بعد سنوات من الجهد المضني توصل المخترع السوري "أجود شجاع" في العام 2010 إلى تصنيع كرسي خاص بالمعوقين يوفر الكثير من الجهد والعناء والوقت، ويحتاج فقط للتمويل اللازم ليكون متاحاً لكل محتاج.

يحلم "شجاع" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" يوم الأربعاء الواقع في 3 كانون الأول 2014، أن تتبنى جهة ما تسويق هذا العمل من أجل آلاف السوريين والعرب الذين يعانون من هذه المعضلة، وقال: «بإمكانياتي المتواضعة لا أستطيع تلبية طلبات الأشخاص الذين قصدوني من أجل صنع الكرسي، وهي تحتاج إلى تمويل من أجل بناء معمل صغير لتلبية الحاجة الماسة التي تجعل هؤلاء الأشخاص يمارسون حياتهم براحة وسهولة، وإنني مستعد لتقديم براءة اختراع الكرسي ومخططاتها لأي جهة ترغب في تصنيعها كي يستفيد منها الناس».

بإمكانياتي المتواضعة لا أستطيع تلبية طلبات الأشخاص الذين قصدوني من أجل صنع الكرسي، وهي تحتاج إلى تمويل من أجل بناء معمل صغير لتلبية الحاجة الماسة التي تجعل هؤلاء الأشخاص يمارسون حياتهم براحة وسهولة، وإنني مستعد لتقديم براءة اختراع الكرسي ومخططاتها لأي جهة ترغب في تصنيعها كي يستفيد منها الناس

و"شجاع" المولود في قرية "الرشيدي" الواقعة على الحدود الشرقية لمحافظة "السويداء" عام 1946، تحدث عن الهدف من هذا الكرسي، وكيفية تصنيعه، فأكد: «يستخدم العجزة والمصابون بإعاقة في أطرافهم السفلية كراسي بعجلات تدار باليد أو بمحركات كهربائية، لكن هذه الأنواع من العجلات تقف عاجزة أمام أي عائق كالأرصفة والأدراج العالية، فجاءت فكرة الكرسي لتمكينهم من تجاوز هذه العقبات، وقد أكد العديد ممن سافروا إلى الدول الأجنبية أنهم لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذا النوع من الكراسي، ويعمل الكرسي الآلي على التيار المستمر (بطاريات) وهي صالحة للسير على كافة أنواع الطرق، وداخل البيوت وتمتاز بأنها تمكّن مستخدمها من صعود ونزول الأدراج دون مساعدة من أحد، حيث تبلغ سرعتها على الطريق 1–7كم بالساعة، وتصل سرعتها أثناء صعود الدرج إلى 60 درجة بالدقيقة الواحدة، ويمكنها قطع مسافة 35كم على الأرض المستوية دون الحاجة لشحن البطاريات».

الكرسي بالحجم الكامل.

أما عن أهم شروط الأمان التي يوفرها هذا الكرسي للأشخاص المعوقين في أطرافهم السفلية، فأكد "شجاع": «لما كان صعود ونزول الدرج ينطوي على الكثير من الخطورة كان لا بد من توفير كل عوامل الأمان اللازمة لضمان سلامة من يستخدمه، وهذا يتطلب مزيداً من الدقة في التصميم والتنفيذ، وعلى الرغم من صغر حجمه نسبياً فإن هذا الكرسي يحتوي على عدد كبير من القطع، منها: 12 دولاباً و72 "لورماناً"، و48 "مسنناً"، وخمسة محركات كهربائية، وبطاريتان، إضافة لمقعد متحرك يؤمن للمستخدم وضعاً أفقياً أثناء استخدام الدرج من أجل حفظ التوازن، وكل هذه القطع مثبتة بمساحة لا تتجاوز 90×75سم».

بطل "سورية" للرياضات الخاصة "تيسير العريضي"؛ قال عن هذا الكرسي: «كانت لحظات جميلة بالنسبة لنا نحن المعوقين أن نرى هذا الابتكار الجديد يتم بأيد سورية، وكثيراً ما نعاني من التنقل على الأدراج في الأبنية التي لا يتواجد فيها مصاعد، وأحياناً نحرم من الكثير من الأشياء بسبب التفكير في الصعود والنزول والإحراجات التي نسببها لغيرنا، ونتمنى أن تتم صناعة الكرسي هنا في البلد حتى نوفر الكثير من الجهد والوقت والمال على أناس هم بأمس الحاجة إلى هذه الأشياء».

جهاز حماية المصارف من السرقة.

المخترع "أجود حسن شجاع" مساعد مهندس متقاعد، وهو يعمل حالياً بمهنة إصلاح الدراجات النارية، عضو جمعية المخترعين السوريين، وقد شارك بعدد من معارض الإبداع والاختراع، ومن أهم الاختراعات المسجلة له جهاز إنذار ضد السرقة يصلح لحماية المصارف والمحال التجارية والمنازل، ويعمل تلقائياً على رقمين هاتفيين مبرمجين للاتصال في حال السرقة، وهو مسجل تحت رقم 4935 تاريخ 1998، وله جهاز آخر لحماية خطوط الهاتف الأرضي ومنع سرقة المكالمات الهاتفية عن طريق دارة إلكترونية تعطي إنذاراً عند العبث بخط الهاتف، وهو مسجل كبراءة اختراع تحت رقم 4952 لعام 1999.

الجدير بالذكر، أن "شجاع" يعكف حالياً على صنع مروحة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وهو يجري عليها بعض التعديلات للوصول بها إلى درجة الكمال حيث لا يصدر عنها أي صوت يزعج الأشخاص الساكنين في الغرفة المركبة على سطحها.

السيد أجود شجاع.