الفني "ناظم عبدو" وبمبادرة فردية، ابتكر حلولاً جديدة لتنظيم حرارة غرف الاحتراق المفتوحة في الأفران، أدت إلى تخفيض نسبة استهلاك المازوت والاهتلاك في معدات بيت النار.

حرارة مناسبة لشي الخبز، وحماية بيت النار من أذية ارتفاع الحرارة وتبديل دائم في قطع مرتفعة التكلفة، هي ثمار هذه التجربة وفق حديث الأستاذ "سعد رضوان" مدير المخابز في "السويداء"، الذي أفاد مدونة وطن "eSyria" خلال زيارتها للمخبز الآلي في مدينة "صلخد"، حيث نفذت التجربة الأولى التي ستعمم على باقي المخابز في المحافظة، فقال: «كان عرضاً واضحاً الذي قدمه الأستاذ "ناظم عبدو" مدير المخبز الآلي في مدينة "صلخد" لجهاز صممه بالاعتماد على خبرة عملية وعمل ميداني في مخبز ابن "النفيس"، وقد قدمنا الجهاز للاختبارات، وكانت النتائج الأولية مرضية ومشجعة وصدقت عليها جامعة "دمشق"، وحصل من خلالها على براءة اختراع، وقد سعينا كإدارة لتأمين مستلزمات التنفيذ، ليكون الجهاز الأول لمصلحة فرن "صلخد"، وبالنسبة لنا كإدارة فقد كانت الفائدة واضحة من حيث تخفيض نسبة استهلاك المحروقات لتكون في هذا الفرن 42 ليتراً من المازوت كافية لخبز طن واحد من العجين، بينما ترتفع إلى ما يقارب 58 ليتراً في باقي الأفران، إلى جانب التخفيف من تبديلات قطع بيت النار؛ وهذا يساهم في تخفيف الهدر وتحسين المنتج لكون الحرارة منتظمة والخبز المنتج كله بذات المستوى، ما حسّن نوعية الرغيف».

على مستوى المدينة ظهر تحسن كبير في إنتاج الرغيف، ومن خلال التواصل مع المخبز اطلعنا على التجربة التي استهلكت الوقت والجهد لتكون العملية منتجة على مستوى نوعية الرغيف المتميزة من حيث الطعم والتعرض للحرارة، والأهم عدم الهدر في كميات العجين لأن خطة المخبز اليومية 15 طناً تصل ليد المواطن بشكل جيد وصالحة للاستهلاك، وبالتالي فأي تعطل للخط يشكل أزمة حقيقية للمنطقة تم تجاوزها بفعل الخبرات العلمية التي تتمثل بالسيد "ناظم" والكادر الفني الذي يبذل جهوداً كبيرة لإنجاح الخطط التي ترتبط بقوت المواطنين بشكل مباشر

تعمق في دراسة الإلكترونيات واستفاد من خبرة عملية فنية جعلته يتلمس احتياجات تطوير العمل بما يكفل استمرارية عمل الخط؛ كما حدثنا الأستاذ "ناظم عبدو" بتاريخ 16 تموز 2014 حين قال: «من خلال العمل الميداني نلاحظ أن طرق تحضير بيت النار تقليدية لأنها ترتكز على اختبار الحرارة بقطع من العجين وفي الحالتين يتم إيقاف الخط لضبط الحرارة، اليوم وبعد تصميم قدمته للمخبز واعتمدته الإدارة نحافظ على استمرارية العمل على مدار الأربع والعشرين ساعة؛ لكون الجهاز مؤهلاً بحساسات وساعات تنظم الحرارة على معدل واحد، ولا تتدخل اليد العاملة في ذلك إلا بالمراقبة مع العلم أن الجهاز معد بطريقة تخفض درجة الحرارة بشكل أوتوماتيكي ليكون الرغيف الأول مثل الأخير بذات الجودة واللون.

الأستاذ ناظم عبدو مصمم الجهاز

فبفعل الاعتماد على نظام غرف الاحتراق المفتوحة وهو النظام المتبع في "سورية" والشرق الأوسط، أي ما يسمى بيت النار وفق الدارج تظهر صعوبات كبيرة من حيث مراقبة هذه الغرف واعتماد طريقة الحرق الدائري، وبما أنني طبقت التجربة في فرن "ابن النفيس" كمرحلة أولى حاولنا هنا تطوير الجهاز، ومن خلال ذلك حصلنا على نتائج جيدة اعتمدت بعد الاختبارات المطلوبة، لنتمكن من الوصول إلى تخفيض نسبة استهلاك المازوت للطن الواحد من العجين من 7 ولغاية 15 بالمئة، وبعملية حسابية بسيطة يظهر لنا أننا عندما نتمكن من توفير عشرة ليترات نستطيع توفير مئة ألف ليتر في مخابز "سورية" يومياً، والأهم هو إطالة عمر معدات باهظة الثمن تلك التي ترتبط ببيت النار، وتخفيف نتائج الاهتلاك بفعل ارتفاع الحرارة غير المنظم».

عن الجهاز والمواصفات العلمية يضيف بالقول: «الجهاز عبارة عن دارة إلكترونية وساعة للتحكم بالحرارة وحساسات تزرع بغرفة الاحتراق؛ هذه اللوحة تبرمج عند التركيب، صممت وفق عدة تجارب نفذتها بالاعتماد على اطلاعي في مجال الإلكترونيات التي درستها وعملت بها في القطاع الخاص وعدد من القطاعات الصناعية، لأنجز الجهاز الأول على نفقتي الخاصة، ومن بعدها تم التعاون مع الإدارة لمشروع يشمل مخابز جديدة، إلى جانب دراسة لطرق جديدة ترتبط بتطوير تقنيات العجن وإدخال التقنية في مسارات إنتاج رغيف الخبز المناسب.

توضيح لطريقة عمل الجهاز

وبما يتعلق بالتكلفة المادية فإن تكلفة الجهاز الواحد تتجاوز المئة ألف ليرة سورية، لكنها تكلفة لا تقارن مع قيم المحروقات التي انخفضت بعد التجربة، وتم من خلالها تقييم أداء الجهاز خلال الأشهر الفائتة وأثبتت نجاحه».

تحسن واضح في نوعية الرغيف وخدمة كبيرة للمنطقة عبر عنها الأستاذ "باسل الشومري" رئيس مجلس مدينة "صلخد" الذي التقيناه في المخبز، وأضاف: «على مستوى المدينة ظهر تحسن كبير في إنتاج الرغيف، ومن خلال التواصل مع المخبز اطلعنا على التجربة التي استهلكت الوقت والجهد لتكون العملية منتجة على مستوى نوعية الرغيف المتميزة من حيث الطعم والتعرض للحرارة، والأهم عدم الهدر في كميات العجين لأن خطة المخبز اليومية 15 طناً تصل ليد المواطن بشكل جيد وصالحة للاستهلاك، وبالتالي فأي تعطل للخط يشكل أزمة حقيقية للمنطقة تم تجاوزها بفعل الخبرات العلمية التي تتمثل بالسيد "ناظم" والكادر الفني الذي يبذل جهوداً كبيرة لإنجاح الخطط التي ترتبط بقوت المواطنين بشكل مباشر».

الجدير بالذكر، أن "ناظم عبدو" باشر العمل الفني عام 1982، حاصل على براءة اختراع عام 2012 على جهاز "التحكم الآلي بحرارة بيت النار"، وهو من مواليد قرية "الغارية" جنوب شرق "السويداء".