ظهرت في كروم وحدائق المدينة والقرى، شاهقة الارتفاع غزيرة الثمار وهو ما يدل على انسجامها مع المناخ وقدرتها على الاستمرار إذا توافرت الموارد المائية الكافية.

لم تنتشر شجرة الجوز كحقول خاصة لهذا النوع، لكنها طعمت كروم التفاح والحدائق المنزلية بلونها الأخضر وكثافة أوراقها.

خلال العقدين الماضيين كانت المياه غزيرة في قريتنا، وكانت فرصة لاختبار أنواع مختلفة من الأشجار، وقد تكون دلائل نجاح الزراعة من شجرة نمت في المنطقة عن طريق المصادفة، ومع متابعتها وإنتاج الثمار قدمت نوعاً من التشجيع لاستحضار غراس وإضافتها للحديقة المنزلية. كان الشائع أن هذه الشجرة تحتاج لكمية كبيرة من المياه، وعمل الأهالي على اختيار مكان زراعة هذه الشجرة بأقرب نقطة لمورد الماء، ولتكون المياه "على كعبها" وفق القول الدارج في المنطقة، ولأنهم اهتموا بهذا النوع المطلوب من المكسرات كمادة غذائية جيدة ولها حاجات مختلفة في المنزل، تابعوا أخبار من زار بساتين الجوز في ريف "دمشق"، وتحدث عن مياه جارية وغزيرة لسقاية دائمة وطرائق رعايتها وقد حاولنا إيجاد ظروف مناسبة بناء على هذه المعرفة وعلى سبيل المثال، ففي حديقتي شجرتان بدأتا الإنتاج لما يقارب الثماني سنوات، وقد يصل إنتاج الواحدة منهما إلى خمسين كيلوغراماً، وفي سنوات نعمنا بإنتاج أكبر

مدونة وطن "eSyria" رصدت تجربة زراعة الجوز في "السويداء" من خلال مزارعين اختبروا هذه التجربة؛ ومنهم العم "أبو أيمن يوسف العبد الله" من قرية "الثعلة"؛ الذي حدثنا بتاريخ 1 شباط 2015، عن تجربة زراعة الجوز في حديقة المنزل، وقال: «خلال العقدين الماضيين كانت المياه غزيرة في قريتنا، وكانت فرصة لاختبار أنواع مختلفة من الأشجار، وقد تكون دلائل نجاح الزراعة من شجرة نمت في المنطقة عن طريق المصادفة، ومع متابعتها وإنتاج الثمار قدمت نوعاً من التشجيع لاستحضار غراس وإضافتها للحديقة المنزلية.

العم يوسف العبد الله

كان الشائع أن هذه الشجرة تحتاج لكمية كبيرة من المياه، وعمل الأهالي على اختيار مكان زراعة هذه الشجرة بأقرب نقطة لمورد الماء، ولتكون المياه "على كعبها" وفق القول الدارج في المنطقة، ولأنهم اهتموا بهذا النوع المطلوب من المكسرات كمادة غذائية جيدة ولها حاجات مختلفة في المنزل، تابعوا أخبار من زار بساتين الجوز في ريف "دمشق"، وتحدث عن مياه جارية وغزيرة لسقاية دائمة وطرائق رعايتها وقد حاولنا إيجاد ظروف مناسبة بناء على هذه المعرفة وعلى سبيل المثال، ففي حديقتي شجرتان بدأتا الإنتاج لما يقارب الثماني سنوات، وقد يصل إنتاج الواحدة منهما إلى خمسين كيلوغراماً، وفي سنوات نعمنا بإنتاج أكبر».

غاية الاختبار كانت دافعاً حقيقياً للمزارع لغرس حبة جوز في وعاء صغير وانتظارها لتنمو ونقلها للحقل؛ كما بيّن الأستاذ "علي شاهين" الخبير الزراعي خريج المدرسة الزراعية، والمرجع لمزارعي المنطقة وقال: «ظهرت شجرة الجوز في مناطق مختلفة من جبل العرب، وحققت أرقاماً إنتاجية مشجعة، لكنها لغاية هذا التاريخ لم تحقق تعداداً شجرياً كبيراً لكونها تزرع منفردة أو كعدد من الشجيرات في حقل أو حديقة منزلية، فقد كان ظهورها في "السويداء" بدايةً وانتشرت في القرى، وهي موجودة في قريتنا "الثعلة" على سبيل المثال منذ منتصف الثمانينيات، لكن الانتشار الأوسع ظهر خلال السنوات العشر الماضية.

الأستاذ علي شاهين

وبالنسبة لهذا النوع فقد عرف الناس قيمته الاقتصادية وأتقنوا طرائق زراعته؛ ليكون على الفلاح أو ربة المنزل أو أي مهتم بالحصول على شجرة جوز غرس بذرة أي ثمرة من ثمار الجوز الناضجة في وعاء صغير مخصص لها؛ لتترك عدة أشهر وبعد أن تتفتح أوراقها الخضراء تغرس بالحقل، وهنا نؤكد على ميزة الثمرة التي تنمو حاملة لمواصفات الشجرة الأم تماماً مثل اللوز؛ وهذا ثبت بالتجربة العملية.

فالجوز نبتة مرغوبة في حال توافر المياه، ولا توجد صعوبة في رعايتها لكون الخدمة للشجرة تعني الري والرش لمرة واحدة لمقاومة "البسيلا" أحد أنواع الحشرات التي تصاب بها الشجرة، لذا فإن الشجرة مفضلة للمزارع، وهي في طور التوسع والانتشار الدائم».

الأستاذ نايف السنيح

ظهرت في بساتين ظهر الجبل وفي القرى المرتفعة الباردة والمعتدلة، كما حدثنا المهندس الزراعي "نايف السنيح"؛ الذي تحدث من خلال تجربته، وقال: «من خلال المتابعة لعدد من البساتين والكروم في "ظهر الجبل" لاحظت انتشار الجوز، لكنه انتشار فردي وقد لا يزيد على شجرتين أو ثلاث في "الكرم" الواحد، وكذلك في الحدائق المنزلية، ومتى توافر الماء استطاعت هذه الشجرة الاستمرار بحالة صحية مقاومة للبرودة والأجواء السائدة في المنطقة؛ لذلك نراها في مناطق مرتفعة ومنخفضة الارتفاع وتظهر مستوى جيداً من الإنتاج، وهذا الانتشار يقودنا لرؤية الفلاح في منطقتنا التي ترتبط بزراعة أنواع على سبيل التجربة، وليكون لديه إنتاج من هذا الصنف أو ذاك يكمل الحاجة المنزلية، ويؤكد ذلك أن شجرة الجوز عندما تحصل على وارد مائي كبير فإنها تجود بخير وفير؛ فقد تحمل الشجرة ما يزيد على 100 كيلوغرام من الجوز، والرقم قابل للزيادة سنوياً وفقاً لصنف الشجرة والرعاية السليمة، لتجد الفلاح يتابعها ويعتني بها لدرجة أنه قد يحصي عدد الثمار في القطفة الأولى والثانية؛ فهذه الثمار مؤونة منزلية مطلوبة.

هذه الفكرة عممت حضور الجوز وعرفت عنه فقد لا يكون للفلاح رغبة بالإنتاج للبيع بقدر الحصول على إنتاج يكفي الأسرة من مادة مغذية لذيذة الطعم لها استخدامات كثيرة في المناسبات الاجتماعية، مثل حالات استقبال المولود، وتعد مادة مكملة لعدد من الأطعمة المنزلية والمؤن، وتدخل في كثير من الوصفات الشعبية المتداولة لتقوية الجسم وتغذية الأطفال».

الجدير بالذكر، أن شجرة الجوز مع نموها السنوي ترتفع حيث تتجاوز ارتفاع المنازل، وقد تعلم الأهالي طرائق القطاف بالاعتماد على العصي الطويلة لجمع الموسم؛ وهي مهمة الشباب بالتأكيد.