بعد عمل متواصل في سبيل الاستفادة مما حولنا أنهى المخترع السوري "أجود شجاع" تطوير عمل مروحة مولدة للطاقة الكهربائية التي تنتج الإنارة المنزلية، وتخزن الطاقة في البطاريات العادية من أجل استغلالها في حال انقطاع التيار الكهربائي، غير أنه يطلب الدعم من أجل إنجاز طواحين قادرة على توليد طاقة بديلة عالية.

مدونة وطن "eSyria" التقت المخترع السوري "أجود شجاع" يوم الأحد الواقع 18 كانون الثاني 2015، ليحدثنا عن مروحته الهوائية التي استقاها من واقع الوضع الحالي، فقال: «مع أن فكرة الاستفادة من طاقة الرياح ليست جديدة؛ وطواحين الهواء معروفة منذ القدم، إلا أن إمكانية تطبيق هذه الفكرة على المولدات الكهربائية ليست سهلة وتحتاج إلى الدقة في التصميم والتنفيذ، وقد جرت محاولات كثيرة في هذا البلد لصنع هذا النوع من المراوح إلا أن فرص نجاحها من الناحية العملية كانت شبه معدومة، وهذا يعود إلى عدة أسباب أهمها: عدم إجراء الدراسة الكافية للملاءمة بين سرعة الرياح ومساحة أجنحة المروحة ودرجة ميلها من جهة، وأعطال المولد الكهربائي (الدينامو) وممانعته للدوران من جهة أخرى. وقد تمت تجربة المروحة التي صنعتها، فأعطت نتائج جيدة وناجحة، وكانت فعالة حتى عند هبوب الرياح الخفيفة، فالذي يلاحظ سرعة دورانها ويراقب سرعة الرياح البطيئة يكتشف ذلك بسهولة، فهي تدور حتى لو كانت الرياح بطيئة، ولكن عامل الريح أساسي في الفعالية المطلوبة لتوليد الطاقة الكهربائية، وهي مصنعة يدوياً من صفائح الحديد والبواري واللورمانات، إضافة إلى مولد كهربائي (دينامو)، والبطارية، أما بالنسبة للتكلفة فلم أحسبها حتى الآن، خاصة أن النموذج الأول من كل عمل يتطلب التعديل وإلغاء بعض التصاميم واستبدالها، وهي على كل حال تحقق هواية وإثبات فكرة فقط، وفكرة تصميمها وصناعتها أبعد ما تكون عن التجارة».

هذا يحتاج إلى مراوح عملاقة والمزيد من الخبرات الفنية والأجهزة المتطورة التي تحافظ على مستوى معين من التيار 220 -240 فولتاً، لأن المراوح جميعها تعطي تياراً متأرجحاً صعوداً وهبوطاً حسب شدة الرياح، وهو ما يتطلب مكاناً عالياً ومفتوحاً وتخصيص أموال من أجل الأبحاث، ويحتاج إلى جهة لتبني المشروع من الأساس، والبناء عليه حتى يكتمل

وعن النتائج التي توصل إليها بعد إنجاز المروحة في وضعها الحالي، أضاف: «لقد أعطت المروحة تياراً كهربائياً بفرق توتّر 15-50 فولتاً، وشدّة تيار 5-35 أمبيراً حسب سرعة الرياح، ويستفاد من هذا التيار في شحن البطاريات عن طريق منظم خاص، وعند انقطاع التيار الكهربائي يمكن الاستفادة من مخزون البطاريات التي تركته، (أي إنها قادرة على التوليد والتخزين)، وقد قمت في المدة الأخيرة بتفكيكها من جديد لإلغاء شدة الأصوات التي تصدرها نتيجة ملامستها للرياح حتى لا تتسبب بإزعاج أحد، وقد تحسن الصوت كثيراً عن السابق».

المخترع أجود شجاع.

تبرز الحاجة لإنتاج طواحين هوائية عملاقة من أجل الاستفادة من الطاقة الناتجة عن الرياح ومحاولة إنتاج تيار يصل إلى 220 فولتاً، وهو ما بيّنه "شجاع" بالقول: «هذا يحتاج إلى مراوح عملاقة والمزيد من الخبرات الفنية والأجهزة المتطورة التي تحافظ على مستوى معين من التيار 220 -240 فولتاً، لأن المراوح جميعها تعطي تياراً متأرجحاً صعوداً وهبوطاً حسب شدة الرياح، وهو ما يتطلب مكاناً عالياً ومفتوحاً وتخصيص أموال من أجل الأبحاث، ويحتاج إلى جهة لتبني المشروع من الأساس، والبناء عليه حتى يكتمل».

ويذهب السيد "يوليان عامر" المولود في مدينة "شهبا"؛ الذي له تجارب سابقة مع المراوح المولدة للطاقة إلى التأكيد: «بالخبرات المحلية المتواجدة في "سورية"، وبقليل من الإيمان بما يملكون من عقول مبدعة يمكن أن نجني ثروة كبيرة ونوفر مئات الملايين من الليرات السورية في إنجاز تلك المراوح، وفكرة المروحة العادية على بساطتها تحتاج إلى أموال كثيرة كما حصل معي، صحيح أن المواد المستخدمة من "الخردة" لكن البطاريات والدينامو وكثير من الأشياء المستخدمة تحتاج للمال، وتبقى فكرة الأستاذ "أجود شجاع" في جعل البطاريات تخزن الطاقة جديدة، ويمكن أن يبنى عليها مستقبلاً».

المروحة في مكان مفتوح على الهواء.

الجدير بالذكر، أن المخترع "أجود حسن شجاع" المولود في قرية "الرشيدة" مساعد مهندس متقاعد، وهو يعمل حالياً في تصليح الدراجات النارية، عضو جمعية المخترعين السوريين، وقد شارك بعدد من معارض الإبداع والاختراع، ومن أهم الاختراعات المسجلة له جهاز إنذار ضد السرقة يصلح لحماية المصارف والمحال التجارية والمنازل، ويعمل تلقائياً على رقمين هاتفيين مبرمجين للاتصال في حال السرقة، وهو مسجل تحت رقم 4935 تاريخ 1998، وله جهاز آخر لحماية خطوط الهاتف الأرضي ومنع سرقة المكالمات الهاتفية عن طريق دارة إلكترونية تعطي إنذاراً عند العبث بخط الهاتف، وهو مسجل كبراءة اختراع برقم 4952، لعام 1999.

المروحة العادية على سطح منزل في قرية "الجنينة".