قررت التغلب على ما يعوق عملها باكتشاف المزيد من القوالب الخاصة بصناعة الشمع، واكتشفت أن المستورد على الرغم من رداءة الصناعة يتغلب بالسعر على منتجاتها، فوسعت العمل نحو صناعة قوالب تحمل الأرقام من الصفر حتى التسعة بأشكال جميلة، فلاقت صناعتها التقدير والنجاح.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "سهير عقل" المقيمة في مدينة "شهبا" يوم الثلاثاء الواقع في 21 تشرين الأول 2014، فتحدثت عن منتجها الجديد وكيفية العمل به: «كانت فكرة العمل بالشمع المنزلي تشغل بالي دائماً، فالناس على الرغم من وجود الكهرباء يستخدمون الشموع لأغراض شتى؛ كالهدايا في الأعياد والنذور وغيرها، إلا أن أرقام أعياد الميلاد ظلت لغزاً محيراً بالنسبة لي، فمحال الهدايا والحلويات يقبلون على المنتجات الصينية، ويرفضون التعامل بالمحلي لأسباب مادية بحتة، فقررت المغامرة والطلب من الشخص الذي يصنع قوالب الشمع المخصص للإنارة أن يصنع قوالب أرقام بالصورة التي رسمتها له، كانت الصورة في رأسي تعتمد على الفن والتلوين بالألوان الزيتية الأصلية التي تجذب الزبون (الأطفال منهم قبل الكبار)، وبأسعار تنافس المستورد منافسة كبيرة، وتجعل التجار وأصحاب المحال لا يناقشون في الأرباح والتفاصيل الصغيرة».

لا شك أن التعامل في مادة الشمع متعب ومكلف، وهو ما يميز المصانع الكبرى في هذا العمل، وتبقى صناعة المنزل متعبة وتحتاج إلى التسويق، فأنا اشتريت اليوم أرقاماً لأعياد الميلاد، وربما لا أبيعهم إلا بعد أشهر لأطلب مرة أخرى، ولكن الصناعة المنزلية جميلة جداً، وأشكالها متعددة على الرغم من أن القالب واحد، ولهذا أتعامل مع المنتج المنزلي لخدمة أبناء البلد أولاً، وللعروض الجيدة التي تقدم ثانياً

تختلف صناعة قوالب الأحرف عن القوالب الأخرى، وهي عملياً لا يمكن أن تصمد كثيراً مع الزمن، حيث أوضحت السيدة "عقل" عن القوالب وكيفية العمل: «القوالب مصنوعة من مادة السيليكون الطرية؛ حيث يكون الرقم وسطها محفوراً حسب طلب الطول والعرض، وفي العادة يفضل الناس الحرف الكبير، ومنهم من اختصر الأمر على قالب حلوى صغير بسبب غلائه فيفضلون الرقم الصغير، ولذلك طلبت أن تكون الأرقام متوسطة الحجم، فبعد الانتهاء من قالب السيليكون يأتي دور الأرضية التي تقوم بتثبيت الرقم لكي يأخذ الشكل المناسب، وهي يمكن أن تكون من الخشب أو الرخام أو الجفصين، حسب الطلب وقدرة صانع القوالب على حفر الأشكال التزيينية التي نرغب بها، والقوالب التي اعتمدتها تتألف من حروف نقشت عليها الورود الجميلة التي نزينها بالألوان المناسبة، وطريقة العمل بسيطة بإمكان كل إنسان أن يقوم بها، ولكنها تحتاج إلى الصبر وللمسات فنية ورؤية الشكل المناسب الذي يلفت النظر، (وهنا يكمن الفرق)، فبعد أن تجهز القوالب نأتي بالشمع الخام أو حمض الشمع غير المغشوش؛ ونقوم بوضعه على نار هادئة؛ ونضع معه صبغة بأي لون نختاره (يمكن تركيب ألوان بخلط نوعين من الصبغة، ولكن بنسب بسيطة)، ونضع أعلى الرقم فتيلاً صغيراً من الخيط، وبعد أن يصبح السائل جاهزاً نقوم بسكبه على القوالب شرط أن يكون هذا السائل بارداً إلى حد ما؛ لأن الحرارة الزائدة تفسد القالب والرقم معاً، ومن ثم ننتظر حتى يجف تماماً من أجل إزالة الرقم من القالب بصورة دقيقة ومتأنية حتى لا يكسر، ولكل رقم طريقة معينة في الإزالة لأنه ما زال طرياً، وعندما يجف تماماً ويأخذ الشكل الحقيقي يأتي دور الألوان على الورود والأوراق، ثم يعمد الفنان لصنع أشكالٍ جاذبةٍ للعين من تلك الورود، وقريباً منها من خلال لعبة اللون، وهي متعلقة بالذوق وليست مرتبطة بشكل ولون معينين، وعندما تجف نقوم برشها بمادة (اللكر) ورش الأرقام كإضافة جمالية بالقصب وتركها حتى تجف».

صب الشمع على القالب.

وتتابع: «كانت عملية العبوة مشكلة حقيقية تضع صناعة الأرقام بمهب الريح، خاصة عندما تجد الأشكال (الأمبلاج) التي تزين الأرقام المستوردة، وهي مكلفة جداً حيث لا تستطيع حتى التفكير بالمنافسة، وبعد بحث مضن في "دمشق" القديمة اكتشفنا قالب تغليف بلاستيكي جميل، وطلبنا صناعة الكيس الخارجي حسب طول وعرض الحرف، وهكذا عرفنا في النهاية تكلفة الحرف منذ أن سكبنا السائل حتى التغليف، وعلى الرغم من أن الأرباح متواضعة مقارنة بالتعب والصبر؛ إلا أن مدخوله جيد في حال استطعنا تسويق البضاعة تسويقاً مناسباً، حيث يقوم زوجي وأصدقاؤه بتسويق الحروف مع منتجاتي الأخرى من الشموع، وقد فوجئت عندما علمت أن محال الهدايا والحلويات والمكتبات التي تهتم بالقرطاسية قد اشترت المنتج، وهو على العموم دورته الاقتصادية طويلة نسبياً، وأكثر الأرقام طلباً هي: الواحد والاثنان والثلاثة، والباقي عمله بطيء، بسبب اهتمام الناس بأعياد ميلاد أبنائهم الصغار، وهو أمر متعلق بميزانية العائلة».

يصنع السيد "جواد العريضي" قوالب الحلويات بطرائق شتى، وهي مرتبطة بذوق الزبون، ولا يكتمل القالب إلا بالعبارة المكتوبة على سطحه، والشمعة التي تزين الاسم وتدل على العمر، وقد أوجز العلاقة بالأرقام حين قال: «كثيرة هي العروض التي تقدم لنا من قبل التجار، وخاصة المستورد منها، وهي رخيصة ولا تأخذ حجماً كبيراً في المحل، وعندما قارنت ما تنتجه السيدة "سهير عقل" بما لدي اكتشفت أن الفرق بين المنتج المحلي المنزلي لا يختلف كثيراً عن المستورد، ولكن هناك ميزة لا يمكن أن ننكرها بالمنتج المحلي، وهي أن أي ملاحظة يمكن أن تتلافى بشكل تلقائي، والجمال الذي تضفيه الأرقام التزينية نسبي ومتعلق بالزبون، ولكن المنتج المنزلي متنوع ويرضي كل الشرائح، ولذلك نتعامل مع المنتج المحلي، وقد استغنينا منذ مدة عن المستورد».

الأرقام بعد خروجها من القالب.

أما السيد "أكرم الخطيب" صاحب محل في مدينة "شهبا" لبيع الشموع على اختلاف أشكالها وألوانها وأغراضها، فقد أوضح: «لا شك أن التعامل في مادة الشمع متعب ومكلف، وهو ما يميز المصانع الكبرى في هذا العمل، وتبقى صناعة المنزل متعبة وتحتاج إلى التسويق، فأنا اشتريت اليوم أرقاماً لأعياد الميلاد، وربما لا أبيعهم إلا بعد أشهر لأطلب مرة أخرى، ولكن الصناعة المنزلية جميلة جداً، وأشكالها متعددة على الرغم من أن القالب واحد، ولهذا أتعامل مع المنتج المنزلي لخدمة أبناء البلد أولاً، وللعروض الجيدة التي تقدم ثانياً».

السيدة سهير عقل.