أشكال هندسية جميلة، وتشكيلات مدروسة يمكن إنتاجها من مربع الورق الملون، لتكون بداية لتشكيلات لها استخدامات جمالية قد لا تتحقق إلا بعد دراسة للنسب الرياضية، فعملية الطي لا تعاد أكثر من مرة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 تشرين الثاني 2014، التقت الشاب "حسان الباروكي" الذي تخرج هذا العام في كلية الهندسة المعلوماتية، وأتقن العملية وفق تجربة شخصية جمعته وأخوه لسنوات طويلة، ونقلها إلى عدد كبير من الرفاق، منهم المهندس "إياد جانبيه" الذي يعمل حالياً في دولة الإمارات العربية، وقد حدثنا عن عمل فني حسابي له آفاق واسعة، يقول: «بعد أن سرقتنا التكنولوجيا والشاشات عالية الدقة وثلاثية الأبعاد في بعض الأحيان؛ فقدت أيدينا مهارة الحركة وأصبحنا أكثر حاجة لمثل هذا الفن البسيط باحتياجاته والكبير بأثره وقيمته الجمالية، وأكثر ما يميز هذا النمط من العمل الفني بساطة المكونات والمواد الأولية التي يمكن أن تكون في أغلب الحالات مقتصرة على قصاصات ورقية، وهذا ما يزيد من القيمة المعنوية والجمالية لكونه تحول من مجموعة عناصر غير لافتة إلى تحفة تستحق التوقف عندها، والتمعن بسحر مزيج العلاقات الهندسية المكونة لها والتقاءات سطوحها بعد أن كانت منبسطة بثخانة لا تذكر، ويمكن أن تعبر ببساطة وتجرد وعدد محدود جداً من الثنيات عن أفكار وأشكال معقدة فيعطيها هذا الشح بإبراز التفاصيل خصوصية بمحاكاة الأشكال المقصودة، عن طريق إلقاء الضوء على خطوط الشكل الأساسية الكفيلة بالتعبير عن هذا الشكل وإغفال التفاصيل الأخرى، ومن جهة أخرى يمكن لزيادة التفاصيل والمبالغة بإظهار أجزاء صغيرة ودقيقة للعمل أن تعكس حرفية عالية ومهارة متقنة بأداء اليد البشرية المجردة من الأدوات، وقد اختبرت مع صديقي "حسان" هذا العمل ولمست المتعة في إنتاجها وما تقدمه من احتياجات للتزيين من جهة، وقتل أوقات الفراغ من جهة أخرى».

كانت رغبة في التجربة كمرحلة أولى، حيث كان أخي يستمتع بهذه الطريقة للاستفادة من مربعات الورق الملون وتابعت معه بعض التجارب وأخذت أنتقل لتصاميم جديدة، الممتع في الفكرة أنها في البداية تعتمد على تفكير فراغي، ولا بد لنا من الدخول في حالة تخيل لما ستنتجه عملية الطي لهذا اللون أو ذاك، فالشكل الناتج قد يظهر صغير الحجم لكن الوقت الذي يستهلكه أطول من توقع الناظر للشكل. وقد عملت على تصاميم مكررة كمرحلة أولى لمكعبات مشهورة على مستوى العالم، وأخذت تتكون لدي أفكار على استثمار هذا اللون والقطع بتشكيلات جديدة عممتها للزهور والهرم ومجسمات مختلفة، آخرها تكوين الزهرة الطبيعية، هنا الحاجة للدقة تفرض نفسها لأنك وبكل بساطة إذا باشرت طي الورق بلا دراسة لن تصل لتشكيل مميز، وهنا نفتقد حالة التناظر التي يعتمد عليها التشكيل بالأساس، فمن خلال هذه الطريقة قد نتمكن من خلق نماذج يمكن أن ترافق الزينة المنزلية كتلك الكرات التي تتخذ شكل البالون مع ألوانها المزركشة وحبال الزينة وتصاميم يمكن أن تحافظ على شكلها لسنوات طويلة

عن التجربة وتعلقه بهذه الموهبة رغم احتياجها للدقة والوقت الطويل، حدثنا المهندس "حسان الباروكي" قائلاً: «كانت رغبة في التجربة كمرحلة أولى، حيث كان أخي يستمتع بهذه الطريقة للاستفادة من مربعات الورق الملون وتابعت معه بعض التجارب وأخذت أنتقل لتصاميم جديدة، الممتع في الفكرة أنها في البداية تعتمد على تفكير فراغي، ولا بد لنا من الدخول في حالة تخيل لما ستنتجه عملية الطي لهذا اللون أو ذاك، فالشكل الناتج قد يظهر صغير الحجم لكن الوقت الذي يستهلكه أطول من توقع الناظر للشكل.

المهندس حسان الباروكي يعرض بعض أعماله الورقية

وقد عملت على تصاميم مكررة كمرحلة أولى لمكعبات مشهورة على مستوى العالم، وأخذت تتكون لدي أفكار على استثمار هذا اللون والقطع بتشكيلات جديدة عممتها للزهور والهرم ومجسمات مختلفة، آخرها تكوين الزهرة الطبيعية، هنا الحاجة للدقة تفرض نفسها لأنك وبكل بساطة إذا باشرت طي الورق بلا دراسة لن تصل لتشكيل مميز، وهنا نفتقد حالة التناظر التي يعتمد عليها التشكيل بالأساس، فمن خلال هذه الطريقة قد نتمكن من خلق نماذج يمكن أن ترافق الزينة المنزلية كتلك الكرات التي تتخذ شكل البالون مع ألوانها المزركشة وحبال الزينة وتصاميم يمكن أن تحافظ على شكلها لسنوات طويلة».

العملية تتجاوز تداخل الورق ليكون العمل على اللصق والتثبيت بهدف المحافظة على الشكل وفق النسب التي كوّن على أساسها، وأضاف بالقول: «مراحل العمل تبدأ بالدراسة للشكل الذي نريد تشكيله، فإذا كانت لدينا تجربة سابقة نضع تصوراً لعدد المربعات المطلوبة ونسب توزع اللون وفق رؤيتنا، ومن ناحية أخرى نضع الخطوط العريضة للشكل والحجم المطلوب، وفي الأغلب فإن العمل للقطعة الواحدة يرتبط بورقة من الورق الملون ضمن القياس المحدد لهذه المربعات التي تستخدم في العمل المكتبي، وقد اختبرت عملية التشكيل لأشكال صغيرة متناهية الصغر وكذلك الكبيرة، وفي كل هذه التجارب لا بد من إتقان عملية تشابك وتداخل الورق، والاعتماد على اللاصق في بعضها في الوقت الذي يمكن الاستغناء عنه في بعض المراحل، فالمطلوب هو المحافظة على هذا الشكل لفترات طويلة، واليوم أعرض أعمالاً أنجزتها منذ أكثر من عشر سنوات، وأخذنا اليوم نستفيد من تجارب تعرضها شبكات التواصل، وقد عرضت أعمالي من خلالها واطلعت على تجارب عالمية أكملت ما لدي من خبرة.

مجموعة من أعماله

ومع استمرار العمل باتت الاستفادة من أي نوع من قصاصات الورق فكرة منتجة جديدة، وقد طلبت مني هذه الأشكال بكثرة، وهناك فرص للتسويق، المهارة اليدوية تتحسن كلما كررنا التجربة، لذا فقد كان التسويق لدائرة من المعارف، ومن اطلع على العمل، وقد كانت منتجاً جيداً خلال الدراسة وهو ما دفعني لتنويع التصاميم فهذا العام أعددت أشكالاً تناسب لبطاقات الدعوة وتصاميم للزينة المنزلية؛ ليكون لكل ركن احتياجاته من اللون والشكل، وهي من الأعمال المطلوبة التي تتعاقد عليها رياض الأطفال للتدريب ويحددون المواصفات المطلوبة لأعدها وفق رؤيتهم وإضافات أحصل عليها من أفكار مماثلة عبر الإنترنت، ومن خلال الأندية الصيفية وعدد كبير من الأعمال التي يمكن الاستفادة منها عرضت هذه التجارب ولاقت القبول، وهذا ما يشجعني على التوسع بالفكرة لتنتقل من موهبة إلى عمل متواصل وورشة منتجة».

الجدير بالذكر، أن المهندس "حسان الباروكي" طالب ماجستير متفوق في دراسته ويخطط لاستثمار أكبر لموهبته باستقطاب شباب هواة لهذا العمل الفني المنتج، الذي كان له دور واضح في تحقيق النجاح والسير في مسار الدراسات العليا في مجال المعلوماتية، وهي تخصصه.

أعمال تصلح لبطاقات الدعوة