حفارة تحمل ثقل وزنها البالغ خمسين كيلو غراماً، صممت في "السويداء" بالاعتماد على طاقة الهيدروليك والزيت خصصت للأراضي الوعرة، وتعمل بطاقة عالية.

هذا التطبيق صممه الميكانيكي "طارق كمال الدين"، ولا يختلف من حيث الشكل عن أية حفارة ثقيلة تصنعها المصانع العالمية، متوازنة بالمسير، ذات جهد ينسجم مع حجمها ومحركها الذي صمم بعناية ودقة تتفق مع خبرة هذا الشاب.

اطلعت على التصميم من خلال معرض أقامته الجمعية العلمية السورية في "السويداء"، وبالفعل كان تجسيد التصميم لهذه الحفارة صغيرة الحجم عملاً متميزاً قام به "طارق كمال الدين" بمفرده، وفق معرفته في مجال الميكانيك، وعموماً فإن أفكاراً كثيرة يمكن الوقوف عندها بناء على هذه التجربة مع العلم أن المصمم نفذ العمل خارج حدود التعليم الأكاديمي، واكتفى بالتجربة المهنية التي اختبرها ضمن ورشته. وهذا الشاب طاقة متميزة ومنتجة تحتاج للاهتمام والرعاية كي لا تبقى تصاميمه سجينة ورشته، وليكون لدينا فرص للاستفادة من هذه الأفكار بطريقة مجدية يقدم الفائدة للمجتمع

مدونة وطن "eSyria" زارت ورشة "كمال الدين" بتاريخ 27 تشرين الأول 2014، للتعرف أكثر إلى هذا التصميم الفريد؛ الذي تحدث عنه المهندس الاستشاري "جمال القنطار" مدير مركز التأهيل والتدريب في نقابة المهندسين في "السويداء": «اطلعت على التصميم من خلال معرض أقامته الجمعية العلمية السورية في "السويداء"، وبالفعل كان تجسيد التصميم لهذه الحفارة صغيرة الحجم عملاً متميزاً قام به "طارق كمال الدين" بمفرده، وفق معرفته في مجال الميكانيك، وعموماً فإن أفكاراً كثيرة يمكن الوقوف عندها بناء على هذه التجربة مع العلم أن المصمم نفذ العمل خارج حدود التعليم الأكاديمي، واكتفى بالتجربة المهنية التي اختبرها ضمن ورشته.

مصمم الحفارة طارق كمال الدين

وهذا الشاب طاقة متميزة ومنتجة تحتاج للاهتمام والرعاية كي لا تبقى تصاميمه سجينة ورشته، وليكون لدينا فرص للاستفادة من هذه الأفكار بطريقة مجدية يقدم الفائدة للمجتمع».

حفارة صغيرة تزين ورشته الخاصة؛ تحدث عن فكرتها والعمل فيها بالقول: «عملت بأنواع مختلفة من المحركات الثقيلة والمعقدة، وكان لدي تصور كامل عن آلية تصميم هذه المحركات، واشتغلت على فكرة جديدة رغبة باختبار معارف تتعلق بطاقة الهيدروليك التي تقدم عزماً أكبر، وهي اليوم الطاغية على مستوى العالم في مجال المحركات، وكانت البداية بتصميم المحرك بالحجم الذي تخيلته وقمت بخراطة القطع وفق القياسات المطلوبة، وهذه عملية استهلكت الوقت والجهد لاستكمال قطع المحرك القادر على إنتاج طاقة تنسجم مع الحجم والاستطاعة المطلوبة بالنسبة لتصوري، كتجربة أولية يتكامل فيها الشكل مع المضمون الذي رغبته صغيراً وكان التركيز على المحرك الهيدروليكي، وإمكانية إنتاج مثل هذه المحركات التي لا يمكن الاستغناء عنها».

يعمل على محركات مختلفة رغبة بالاستكشاف والتصنيع

ولأنه يعشق المحركات ويفككها بمعرفة ودقة؛ صمم محركاً بمواصفات عالية ليكون منتجه آلة صغيرة تدل على قدرة على التصميم، وليس فقط أعمال الصيانة، وقال عن مواصفاتها: «وزن الحفارة 50كغ، تنفذ حركات الحفارة الثقيلة من حيث التحرك ضمن المناطق الترابية الوعرة، وتتكون من مقدمة كبيرة عبارة عن قطعة معدنية ثقيلة لجرف الأتربة، وقد استكملت فيها منظومة المحرك الذي يكفل مضاعفة الجهد والتحرك السلس، وأثناء الاختبارات وصلت إلى نتائج تتعلق بقدرتها على رفع وزن يعادل وزنها، وهذه قضية قدمت لنا أفكاراً أخرى ترتبط بآلية تطوير المحرك، ولعلنا في بعض المناطق نحتاج لمثل هذا التصميم، حيث يتم الاعتماد على طاقة أكبر من حدود الطاقة العضلية للإنسان، وأقل من طاقة المحركات الثقيلة.

وقد عرضت هذا العمل مرة واحدة؛ ولم أقدمه بتوسع؛ إذ لم تتوافر لدي رغبة تقديم التصميم للحصول على براءة اختراع، لأنني أنفذ مثل هذه التصاميم لحاجة ذاتية تمكنني من التجربة، ولدي متعة خاصة في هذا النوع من التجارب، ويكفي أن نتمكن من الحصول على تصميم فريد تنتجه شركات غربية كبيرة، ولدينا خبرات تتمكن من إنتاجها بخبرة ذاتية، وبحث كبير في محركات مشابهة واعتماد بحوث الطاقة الحديثة التي تمكننا من إنتاج تصاميم مشابهة».

الجدير بالذكر، أن "طارق كمال الدين" من مواليد "السويداء" 1978، يمتلك ورشته الخاصة ولديه سمعة كبيرة بناها بعمل سنوات طويلة في المنطقة، حيث تمكن من إيجاد حلول لعدد كبير من الجهات التي طلبت منه خدمات الإصلاح والصيانة بالاعتماد على خبرته الكبيرة التي امتلكها بالتجربة والجهد الذاتي.