في "سيع" شجيرات عالية تنثر أوراقها الصفراء بغزارة هذا الشتاء، لتعتليها ثمار يجللها الشوك، إنها "الكستناء" التي أثبتت نجاحها في "السويداء"،

هي بعيدة عن الفصائل التي زرعت في المدينة سهلاً وجبلاً، لكن التجربة أثبتت حضورها وأثمرت جيداً وهو جعلها مرغوبة، حسب حديث العم "حسين زين الدين" من قرية "سيع" الجبلية نحو 7كم عن مدينة "السويداء"؛ الذي تحدث عن زراعة "الكستناء" خلال زيارة مدونة وطن "eSyria" للقرية بتاريخ 6 كانون الثاني 2015، وقال:

بعد سبع سنوات أثمرت هذه الشجرة، وكانت في سنوات سابقة تنتج حبات فارغة، العام الفائت كانت محملة بالثمار اللذيذة المذاق، وقد جمعنا منها ما يزيد على ثلاثين كيلو غراماً من الثمار، وقمنا بشوائها على الموقد وبعنا كمية منها، وأتوقع أننا في أعوام قادمة سنحصل على إنتاج أفضل؛ ففي كل موسم تتحسن نسبة الإثمار، وهذا ما علمته من مزارعين في منطقة ظهر الجبل اختبروها وكانت ناجحة. وبالنسبة لموسم نضج الثمار فهو في الأغلب مع نهاية الشهر العاشر، وتستمر بالسقوط مدة من الزمن، لنقوم بجمع الثمار؛ وهي عملية تحتاج للانتباه بفعل الزهور الشوكية اليابسة التي تحيط بالثمرة

«علمت من بعض المزارعين أن الكستناء قادرة على التكيف في المناطق الجبلية، لذا حاولت الحصول على شتلة للزراعة لأضيفها إلى حديقة المنزل، وخصوصاً أن تربتنا في هذه البلدة غنية، ومعروفة بقدرتها على احتضان المزروعات البرية.

العم حسين زين الدين يحمل من ثمار الكستناء

وبالنسبة لهذه الشجرة فقد تجاوز عمرها عشر سنوات، ولم تتطلب مني عناية خاصة، فقد كنت أتابعها بالفلاحة والسقاية، والمعلوم أننا في هذه المنطقة نحصل على قدر كبير من الثلوج والأمطار، ويبدو أن هذه الشجرة تحتاج لكميات مناسبة من الماء والبرودة، لأنه وفي فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر لعدة أيام، وهذا مطلوب للتفاح والعنب ويبدو أنه يناسب "الكستناء" التي استمرت في هذه الأجواء مع فارق بسيط أنها لم تثمر بسرعة؛ حيث كانت تحمل بضع حبات تسقط لنجدها فارغة من الثمار.

لكن وخلال المواسم الماضية وصلت إلى حجم كبير واحتلت جزءاً من الحديقة، أثمرت بشكل مميز لنتعرف لمزايا إضافية حول طريقة الإزهار حيث تظهر كرات خضراء شوكية تكبر لحجم معين، وقد يكون للغصن الواحد نصيب بإزهارات متعددة، هذه الزهور الشوكية لا نقطفها بل تبقى على الشجرة وننتظر لتسقط تلقائياً بعد أن تتشقق بشكل يسمح بخروج الثمرة».

الثمار محاطة بالشوك وتسقط بشكل طبيعي

تنضج ثمار الكستناء التي تستفيد منها الأسرة مع بداية الشتاء؛ وفق ما أضافه العم "حسين" بالقول: «بعد سبع سنوات أثمرت هذه الشجرة، وكانت في سنوات سابقة تنتج حبات فارغة، العام الفائت كانت محملة بالثمار اللذيذة المذاق، وقد جمعنا منها ما يزيد على ثلاثين كيلو غراماً من الثمار، وقمنا بشوائها على الموقد وبعنا كمية منها، وأتوقع أننا في أعوام قادمة سنحصل على إنتاج أفضل؛ ففي كل موسم تتحسن نسبة الإثمار، وهذا ما علمته من مزارعين في منطقة ظهر الجبل اختبروها وكانت ناجحة.

وبالنسبة لموسم نضج الثمار فهو في الأغلب مع نهاية الشهر العاشر، وتستمر بالسقوط مدة من الزمن، لنقوم بجمع الثمار؛ وهي عملية تحتاج للانتباه بفعل الزهور الشوكية اليابسة التي تحيط بالثمرة».

زراعة حديثة في المنطقة بقيت في إطار التجربة ينصح بها المهندس الزراعي "نايف السنيح"؛ الذي تابع زراعتها في منطقة ظهر الجبل و"قنوات"، وقال: «إذا أردنا الحديث عن زراعة "الكستناء" من الناحية الاقتصادية، فإننا نؤكد أنها بالوضع الحالي لم تقدم مردوداً اقتصادياً يعتمد عليه أي إننا لا ننصح بزراعتها بأعداد كبيرة على حساب الأصناف المتوافرة في المنطقة، لكن ومن خلال السعي لتطوير التجربة ووفق متابعة عدد من المزارعين الذين اختبروها ننصح بزراعتها كأصناف مكملة للكروم وبساتين التفاح، فهي لا تحتاج لعناية خاصة ولا تستهلك الكثير من الوقت من الفلاح؛ لذا فإن شجرة أو اثنتين في الكرم مناسبة وجيدة لتأمين احتياجات الأسرة من هذه الثمار المرغوبة خاصة في موسم الشتاء.

وما لاحظته من خلال معاينة هذه الشجرة، وما نعرفه عن انتشارها الكبير في أوروبا في المناطق الكثيرة الأمطار والرطبة؛ نجد بعض المقومات لنجاحها ولا نستغرب أنها أثمرت بشكل مناسب عند عدد من المزارعين، لكن لن ننسى أن هذه الشجرة لا تناسبها أشعة الشمس الحارقة ولا بد للمزارع من تأمين بعض الإجراءات لحمايتها من شمس الصيف الحارقة التي قد تساهم في تساقط الزهور قبل العقد وخسارة الثمار، وهذا ما ثبت لكونها لم تنتج إلا في المناطق التي تميزت بصيف لطيف، وعليه فهي صنف، ولا بد من انتقاء أصناف جيدة وأنصح بزراعتها في منطقة ظهر الجبل و"سيع" الباردة وكثيرة الأمطار، وعدم زراعتها في مناطق منخفضة غرب "السويداء" أو جنوبها؛ لأن مردودها سينخفض كثيراً، ومن ثم تصبح زراعتها بلا جدوى».