السويداء"، وقالت: «شدني شكلها الجميل ولونها الساحر، وحاولت الحصول على عدد منها واخترت عدة أنواع من النباتات، ومن وجهة نظري الفكرة تستحق الجهد، لأنها حديثة إلى حد ما في منطقتنا مع العلم أن هذا النوع من الحجارة يتوافر في عدة أماكن، وقد استفدت منها لتزين المكتب وتعطي شعوراً بالراحة، والخروج عن طرائق التزيين المصطنعة، وقد لاقت استحسان الزوار، وسألوا عنها. والمفيد في الموضوع أنه يمكن الحصول عليها في مختلف المواسم، وقد تمكنت من انتقاء أنواع مختلفة منها وحسب الرغبة بهذا النوع من النباتات، ولم أجد في التعامل معها أي صعوبة، حيث يمكن الاهتمام بها بطريقة بسيطة؛ ولأن الحجارة قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة فهي مقاومة للعطش وقد جعلتها ملاصقة للحاسب وأجهزة أخرى لمحاولة الاستفادة من طاقتها الإيجابية وحضورها الطبيعي في المكان المغلق».

تجربة زراعة نباتات الزينة في الحجارة

حوار مع البيئة يمزج طاقة النبات والحجر بصمت أبلغ من الكلام؛ كما حدثتنا الآنسة "عبير أبو الفضل" وهي مدرسة علوم بيئية بالقول: «الفكرة واقعية من حيث التفاعل والاستفادة من مكونات البيئة المحيطة وملامسة لها وبعملية نقلها إلى المنزل وحدائق المكاتب وأي مكان نكون فيه؛ خطوة لتصعيد حوار ذاتي شفاف مع هذه المكونات، هنا لرائحة الحجر حضور ونكهة خاصة، ووجود الحجر البركاني تأكيد لحالة الارتباط بالحياة والأرض وهو مكون وتفصيل جمالي ساهم في تقديم نماذج طبيعية أعطت مسحة الجمال لمنطقتنا، وقد شاركت كثر بهذه التجربة وشجعت الزملاء على التجربة، ومنهم من أعاد التجربة مستفيداً من نصائح السيد "آصف"، ومنهم من اشتراها لتأثره بجمالها وتكوينها الفريد».

الجدير بالذكر، أن أسعار هذه الأصص معتدلة، وقد انتشرت بكثرة لحداثة التجربة وارتياح الكثيرين لها.