بلونها الأخضر الساطع ميزت شجرة الموز حديقة منزلية في قرية "الثعلة"؛ معلنة حالة من التناغم مع أجواء هذه القرية التي ترتفع حوالي 800 متر عن سطح البحر.

في "الثعلة" انتشرت زراعة "الموز" الذي يسّمى محليّاً بقاتل أبيه، وفي حديقة العم "أبو خالد فايز شاهين" تجولت مدونة وطن "eSyria" لتلتقط صوراً لتجارب زراعية حديثة اختبرت بنوع من الرغبة في المعرفة والتعامل مع نباتات جديدة ومنتجة؛ كما تحدث العم "أبو خالد" بتاريخ 18 كانون الثاني 2015، وقال:

في البيئة الريفية محفزات للتجربة والاختبار، خاصة أن لدينا مساحة مناسبة تحيط بالمنزل، جعلتها تتسع لعدد من أنواع الأشجار المثمرة أهمها الموز، التي زرعتها منذ عدة سنوات وكانت فكرة مستغربة ومستهجنة لأن الموز لم يزرع في منطقتنا، وكانت مصادفة الحصول على شتلة من هذا النوع جعلتني أختبر زراعتها وأعتني بها وأراقب نموها. ففي قريتي لم تكن قد زرعت بعد لكن الفكرة وجدتها عند أشخاص خارج القرية، ولم تكن التجارب مثمرة في تلك المرحلة، لكن خضرة أوراق الموز الدائمة وجمالها جعلاني أسعد بها في حديقتي لتبقى على مدار العام خضراء يانعة، مع أننا في البداية لم نمتلك الخبرة المناسبة للتعامل معها، وكنت في كل مرحلة أستشير قريباً لي متخصصاً في الزراعة لنتابع نموها ونقدم لها الرعاية المطلوبة

«في البيئة الريفية محفزات للتجربة والاختبار، خاصة أن لدينا مساحة مناسبة تحيط بالمنزل، جعلتها تتسع لعدد من أنواع الأشجار المثمرة أهمها الموز، التي زرعتها منذ عدة سنوات وكانت فكرة مستغربة ومستهجنة لأن الموز لم يزرع في منطقتنا، وكانت مصادفة الحصول على شتلة من هذا النوع جعلتني أختبر زراعتها وأعتني بها وأراقب نموها.

العم فايز شاهين

ففي قريتي لم تكن قد زرعت بعد لكن الفكرة وجدتها عند أشخاص خارج القرية، ولم تكن التجارب مثمرة في تلك المرحلة، لكن خضرة أوراق الموز الدائمة وجمالها جعلاني أسعد بها في حديقتي لتبقى على مدار العام خضراء يانعة، مع أننا في البداية لم نمتلك الخبرة المناسبة للتعامل معها، وكنت في كل مرحلة أستشير قريباً لي متخصصاً في الزراعة لنتابع نموها ونقدم لها الرعاية المطلوبة».

من متابعته الدائمة لهذه الشجرة منذ سبع سنوات، يقدّم لنا العم "أبو خالد" بعض المعلومات عن شجرة الموز ويضيف: «الموز يحمل على شكل عنقود كما هو معروف، لكن الغريب أن الفرع الذي يثمر فرعاً حديثاً، وبالمعنى الدارج حيث يقال عن الموز "قتال أبيه"، لأن العنقود عندما يُثمر يؤدي إلى يباس الفرع الذي حمله، ليفرّع هذا العنقود من جديد في العام الثاني، وعلى الفلاح في هذه الحالة أن يتخلص من الفروع القديمة، وهذه ميزة تختلف عن أنواع الأشجار المثمرة التي نتعامل معها في هذا المنطقة؛ مثل الزيتون والعنب وغيرها من الأشجار التي تختلف عن الموز بكل التفاصيل.

عملية تقطيع الفروع القديمة عملية ملزمة لنمو الشجرة

وبالنسبة لهذه الشجيرة فقد أثمرت لعدة أعوام متتالية لكننا خسرنا الثمر بالبداية؛ لأننا لم نمتلك المعرفة عن طرائق رعاية العناقيد في موسم الإثمار، وهناك عدة طرائق أخذنا نجمعها لنقدم الغذاء المناسب للشجرة والمواد التي تساعد على نضج الموز.

وخلال العامين الماضيين استفدنا من ثمارها، وهي نوع من الموز البلدي صغير الحجم بمذاق لذيذ، لكننا وفي موسم الشتاء والصقيع نعتمد طريقة إشعال النار بجانبها لحمايتها من الجلد، وهذا ما ساعدنا على المحافظة عليها؛ فهي بحاجة للمراقبة الدائمة».

الاستاذ علي شاهين

لا يصنفها بين الزراعات المنتجة لكونها تحتاج لظروف خاصة من حيث الرعاية والتدفئة، كما تحدث الأستاذ "علي شاهين" المتخصص في مجال الزراعة الذي قدم العون للعم "أبو خالد" في مجال رعاية شجرة الموز، وفسّر لنا معنى الاسم الدارج لهذه الشجرة، وقال:

«زراعة الموز غير اقتصادية في منطقتنا، لكن ذلك لم يكن عائقاً أمام ولوج فلاحي القرية لهذه التجربة، ومن مراقبتها نلاحظ سلبيات عدم النمو الطبيعي كما نجدها في المناطق الساحلية لأن انخفاض درجات الحرارة يؤذيها كثيراً، ومع أنني من متبعي فكرة أن كل شجرة لديها فرص النجاح في بلادنا بشرط تأمين الجو المناسب والتكامل الغذائي والمائي المطلوب؛ لكننا بحاجة لتجارب أكثر لتقييم فرص الاستمرار.

طرائق الرعاية وما يجعل هذه الشجيرة غير اقتصادية، كما أضاف الأستاذ "علي" بالقول: «فكرة زراعة الموز بشكل أكثر كثافة وعلى مساحات كبيرة من وجهة نظري ووفق التجربة غير مفيدة؛ لكونها بحاجة ماسة للدفء، وقد تكون البيوت البلاستيكية أكثر الطرائق المناسبة للحصول على إنتاج سنوي، لكننا لا ننسى تكاليف هذه العملية الباهظة، ومن ثم فإن التجارب الفردية وانتقاء مكان زراعتها قضية مهمة، والمحافظة على تقديم السماد المطلوب فالأسمدة الآزوتية وأنواع المغذيات يجب أن تحدد وفق تحاليل التربة وإضافة المطلوب منها للحصول على الثمار».