رغم انخفاض نسبة حليب الماعز مقارنة مع حليب الأبقار والأغنام؛ إلا أن السيدات في الريف استفدن من هذه الثروة لتقديمها لمن يفضل نكهة الأجبان والألبان.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الأول 2014، استطلعت آراء سيدات استفدن من الإنتاج المنزلي لهذه النوعية من المنتجات وفق الطريقة التقليدية المتعارف عليها، وهن ينتظرن الموسم لتغذية الأسرة بهذه المنتجات المغذية؛ كما حدثتنا السيدة "جهان حبيب" موظفة تعيش في مدينة "السويداء" وتقول: «أنتظر الموسم الذي يمتد من نهاية شهر كانون الأول من كل عام للحصول على حليب الماعز من سيدات يعتنين بالمواشي في الأرياف، وفي الأغلب أطلب منهم الجبن العربي وهو نوع من الجبن لذيذ المذاق يرغبه الأطفال، ومادة مغذية أحصل عليها من إنتاج سيدات أعرف طريقتهم بالعمل وطرائق النظافة التي يعتنون بها، كما يصنعن الألبان وهي في الموسم مطلوبة لكونها أنواعاً معتدلة الدسم وذات نكهة لذيذة، وتقوم السيدات بإيصال منتجاتهن للمدينة ونحصل عليها بأسعار قريبة قد تكون أغلى من غيرها من منتجات حليب الأبقار. ومعظم الأحيان نتمون من هذه الألبان لعدة أشهر قادمة للاستفادة منها ببعض الأكلات التراثية التي تنتشر في المنطقة».

أنتظر الموسم الذي يمتد من نهاية شهر كانون الأول من كل عام للحصول على حليب الماعز من سيدات يعتنين بالمواشي في الأرياف، وفي الأغلب أطلب منهم الجبن العربي وهو نوع من الجبن لذيذ المذاق يرغبه الأطفال، ومادة مغذية أحصل عليها من إنتاج سيدات أعرف طريقتهم بالعمل وطرائق النظافة التي يعتنون بها، كما يصنعن الألبان وهي في الموسم مطلوبة لكونها أنواعاً معتدلة الدسم وذات نكهة لذيذة، وتقوم السيدات بإيصال منتجاتهن للمدينة ونحصل عليها بأسعار قريبة قد تكون أغلى من غيرها من منتجات حليب الأبقار. ومعظم الأحيان نتمون من هذه الألبان لعدة أشهر قادمة للاستفادة منها ببعض الأكلات التراثية التي تنتشر في المنطقة

يطلب حليب الماعز لفائدته الغذائية، وفي الأغلب قد لا تتمكن المربية من استكمال حاجة المنزل بفعل الطلب الكبير على حليب الماعز ومنتجاته؛ كما حدثتنا الآنسة "عائدة سليم" مربية من قرية "المجيمر" بالقول: «ينتج الماعز الجبلي كميات مناسبة من الحليب خلال الموسم بعد الولادات، ويتميز هذا الحليب بنسبة الدسم الجيدة التي تزيد على حليب الأبقار وتنخفض بالنسبة لحليب الأغنام، وبالنسبة لي فإن موسم الحليب يحتاج للاستعداد في البداية لأقوم بإعداد اللبن حيث النكهة المتميزة، ونقوم بالخض أي فصل الدسم عن اللبن، وتكون لدينا فرصة للحصول على السمن العربي وفي الأغلب نجمع مؤونتنا من الجبن واللبن بصعوبة لكون الطلب كبيراً ومعظم الأحيان نجمعها في نهاية الموسم.

السيدة جهان حبيب

لكن وبحسب المواسم الماضية وجدت أن الطلب على جبن الماعز يرتفع كثيراً، ويطلب مني الحليب لغاية تصنيع الجبن حسب الطريقة التقليدية المتبعة في منطقتنا بالاعتماد على ما يسمى قرص "المسوة"؛ وهي مادة نضيفها للحليب بدرجة حرارة محددة ونتركه مدة من الزمن، ومن ثمة ننقله لقطعة قماش للتصفية والتقطيع بعد تعريضه للضغط؛ وبذلك نحصل على قطع من الجبن لونها قريب للأصفر وبنكهة يفضلها أشخاص كثر.

وعلى الرغم من أن الموسم قصير وهو عدة أشهر لا تتجاوز الأربعة أشهر لكن الموسم مفيد جداً سواء ببيع الحليب أو تحضير الأجبان، ومن خلال تجربتي فقد تكون عنزتان أو ثلاث تكفي مؤونة الأسرة. ومن اعتمل تربية المواشي لتحسين الدخل فهناك فرصة كبيرة للتسويق، الذي يتم من خلال المنزل ويكون بأسعار مناسبة، هذا العام الأسعار ارتفعت بفعل زيادة أسعار العلف وهي من حبوب المنطقة، لكنه من أنواع الحليب التي يجب أن ندخلها في برامج التغذية خاصة خلال الموسم».

الآنسة عائدة سليم أثناء العمل

في الريف حيث الاعتماد على حليب المواشي يعد موسم الربيع فرصة لتنويع المنتجات؛ كما حدثتنا السيدة "أسامة أبو زيدان"، وقالت: «عندما نتعامل مع أنواع من الحليب يمكننا أن نميز ميزة حليب الماعز من حيث الكثافة هذا الحليب يشربه كثر وأناس كثر يطلبون الألبان وهي كثيفة، والجميل أن تحضر يومياً وفق إنتاج الرؤوس المتوافرة وحسب حاجة الأسرة، أو طلب الزبائن من الجيران أو المعارف، ومعظم الأغلب لا نتمكن من الحصول على مؤونة المنزل بفعل الطلب المتزايد؛ لذا نلجأ لتنظيم الدور لنتمكن من الإيفاء بطلبات الزبائن، وبوجه عام ففي نهاية الموسم نحاول المزج بين ألبان الماعز والأغنام ونعدها للخضيض أي استخلاص الزبدة ومن بعدها تحضير السمن العربي، وهذا عمل منتج لكون أسعار السمن مرتفعة ومع غياب أنواع السمن الحيواني من السوق؛ لذا تحرص الأسر على الحصول على السمن من تحضير السيدات بشكل طبيعي وضمن المنزل، وقد يصل سعر الرطل لأكثر من خمسة آلاف ليرة سورية».

الجدير بالذكر، أن الشهر الأول من إنتاج الماعز يخصص للمواليد، ومن بعدها تتم الاستفادة من كميات الحليب التي ترتفع نسبة الدسم فيها في موسم الربيع لتكون معدة للتصنيع المنزلي الذي يدر الربح على السيدة المربية.