بجوار الزيتون والعنب في قرية "الثعلة" تظهر أشجار "الكارمنتينا" و"الشموطي" وأنواع مختلفة من البرتقال حاملة الخير على أغصانها، مع أنها لم تكن يوماً من الأشجار الأصيلة بالمنطقة.

مدونة وطن "eSyria" تجولت في حقول القرية التي تقع غرب مدينة "السويداء" على بعد 12كم، لتعرف المزيد عن دخول هذه الأصناف للحدائق المنزلية والتجارب الأولى التي شجعت البرتقال على الإقامة والإثمار السنوي.

ترقب الأهالي لهذه الشجرة وأملهم بنجاح زراعتها، جعلها تحظى برعاية مميزة من حيث السقاية والرش بالمبيدات المطلوبة، وقد كان إثمارها المبكر دليلاً على نوع الخدمة التي حصلت عليها لتثمر أشجار القرية في العام الخامس ولغاية السادس، فهي شجرة منتجة لم تتطور لتنتقل إلى سهول القرية لكونها تحتاج لمناطق محمية تخفف من آثار انخفاض درجات الحرارة في موسم الشتاء، لكنها شغلت حيزاً من الحدائق المنزلية لتفي احتياجات المنزل

فحدّثنا الأستاذ "علي شاهين" خريج المدرسة الريفية الزراعية، وهو من أوائل المتخصصين بالإرشاد الزراعي في القرية، بتاريخ 6 كانون الثاني 2104، وقال:

الأستاذ علي شاهين

«دخلت الحمضيات وغيرها من الأشجار المثمرة للقرية عندما توافرت المياه في بلادنا ومُدت شبكات الري، وفي قريتنا كان ذلك عام 1981، وهي من التجارب العشوائية لاستغلال الأرض بأكبر كمية من الأشجار كعادة الفلاح لاستثمار الأرض بأنواع مختلفة تعود عليه بالخير، وفي ذلك الزمن لم يرتكز على أي نوع من الخبرات الزراعية ولم يستشر الفلاح المتخصص في انتقاء المختصصين، ففي هذه القرية المنتجة للمحاصيل الحقلية، كانت مبادرة عفوية رعاها الفلاح وقدم لها الشروط المطلوبة للاستمرار، وما عايشناه في تلك المرحلة أن بعض الفلاحين اجتهدوا للحصول على هذه الشجرة ولو بكميات قليلة لسد حاجة المنزل؛ خاصة بعد أن ظهرت تباشير العطاء.

ولأن البرتقال أكثر قدرةً على تحمّل البرودة من الليمون الحامض بأنواعه، فقد كانت زراعته لدرجة معينة زراعة ناجحة طعمت الحدائق بثمار جديدة تضاف إلى اللوزيات والزيتون والعنب، وكانت بالفعل شجرة محّببة لكون الفاكهة مرغوبة وهي من الأنواع المطلوبة في المنزل للفائدة الصحية الغذائية وللضيافة، وقد قاومت هذه الشجرة العوامل الجوية؛ وهو ما أدى لزيادة انتشارها بداية من البلدة القديمة والحدائق الحديثة، وقد أثمرت هذه الأشجار بشكل لافت لتجد منها ما يقدم أكثر من مئتي كيلوغرام من الفاكهة الجيدة».

العم فايز شاهين

أعوام قليلة للإثمار خبرها الفلاح بالتجربة، كما أضاف الأستاذ "علي"، وقال: «ترقب الأهالي لهذه الشجرة وأملهم بنجاح زراعتها، جعلها تحظى برعاية مميزة من حيث السقاية والرش بالمبيدات المطلوبة، وقد كان إثمارها المبكر دليلاً على نوع الخدمة التي حصلت عليها لتثمر أشجار القرية في العام الخامس ولغاية السادس، فهي شجرة منتجة لم تتطور لتنتقل إلى سهول القرية لكونها تحتاج لمناطق محمية تخفف من آثار انخفاض درجات الحرارة في موسم الشتاء، لكنها شغلت حيزاً من الحدائق المنزلية لتفي احتياجات المنزل».

حديقة صغيرة طعمها بأنواع البرتقال العم "أبو خالد فايز شاهين"، وبقيت وفية لرعايته بالإثمار الجيد كما قال: «كانت لدي رغبة بتجريب شتلة حصلت عليها بما يشبه المصادفة وانتقيت لها مكاناً جيداً في الحديقة لكونها محمية من عدة جهات، ولم يكن لدي رغبة باستشارة المختصين لأنني رأيت بعض التجارب الناجحة في قريتنا، هذه الشجرة لم تأخذ الكثير من الرعاية لكنها وخلال خمسة أعوام تكللت بالثمار ذات المذاق اللذيذ والمرغوب من قبل أفراد العائلة، وهي من صنف "الكارمنتينا"، وبلغ عمرها اليوم عشر سنوات وجدتها من أفضل الأنواع لتقدم مع بداية فصل الشتاء ثمارها هذا العام، وحملت حوالي مئة كيلوغرام، وقد كانت كفيلة بكفاية ثلاث أسر ولغاية هذا التاريخ تتزين بالثمار».

الكريفون يعرضه خلدون ابن العم فايز

من "الكارمنتينا" لأنواع أخرى اتسعت التجربة كما تابع العم "أبو خالد" وقال: «في هذه الحديقة نبتت بذرة لشجرة "أبو سرة" وقبلها كنت أضفت شجرة من صنف "شموطي" و"الكريفون"، وحاولت العناية بها وهي اليوم أشجار مثمرة وليس أجمل من موسم إزهار هذه الأشجار، وكلنا نعرف عطرها الجميل فكيف إذا حصلنا على ثمارها المميزة.

لكن يبدو أن "الكارمنتينا" أكثر مقاومة ويقدم نموها وإثمارها السنوي الدليل على ذلك، وتمنيت لو توافرت لدي مساحة أكبر تنسجم مع احتياجات هذه الأشجار للحماية من درجات الحرارة المنخفضة لزراعة أشجار جديدة، وقد اعتدت إشعال النار في هذه الليالي، وحمايتها من الجليد وهذه طريقة ساعدت في المحافظة على هذه الأشجار بحالة جيدة».