خرج من التقليد إلى التجديد في صناعة الشوكولا ليقدم "عدنان الظاهر" من قريته أفكاراً جديدة لهذه المادة التي خبر تصنيعها بالشكل الفاخر.

حيث قدم من خلال مصنعه الحديث نماذج متميزة من هذه المادة المرغوبة والمطلوبة للمناسبات والحفلات لتكون قريته موطناً لهذا المعمل الذي بات مقصد الأهالي ويلبي رغبة الكبار والصغار من مختلف الأصناف، حسب حديث السيدة "لوريس العفيف" "أم فادي" لمدونة وطن "eSyria" التي تعودت زيارة المعمل لشراء الشوكولا لحاجة الأسرة والضيافة، وقالت: «كنا نتزود من المادة من محال محددة في المدينة، ومنذ انطلاق المعمل تعرفنا طريقة التصنيع التي تميز بها، لأنه لا يحصل على الشوكولا جاهزة بل يحضرها بتقنية حديثة ظهرت من خلال الطعم وجودة المادة، وقد اختبرنا مجموعة كبيرة من الأصناف التي يحضرها بطريقة مبتكرة تختلف عن المتوافر بالأسواق، وهذا من وجهة نظري خلق حالة من التميز للمعمل الذي حقق شهرة واسعة خلال مدة لا تتجاوز العام على مستوى القرية والمدينة، ونعلم أن للحياة في القرية متطلبات أكبر تتمثل باحتياجات المناسبات العائلية والاجتماعية الكبيرة».

المعمل مجاور لمنزلي وقد كنت بحاجة للعمل لتربية أولادي الثلاثة، ولم أكن لأحلم بهذا العمل لولا إنشاء هذا المعمل، هنا العمل سهل وقد تمكنت من تعلم طرائق التغليف المختلفة، وقد شجعت عدداً من الصبايا للالتحاق بالعمل لأنها فرصة جيدة نتعلم منها الكثير عن صناعة الشوكولا وطرائق إعدادها لتلبي طلب السوق، خاصة بعد زيادة الطلب على مختلف الأصناف، ليكون العمل مستمراً في كل المواسم وليس فقط في فترات الأعياد والمناسبات

سنوات من العمل أثمرت في هذا المعمل الذي صممه ليقدم خبرته في مهنة تصنيع الشوكولا التي عشقها وتعلمها بشغف، تحدث عنها السيد "عدنان الظاهر" لمدونتنا التي زارته في معمله في قرية "الثعلة" وقال: «من يختبر صناعة الشوكولا يعرف أن السر الحقيقي للمهنة يرتبط بوجه أساسي في تصنيع المادة الأولية، والوصول إلى سر الخلطة التي تحقق الطعم اللذيذ والشكل الفاخر في ذات الوقت، والمتبع في منطقتنا بالنسبة للشوكولا أن تحصل المعامل على الخلطة جاهزة ليصار إلى تشكيلها ضمن قوالب وتصاميم مختلفة، وقد حرصت على العمل خارج هذه الحالة،

السيد عدنان الظاهر

لأتعلم طرائق التصنيع العالمية وقد كانت لدي عدة فرص للتعلم فقد عملت أيام الدراسة الجامعية في "دمشق" بمعمل "الحسام" لأنتقل بعد عدة سنوات إلى بيروت؛ حيث اكتسبت خبرتي من معامل "الباتشي" المشهورة ومن بعدها "سوس ويت" التي عملت فيها لعدة سنوات، وبعد اجتياز عدد من الدورات مع خبراء أجانب وقعت عقد استثمار هذه المعامل لأكثر من تسع سنوات كللت بالنجاح، لتكون أمامي فرصة جديدة للسفر للسعودية والعمل في شركة "الدولية" للشكوكولا وكانت شركة حديثة واستعانت بخبير إيطالي تعلمنا منه طرائق حديثة للتصنيع، ومن بعدها تدربت على يد خبير لمصلحة شركة "فلاش لين" السويسرية لأتقن طرائق تصنيع الشوكولا الباردة وهي من الأنواع الفاخرة التي تحتاج للدقة والخبرة العالية، وأستمر لأكثر من ثماني سنوات في الشركة، خططت بعدها للتأسيس لمصنعي الخاص في قريتي ليكون خطوتي الأولى في مجال العمل الخاص».

ويتابع: «هنا وفي هذه القرية التي تبعد حوالي 12كم عن مدينة "السويداء" صممت البناء وصالة العمل وبدأت دراسة السوق وإمكانية تأمين المعدات المتطورة التي حصلت عليها من مدينة "دمشق" و"حلب" من معامل كانت تورد معدات لمعامل السعودية التي خبرت جودتها، وهي معدات تذويب ومزج المواد الأولية إلى جانب معدات التبريد والتغطيس والقوالب والتصاميم المختلفة، وخط آخر لتصنيع الراحة المحشوّة والتمور، إلى جانب صالة العرض التي حملت اسم "إيديسيا" لتكون الاسم التجاري للمنتج الذي حرصت على تقديمه بشكل حضاري يقارب الذوق العام».

طريقة إعداد خلطة الشوكولا المادة الأولية لأي منتج يقدمه هذا المعمل عرضها السيد "عدنان" بالقول: «شروط فنية درستها بدقة لإنتاج قطعة شوكولا عالية الجودة تمثلت بتأمين المواد الأولية من مصادرها الحقيقية، واستخدام معدات متطورة تقوم بتذويب السكر والزبدة والكاكاو بطريقة محددة مع مراعاة شرط الحرارة ضمن هذه العملية، ليكون للباردة شروط تختلف من حيث درجات الحرارة عن الشوكولا الساخنة خلال مراحل المزج التي ينتقل فيها الخليط لعدة أحواض تنتهي بالشلال الذي يسكب الخليط السائل في قوالب ضمن التصاميم التي نختارها لتبدأ مرحلة التشكيل الأخيرة التي تختلف من نوع لآخر، وليكون لدينا خط لإنتاج الشوكولا الباردة وآخر للساخنة؛ ولكل منها تصاميم نحدثها ونطورها حسب حاجة السوق من حيث الحجم والشكل النهائي، الذي يرتبط بطريقة التغليف التي ننفذ قسماً منها بطريقة آلية والباقي بطريقة يدوية خاصة للشوكولا الباردة غالية الثمن، لأنها تحضر ضمن درجات حرارة منخفضة وبمواد أولية عالية الجودة كالزبدة السويدية والحليب الفرنسي التي تجعلها مطلوبة للذة طعمها».

المعمل خلق فرصة عمل جديدة ودائمة لعدد من العاملات، ومنهن السيدة "لمى القاسم" التي تحدثت بالقول: «المعمل مجاور لمنزلي وقد كنت بحاجة للعمل لتربية أولادي الثلاثة، ولم أكن لأحلم بهذا العمل لولا إنشاء هذا المعمل، هنا العمل سهل وقد تمكنت من تعلم طرائق التغليف المختلفة، وقد شجعت عدداً من الصبايا للالتحاق بالعمل لأنها فرصة جيدة نتعلم منها الكثير عن صناعة الشوكولا وطرائق إعدادها لتلبي طلب السوق، خاصة بعد زيادة الطلب على مختلف الأصناف، ليكون العمل مستمراً في كل المواسم وليس فقط في فترات الأعياد والمناسبات».

الجدير بالذكر، أن السيد "عدنان الظاهر" من مواليد 1970، درس اللغة العربية في جامعة "دمشق" وتحول لصناعة

الشوكولا التي نجح من خلالها في تكوين مشروعه الخاص، وبات يسوق إنتاجه لقريته ولأسواق "السويداء" ولم يتجاوز عمر معمله عاماً واحداً ولديه ثقة بقدرته على التصدير؛ فالموضوع قيد الدراسة لتلبية طلبات من السعودية ودول الخليج.

اليوم ينطلق السيد "عدنان الظاهر" لتطوير عمله بتطبيق أفكار جديدة تضاف لعملية صناعة الشوكولا، حيث انتقل بمعمله إلى مدينة "السويداء" نظراً لزيادة الطلب عليه، وعمل على الحصول على معمل بسعة كبيرة واتجه لتصنيع أنواع جديدة من الشوكولا الباردة التي ترتفع أسعارها لكنها مطلوبة جداً، واعتمد أنواعاً جديدة من الراحة المحشوة لتكون متممة للعمل مع بعض أنواع "النوغا" والبسكويت مع الشوكولا ليقدم إنتاجه على ساحة المحافظة ويقدم لبعض موزعي "دمشق".